يسعى يوفنتوس للدفاع عن حظوظه بإحراز آخر الألقاب الإيطالية بين متناول يديه للموسم الحالي وذلك عندما يواجه الأربعاء في نهائي الكأس المحلية إنتر المتعطش للتغلب مرة جديدة على "السيدة العجوز"، بعدما جرده العام الماضي من لقبه بطلاً للدوري ومن كأس السوبر مطلع الحالي. وفي حال تمكن إنتر من الخروج فائزاً من الملعب الأولمبي في العاصمة روما الذي يستضيف المباراة النهائية والذي شهد صولات وجولات مدرب إنتر الحالي سيموني إنزاغي خلال الأعوام العشرين الأخيرة كلاعب ثم كمدرب للقطب الثاني للعاصمة لاتسيو، سيُبقي "نيراتسوري" على آماله بتحقيق ثلاثية محلية عقب الفوز بكأس السوبر وإمكانية إحراز لقب "سكوديتو" الذي ما يزال في مرمى نيرانه في سباق الرمق الأخير مع جاره اللدود ميلان. وفي وقت يبدو إنتر متعطشاً للمزيد من الألقاب حيث يتأخر بفارق نقطتين فقط عن "روسونيري" قبل مرحلتين من نهاية الدوري (80 مقابل 78)، يخشى يوفنتوس من شبح الخروج خالي الوفاض من الموسم الحالي في فترة عجاف لم يسبق أن مرّ بها منذ أكثر من 10 أعوام، وتحديداً منذ موسم 2010-2011، قبل أن يحكم قبضته على الألقاب ليتوج بطلاً لل "سيري أ" 9 مرات، والكأس 5 مرات ومثلها في كأس السوبر، كل ذلك في غضون 10 أعوام. وسيبذل ماسيميليانو أليغري، عراب "الحقبة الذهبية" لنادي مدينة تورينو خلال مروره الأوّل (2014 - 2019)، قصارى جهده من أجل العودة إلى سكة الانتصارات وإنقاذ ما تبقى من موسم شحيح على صعيد النتائج. غير أن "سيد البراغماتية" العائد إلى مقاعد التدريب في "أليانز ستاديوم" الصيف الماضي لإعادة "بيانكونيري" إلى القمة مجدداً، بات مهدداً بإنهاء الموسم مع ألقاب ونقاط أقل (يحتل المركز الرابع برصيد 69 نقطة) من سلفه أندريا بيرلو لاعب وسط "السيدة العجوز" سابقاً والمُقال من منصبه بعد عام فقط على تعيينه مدرباً في موسم 2020-2021. وبخلاف سلفه، لا يبدو أن مستقبل أليغري تحت خطر مقصلة الإقالة، إذ يتحصن بماضيه المجيد وبعقد طويل الأمد حتّى عام 2025، غير أنّ الفوز بكأس إيطاليا سيضع بالتأكيد حداً للتدهور الفظيع في العامين الماضيين لنادٍ اعتاد على التتويج بكل الألقاب الممكنة وعدم الاكتفاء بالفُتات. من أجل ذلك، يراهن فريق "السيدة العجوز" على نجاعة مهاجمه الدولي الصربي دوشان فلاهوفيتش، ثاني ترتيب الهدافين في الدوري برصيد 23 هدفاً، والذي خفت بريقه في الأسابيع الأخيرة، وعلى تألق الأرجنتيني باولو ديبالا الذي سيخوض مباراته الكبيرة الأخيرة بقميص "بيانكونيري" قبل رحيل محتمل هذا الصيف إلى إنتر، بحسب وسائل إعلام محلية. وبإمكان أليغري (54 عاماً) أن يدّون اسمه في تاريخ الكرة الإيطالية، إذ يقف عند عتبة أن يصبح أوّل مدرب يحرز خمس كؤوس محلية، ليفك ارتباطه مع مواطنه روبرتو مانشيني (فيورنتينا عام 2001 ولاتسيو 2004 وإنتر عامي 2005 و2006) والسويدي سفين-غوران إريكسون (روما عام 1986 وسمبدوريا 1994 ولاتسيو عامي 1998 و2000) مع 4 ألقاب لكل منهما. وبخلاف أليغري، لا يتضمن سجل سيموني إنزاغي سوى لقب يتيم في الكأس أحرزه مع لاتسيو عام 2019، لكنه من المدربين الذين يعشقون خوض النهائيات ضد يوفنتوس كونه يخرج فائزاً، وأكبر برهان على ذلك الانتصارات الثلاثة التي حققها في كأس السوبر المحلية أمام "بيانكونيري" (مرتان مع لاتسيو في 2017 و2019 ومرة مع إنتر 2021). ويخوض إنزاغي (46 عاماً) الذي وصل إلى إنتر الصيف الماضي مع صعوبة مهمة خلافة أنتونيو كونتي المدرب الحالي لتشلسي الإنجليزي والذي أعاد النادي إلى القمة في إيطاليا، نهائي الكأس مع ضغوطات أقل على كاهليه، فهو فاز برهانه مبرهناً أنه أفضل خلف لأفضل سلف، إذ حافظ على فريقه في القمة على الرغم من رحيل العديد من كوادره المهمة على غرار المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو العائد إلى تشلسي أو المغربي أشرف حكيمي المنتقل إلى باريس سان جرمان الفرنسي، تنتظر إنتر تحديات جمّة تتمثل بثلاث مباريات حاسمة حيث بإمكانه أن يفوز بكل شيء أو يخرج بعلامة صفر إن كان في الكأس أو الدوري، اذ يتحيّن الجار اللدود ميلان فرصة انشغال "نيراتسوري" بنهائي الأربعاء للفوز بال "سيري أ" للمرة الأولى منذ عام 2011 وال 19 في تاريخه.