مع دخول العشر الأواخر وفيها ليلة خير من ألف شهر ؛ صعدت رئاسة الحرمين الشريفين حالة الاستعدادات الكاملة؛ لمرحلة التاهب والجاهزية القصوى لاستقبال القاصدين والمعتمرين والزوار الذي يتوقع المختصون ان تتضاعف اعدادهم في الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك ..ولتسخير الخدمات وتهيئة الاجواء للمعتمرين ومناقشة الدورس المستفادة من العشرين اليوم الماضية وضبط الأداء والحوكمة في العشر الأوائل ؛ وتلخص الاجتماع الذي عقده الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أمس بمقر الرئاسة بمكة ؛ إلى تشكيل لجنة برئاسة مساعد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام ؛ وعضوية الوكلاء والوكلاء المساعدين تعمل على مدار الساعة لرصد الملاحظات اللحظية وحلها ميدانيا على الفور إلى جانب تكثيف التعاون مع المنظومة الأمنية في المسجد الحرام والتنسيق معهم حيال ادارة الحشود والتفويج أولا بأول. وأفصح الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس ختم القران سيكون في صلاة القيام بالمسجد الحرام وليس في صلاة التروايح .. وجرت العادة ان يكون دعاء ختم القران في تروايح ليلة التاسع والعشرون ؛ الا ان هذه السنة ونظرا للتدفق الكبير المتوقع في تروايح ليلة ختم القران فتم اتخاذ القرار لكي تكون في تهجد نفس الليلة . وأكد الشيخ السديس في تصريحات للرياض عن جاهزية الرئاسة التامة لاستقبال القاصدين في العشر الاواخر ؛ مؤكدا ان الرئاسة متأهبة ومتوثبة وفي نفس الوقت تعمل وفق حوكمة وشفافية ولن تسمح باي تقصير او تقاعس ..واعلن الشيخ السديس عن نجاح الخطة التشغيلية في الرئاسة العامة لشؤون الحرمين في العشرين الأولى من رمضان والتي تم حوكمة جميع اعمالها ومعالجة الخلل في حينه وتعظيم نقاط القوة وحل نقاط الضعف وقياس اثر القاصدين ومدى رضاهم عن الخدمات وفق استبيانات محوكمة وشفافية . وكان لزاما على رئاسة الحرمين اعداد أكبر خطة تشغيلية في تاريخها في العشر الاواخر تتوافق مع الكثافة العددية الكبيرة المتوقعة للقاصدين التي سيشهدها الحرمين الشريفين ؛ حيث افصحت الارقام والاحصائيات التي اعلنت عنها الرئاسةً ان المسجد الحرام شهد خلال العشرة الاولى من رمضان تفويج أكثر من 2 مليون معتمر خلال العشر الأولى من رمضان ..وقدر الخبراء ان العدد تزايد في الثلث الثاني ( للشهر الكريم ؛ ليصل الى 2 مليونين ونصف مليون؛ فيما يتوقع المختصون ؛ زيادة العدد الى 3 مليون ونصف وقد يصل الى 4 ملايين مع بدء اجازة المدارس اعتبار من اليوم الخميس بعد صدور قرار خادم الحرمين الشريفين ببدء اجازة المدارس اعتبارا من 20 رمضان. وقال الرئيس العام في معرض حديثه عن عناصر التفوق في العشرة الاواخر " هدفنا في العشر الأواخر تحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة، من خلال الريادة، والتميز، والتفوق، في خدمة ضيوف الرحمن. واستطاعت رئاسة من خلال الخطة التشغيلية الاستباقية والتموضع الميداني المبكر لكل الفرق الخدمية والفنية والتقنية؛ تحقيق اهداف رضا عالية للزائرين والقاصدين والمعتمرين حيال الخدمات المقدمة ؛ من خلال قياس الاداء و إجراءات الحوكمة الميدانية على أرض الواقع..واضاف الشيخ السديس ان الرئاسة حرصت عبر خطتها التشغيلية تنويع المبادرات والبرامج والخدمات، لتحقيق أقصى مراحل الراحة للزوار والقاصدين ؛ فضلا عن الاعتماد على تقنيات الذكاء الصناعي ورقمنة البرامج وتسخير التطبيقات الإلكترونية في مختلف المجالات، وبكل اللغات العالمية للقاصدين مؤكدا ان الرئاسة وضعت ايضا الحوكمة الميدانية وتطبيقها في أرض الواقع بالحرمين كأولوية في الخطة التشغيلية ؛ لشهر رمضان وقياس رضا القاصدين. وساهم وضع قرابة 12 ألف عامل وعاملة خلال شهر رمضان لتنظيف وتعطير وتعقيم المسجد الحرام مع عودةً الموائد الرمضانية وقوافل ماء زمزم، مع الحفاظ على كافة التدابير التي تضمن سلامة الصائمين وقت إفطارهم؛ ساهم في سرعة النظافة والتطهير والتعقيم في المسجد الحرام ..وتؤكد تقارير إدارة النظافة بالمسجد الحرام، إلى أن نظافة كامل المسجد الحرام تتم خلال مدة قدرها 45 دقيقة، في مساحة تبلغ 550 مليون متر مربع هي مساحة المسجد الحرام، في حين أن المطاف يغسل بطريقة احترافية في مدة تقدر بنحو 20 دقيقة، وسط كثافة بشرية هائلة. وحول تجهيزات الاعتكاف في المسجد الحرام الذي توقف لمدة سنتين قال الشيخ السديس ان الرئاسة جاهزةً لاستقبال المعتكفين اعتبارا من اليوم الخميس وخصصت قبو توسعة الملك فهد -رحمه الله- للمعتكفين ولا يسمح بالاعتكاف في غيره من المواقع داخل المسجد الحرام وساحاته . كما تخصيص خزانة لكل معتكف، كما خصص للخزانات مكان في قبو توسعة الملك فهد عن يمين الداخل وعن يساره.. وهناك مواقع خاصة للرجال وأخرى خاصة بالنساء، وسيكون باب الملك فهد (73) هو المؤدي إلى القبو لدخول أغراض المعتكفين، . وتضمنت الخطة التشغيلية للرئاسة المتعلقة بالعشر الاواخر مزيدا من التأهب وتكثيف عالي للخدمات التشغيلية لخدمة القاصدين لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة ، في بيئة روحانية مليئة بالأمن والأمان ومضاعفة تواجد الفرق الميدانية ومتابعة حركة الحشود داخل المسجد الحرام تتم وفق الخطة لضمان انسابية الحركة وتجويد الخدمة والتعامل الاني والفوري مع اي معوقات او اشكاليات قد تقع في الميدان . و تنشر الفرق الميدانية داخل الحرم للاستجابة لاي اشكاليات قد تنشأ في ظل وجود جموع غفيرة من المصلين والمعتمرين بالمسجد الحرام.