تمكّن فريق طبي بمستشفى الولادة والأطفال عضو التجمع الصحي بمكةالمكرمة من إنقاذ حياة رضيع ولد بتشوه خلقي بالقلب. وأوضح د. خالد عطاس رئيس قسم أم القرى للقلب، أن الرضيع ولد بالمستشفى وتم نقله على الفور للعناية المركزة لحديثي الولادة، حيث كان يعاني من ازرقاق وصعوبة في التنفس، وتم تشخيص حالته من الأطباء بعد عمل موجات فوق الصوتية، بمعاناته من تشوه خلقي بالقلب، عبارة عن رباعي فالوت مع انسداد رئوي يمنع وصول الدم إلى الرئتين. وأضاف: "في حالات الرتق الرئوي يكون الصمام الرئوي غير مكتمل النمو، وقد يحدث انسداد رئوي كامل كما في هذه الحالة، فيمنع وصول الدم إلى الرئتين وقد يتدفق بعض الدم من خلال فتحة طبيعية تسمى القناة الشريانية بين الشريان الأورطي والشريان الرئوي وتغلق هذه الفتحة بعد الولادة مباشرة". وتابع عطاس: "في حالة هذا الرضيع تم التدخل أولاًً بإعطاء الرضيع أدوية لكي تبقى هذه القناة مفتوحة، وتم نقل الرضيع إلى قسطرة القلب التي أظهرت أن القناة الشريانية صغيرة جداً وعلى وشك الإغلاق الكامل مما يهدد حياة الرضيع". من جانبه، قال استشاري جراحة قلب الأطفال د. عادل راغب إن الفريق الطبي المشرف على حالة الرضيع قرر التدخل الجراحي العاجل للرضيع، ليتم عمل وصلة باستخدام أنبوب اصطناعي صغير بين أحد الشرايين الكبرى المتفرعة من الشريان الأورطي والشريان الرئوي كي يتدفق الدم من خلالها إلى الرئتين كخطوة أولية لإنقاذ حياة الرضيع. ولفت راغب إلى إجراء الجراحة بنجاح، وخروج الرضيع بسلام من المستشفى، حيث سيخضع بعد ذلك للمتابعة الدقيقة لتجهيزه لإجراء الإصلاح الكامل في عمر يتراوح بين أربعة وستة أشهر. وعلى ذات الصعيد، أوضح المدير التنفيذي للمستشفى د. هلال المالكي أن مركز أم القرى للقلب بالمستشفى يعد الوحيد والمتفرد في عمليات القسطرة القلبية للأطفال على مستوى المنطقة الغربية، ومجهز بأحدث التجهيزات المتطورة التي أسهمت في إعادة الحياة لأكثر من مريض، حيث يتميز المركز بوجود فريق طبي متخصص وذي مهارة عالية في هذا التخصص، إضافة إلى خبراتهم المؤهلة لإجراء العمليات الكبرى على مستوى المنطقة، مرجعاً ذلك للدعم غير المحدود من المسؤولين للمستشفى بالأجهزة الطبية الحديثة التي تساعد الطبيب في سرعة التشخيص والبدء في طرق العلاج.