عالجت منصة "قوى" التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، الواجهة الموحدة لخدمات منظومة العمل السعودية ممثلة بخدمة توثيق وإدارة العقود، مشكلة جوهرية يعاني منها سوق العمل وهي صياغة وإدارة وتوثيق العقد الوظيفي، الذي يُعد الرابط المشترك بين المنشآت والأفراد، سعياً لحفظ حقوق الموظّفين والمنشآت على حد سواء. وجاءت هذه الخدمة لتوعية الموظّفين والمنشآت بضرورة توثيق العقد إلكترونّيًا حفظًا للحقوق، ولضمان مطابقته للأنظمة واللوائح فضلًا عن تفرع بنوده لتشمل مختلف الحقوق المدنية والعمالية كالضمان الصحي وساعات العمل وغيرها، فيما كان العقد الوظيفي التقليدي معرضًا للتلف أو الفقدان، وغيرها من المشكلات كعدم مطابقته لأنظمة ولوائح العمل السعودية. وتتيح الخدمة إنشاء وتوثيق عقود الموظفين إلكترونيًا، وبعد إنشاء العقد الوظيفي يمكن للموظف الموافقة على العقد أو رفضه أو طلب تعديله عبر حسابه في "قوى" أفراد، وفي حال موافقة الطرفين يعد العقد موثقًا ومعتمدًا من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية. وتحفظ هذه الخدمة حقوق أصحاب العلاقة (صاحب العمل والموظف) وتساعد في توفير بيئة عمل مستقرة للموظف وتساهم في زيادة إنتاجيته، إضافة إلى التحقق من التزام المنشآت بقوانين وأحكام نظام العمل، والتأكد من صحة بيانات العقود وتقليل الخلافات والقضايا العمالية. كما عالجت الخدمة بشكل دقيق وموثوق، أكبر همّ يواجه الموظّفين وهو حفظ حقوقهم وكذلك أكبر همّ يواجه المنشآت وهو صياغة العقد، حيث وفّرت للطرفين معالجة جذرية لنقطة اهتمامهم المشتركة، حيث أن العقد هو حجر الأساس لكل وظيفة وأن العلاقة التعاقدية رحلة مشتركة تتطلب توثيق العقد، بعملية يسيرة تعتمد على التقنية وتسهل الأرشفة والأتمتة. ويمكن عبر المنصة الاستفادة من الخدمة في توثيق العقود الجديدة والقديمة السارية الورقية، وكذلك توثيق عقود الموظفين في فترة التجربة مع تحديد مدة فترة التجربة في بنود العقد مع الأخذ بالاعتبار الحد الأعلى للمدة كما هو منصوص عليه في نظام العمل، فضلًا عن توفيره الخدمة تجديد العقد محدد المدة تلقائياً لمدة مماثلة حتى يتم إنهاؤه من قبل أحد الطرفين. ويأتي توثيق وإدارة العقود بخدمة إلكترونية وفورية، تبدأ بإنشاء طلب التعاقد من قبل صاحب العمل وتنتهي بالموافقة أو الرفض النهائي من قبل الموظف أو إلغاء الطلب تلقائيًا لعدم الرد بعد 30 يوما من تاريخ الإنشاء، لتساهم بشكل مباشر في تعزيز دور عقود العمل الموثقة كمرجعية تعاقدية لكل العاملين، وكذلك التعريف بخدمة العقود للأفراد والمنشآت ورفع جودة بيانات المسجلين من أفراد ومنشآت بالإضافة إلى رفع الثقافة الحقوقية ونشر الوعي لدى أطراف نظام العمل ولوائحه. والجدير ذكره أن "قوى" أطلقت حملة توعوية تحت شعار #توثيقالعقدأولوية للحفاظ على الحقوق، كما يسرت الوصول إلى جميع خدمات قطاع العمل بنفاذ موحّد يوفر خدمة رقمية سهلة لإنجاز جميع الخدمات المرتبطة بقطاع العمل وفقًا لعوامل السرعة في الأعمال، والدقة في البيانات، والسهولة في الإجراءات وهو ما يواكب أهداف استراتيجية التحول الرقمي وتمكين فئات المجتمع من دخول سوق العمل وتمكين المرأة وزيادة مشاركتها في القوى العاملة إلى جانب تنظيم سوق العمل وزيادة جاذبيته. وتعد منصة "قوى" التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في 2019 في إطار مبادراتها وجهودها الحثيثة لمواكبة عملية التحول الرقمي ضمن مستهدفات رؤية 2030م، المنصة الرقمية والواجهة الموحدة لجميع خدمات منظومة العمل السعودية، إذ تقدم حاليًا أكثر من 116 خدمة رقمية فورية على مدار الساعة لقطاع العمل، تهدف جميعها إلى تسهيل إدارة المنشأة بفعالية أكبر وتحسين بيئة العمل.