يوم 22 مايو، هو اليوم الدولي للتنوع البيولوجي الذي اعتمده المجتمع الدولي للحفاظ على التوازن البيئي، والذي يعني ضمان استمرار دورة الحياة للكائنات الحية حيوانية ونباتية في تناسق طبيعي وتكافل يتحقق معه ميزان الحياة على سطح الأرض يابسها ومائها، سهولها وجبالها، غاباتها وواحاتها، والغلاف الجوي المحيط بها بما يحويه من غازات وعوالق. وفي هذا اليوم 22 مايو 2022 طويت آخر صفحة من كتاب "تحدي القرن – البيئة والتغير المناخي" للدكتور صالح بن حمد التويجري. كتاب من الحجم المتوسط بعدد 280 صفحة موزعة على ثمانية فصول، كل فصل منها مبحث في جزيئة من العنوان الرئيس للكتاب. وقد شدتني عبارة تحدي القرن، ودفعتني إلى أن أقرأ الكتاب قراءة متواصلة ومركزة، فوجدت محتواه يبحث في مشكلة عالمية تهدد سكان الأرض من غير استثناء، وقد تناول المؤلف تلك القضية تشخيصا وتحليلا، وحلولا لمواجهة هذا التحدي. وكان الاعتلال البيئي محور بحث الكاتب، منطلقا من رؤية علمية عن العلاقة فيما بين الإنسان والبيئة، وكيف أن الإساءة للبيئة تهدد وجود الإنسان والكائنات الحية الأخرى. وقبل قراءتي لهذا الكتاب القيم -مع أنني لست بعيدا عن علم البيئة- إلا أنني لم أكن أتخيل ذلك الدمار الكبير للحياة البيئية، وكيف أن الإنسان الذي يعيش الآن الثورة الصناعية الرابعة -بتميزها التقني والمعلوماتي الدقيق- والفكر البشري العبقري المتطور تجاهل إلى حد كبير العناية بالبيئة الطبيعية التي يعيش فيها، ولم يعنى بعلم البيئة "Ecology" ودراسات التنبؤ بآثار الإخلال بها "Forecasting". وإنني أجد هذا الكتاب القيم "تحدي القرن – البيئة والتغير المناخي" بمثابة تشخيص واضح لما يعانيه عالم اليوم من ظواهر مناخية مدمرة، والحلول الناجعة لإنقاذ البشرية من التدهور البيئي العامل المشترك للكثير من الأزمات الإنسانية. وأرى في هذا المنتج العلمي منهجا واضحا وسهلا، أتمنى أن يكون بين يدي أصحاب القرار في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، والقطاع الخاص، للاستفادة من مادته العلمية، للبدء في مشروعات وطنية وإقليمية ودولية للإصحاح البيئي ووقف تدهور البيئة. كما أجد الكتاب مادة يمكن اقتباس فصول منها تضاف للمناهج المدرسية في مختلف مراحلها لنشر مفهوم الإصحاح البيئي، وليتحمل المجتمع بكل أطيافه وعلى مختلف مسؤولياته العناية بالبيئة. وختاما لا يفوتني أن أقدم الشكر إلى مؤلف الكتاب، الدكتور صالح بن حمد التويجري الذي قدم للمجتمع هذا النتاج العلمي عن البيئة والتغير المناخي الذي يحتاجه كل إنسان، وأهنئه على هذا الطرح المتميز، وقد أثرى المكتبة العربية بعدد من المؤلفات التي تخدم الإنسانية، أسأل الله له المزيد من العون والتوفيق.