شهدت العلاقة الهنديةالباكستانية، في عهد رئيس الوزراء السابق عمران خان تصعيداً كاد أن يؤدي لحدوث حرب، وتحديداً عام 2019، الذي يعد واحداً من أسوأ الأعوام في العلاقات بين الجارتين النوويتين وانقطع الحوار بالكامل، ولا يزال ذلك التصعيد مستمراً حتى أمس الثلاثاء إلا أن مسارعة رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي بتهنئة نظيره شهباز شريف لانتخابه كرئيس للوزراء الباكستاني مؤكداً حرصه على إعادة العلاقات إلى سابق عهدها وحل القضايا العالقة بالحوار ساهم بشكل كبير في التهدئة.. وتابع قائلاً: "علينا التركيز على تأسيس السلام وتعزيز النهضة الاجتماعية الاقتصادية لشعبنا".. وعبر الرئيس شهباز شريف، في معرض رده على تهنئة مودي، عن رغبة إسلام آباد في إقامة علاقات مبنية على السلام والتعاون مع الهند. وشكر شريف في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، نظيره الهندي مودي، على تهنئته إياه لتوليه منصب رئاسة الوزراء، مؤكداً على الحل السلمي للعديد من الخلافات القائمة بين البلدين، بما فيها قضية جامو وكشمير التي تعتبر جوهر الصراع الهنديالباكستاني. وبحسب المراقبين فإن الملف الهنديالباكستاني سيشهد تحسناً في المرحلة المقبلة بعد التصعيد الكبير الذي شهدته العلاقات في عهد حكم عمران. وأضاف المراقبون أن هناك تقارباً وعلاقات سابقة حميمة بين مودي ونواز شريف وشقيقه الأصغر شهباز؛ هذه العلاقة يرغب الطرفان في تحويلها إلى حوار هادئ بعيداً عن إشعال خطوط النار على الحدود، وحل القضايا الشائكة عبر الحوار وليس عن طريق البنادق، وبرزت قضية كشمير كعقدة بين دولتي الهندوباكستان. وشهدت الحدود وقف إطلاق النار ومعارك واشتباكات، قُتل عشرات الجنود والمدنيين من الجانبين. بالمقابل أرسلت واشنطن رسائل إيجابية لشهباز شريف بعد انتخابه كرئيس للوزراء حيث أكدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي أن الولاياتالمتحدة متمسكة بالشراكة طويلة الأمد مع باكستان التي تمثل أهمية حيوية بالنسبة لواشنطن. وقالت: "إننا نقدر شراكتنا طويلة الأمد مع باكستان ونعتبر دائماً إسلام آباد المزدهرة والديمقراطية أمراً بالغ الأهمية لمصالح الولاياتالمتحدة".."وستستمر في ظل القادة الجدد". وكان البيت الأبيض قد نفى مؤخراً سعي واشنطن لإزاحة خان عن السلطة بعد أن وجّه اتهامات مماثلة في الأيام الماضية. واتهم عمران خان واشنطن بأنها سعت للإطاحة بحكومته؛ ودعمت المعارضة الباكستانية لتحقيق ذلك وهو الأمر الذي نفاه في حينه شهباز شريف. من جانب آخر يؤكد المحللون أن الشراكة الصينيةالباكستانية؛ التي شهدت بروداً إلى حد ما في عهد عمران؛ ستعود إلى مسارها الطبيعي، حيث هنأت الصين أمس شهباز شريف على انتخابه رئيساً لوزراء باكستان، وأعربت عن تطلعها لأن تكون الشراكة بين الصينوباكستان أوثق من أي وقت مضى. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو لي جيان إن الصينوباكستان تجمعهما شراكة استراتيجية للتعاون في جميع الأجواء، وإن العلاقة بين البلدين متينة للغاية وغير قابلة للكسر. وأضاف المتحدث: "تتطلع الصين إلى العمل مع الجانب الباكستاني لمواصلة صداقتنا التقليدية، وتعميق التعاون الشامل، وبناء الممر الاقتصادي بين الصينوباكستان بشكل مشترك وبطريقة عالية الجودة، وبناء مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصينوباكستان في العصر الجديد". وكان شهباز شريف (الشقيق الأصغر لنواز شريف) قد أوضح في خطابه بعد حصوله على ثقة البرلمان أنه يرغب في إيجاد علاقة قوية مع واشنطن والاتحاد الأوروبي؛ وعودة الشراكة إلى سابق عهدها.