أكّد الجيش الأوكراني الاثنين أنّه دمّر زورقي دورية روسيين قرب جزيرة الثعبان في البحر الأسود, والتي أصبحت رمزًا للمقاومة الأوكرانية منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير. وكتب القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني على فيسبوك في منشور مرفق بمقطع فيديو يظهر فيه زورقان يُضربان بصاروخين منفصلين: "دُمّرت سفينتان روسيتان من طراز رابتور قرب جزيرة الثعبان". وقال: إن "بيرقدار تعمل"، مشيرًا إلى استخدام هذه الطائرة القتالية بدون طيار التي تمّ تطويرها في تركيا، خلال الضربتين. ولم تؤكّد موسكو هذه الأنباء. تعدّ قوارب الدورية الروسية من فئة رابتور من بين أسرع قوارب البحرية الروسية بحيث تصل سرعتها القصوى إلى 90 كيلومترًا بالساعة. ويمكن لهذه القوارب أن تحمل ما يصل إلى 20 جنديًا بالإضافة إلى طاقم مكون من ثلاثة أشخاص. وأصبحت جزيرة الثعبان رمزًا في أوكرانيا إذ في اليوم الأول من النزاع، وفي تواصل عبر أجهزة اللاسلكي انتشر تسجيل على نطاق واسع يرد فيه حرس الحدود الأوكرانيون في جزيرة الثعبان الصغيرة "اذهبي إلى الجحيم!"، بوجه سفينة روسية حضتهم على الاستسلام. وحقق هذا التسجيل انتشارا كبيرا حول العالم وشكّل عنوانا للمقاومة الأوكرانية، حتى أنه ظهر على اللافتات أثناء تظاهرات الدعم في الخارج وبات الآن موجودا على طوابع. بعد هذا التسجيل، قصفت السفينة الجزيرة وسيطر الروس عليها وتمّ أسر الجنود الأوكرانيين. وأُفرج عنهم لاحقًا في عملية تبادل أسرى مع موسكو. من ناحية أخرى، ذكرت وزارة الزراعة الأوكرانية الاثنين أن أوكرانيا أغلقت رسميا أربعة مواني على البحر الأسود وبحر أزوف استولت عليها القوات الروسية. وبينت الوزارة في بيان أن مواني ماريوبول وبرديانسك وسكادوفسك المطلة على بحر أزوف وميناء خيرسون المطل على البحر الأسود أُغلقت "لحين استعادة السيطرة عليها". وعلقت جميع المواني البحرية الأوكرانية أنشطتها نتيجة للغزو الروسي في أواخر فبراير. واستولت القوات الروسية على بعض المواني وأغلقت البعض الآخر. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين: إن أوكرانيا قد تفقد عشرات الملايين من الأطنان من الحبوب بسبب سيطرة روسيا على الملاحة في البحر الأسود، مما قد يؤدي إلى أزمة غذاء تؤثر على أوروبا وآسيا وأفريقيا. وأوضح زيلينسكي أن "روسيا لا تسمح للسفن بالدخول أو الخروج، إنها تسيطر على البحر الأسود. روسيا تريد أن توقف اقتصاد بلادنا بالكامل". وقالت الوزارة الأسبوع الماضي: إن صادرات أوكرانيا من الحبوب بلغت 45.709 مليون طن في موسم يوليو يونيو 2021-2022. وأضافت أن ذلك شمل 763 ألف طن جرى تصديرها في أبريل لكنها لم تورد بيانات للمقارنة. وقال مسؤولون بارزون بقطاع الزراعة هذا الشهر إن أوكرانيا صدرت 300 ألف طن من الحبوب في مارس. من جهة أخرى، قال رئيس مكتب رئيس الوزراء المجري جيرجيلي جولياس لتلفزيون "هير" الحكومي: إن المجر على استعداد لرفض فرض عقوبات على واردات النفط والغاز الروسية. وأضاف جولياس "لكي أكون واضحا، لن ندعم أبدا فرض عقوبات (فيما يتعلق بواردات النفط والغاز)". وعموما تتطلب مثل هذه القرارات موافقة جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي. ويقوم الاتحاد المؤلف من 27 دولة بمناقشة فرض حظر على واردات النفط الروسي، على الرغم من أنه من المستبعد فرض حظر مماثل على الغاز الطبيعي في الوقت الحالي. وقال جولياس: "بما أنه يجب الاتفاق على مثل هذه القرارات بالاجماع، فلا يوجد داع في المفوضية الأوروبية اقتراح عقوبات من شأنها الحد من الواردات المجرية الحالية". وأضاف أنه لا يوجد من يمكنه أن يحل محل واردات النفط والغاز الروسية في الوقت الحالي، موضحا أن التحول عن الواردات الروسية سوف يستغرق خمسة أعوام" ويتطلب أموالا كثيرة".