القادرون على قراءة الصور وترجمتها وفهم معناها، هم مبدعون في حقيقتهم فهم يرون بعين البصيرة لا النظر وهنا تكون المفارقة والفروقات الفردية. وكثيراً ما تشدنا بعض اللوحات أو الصور والأعمال الفنية التي تحتمل مضامين بعيدة أو قريبة ويمكن قراءتها بلغة قومية عالمية واحدة يفهمها كل من يعيش على هذه البسيطة لأن لكل شخص منا قدرته الذاتيه وملكته الخاصة التي يمكنه من خلالها فهم هذا العمل أو تلك الصورة أو ذلك المجسم وهو ما يعرف تحديداً بالذائقة التي تختلف بطبيعة الحال من فرد إلى آخر، وأعتقد بأن الذائقة لكل فرد منا يحكمها عدة عوامل أهمها البيئة التي تلعب دورها في تشكيل ذائقتنا الإبداعية والفنية بداية من الأسرة والتنشئة والمحيط العام للشخص فإذا كانت بيئة صحية محفزة فسيكون من نتائجها فرد صالح يعي ويفهم ويقرأ حيثيات الجمال في كل منتج يصادفه ويقف على أبعاده ومضامينه، يستنتج منها ويحلل ويسدد من خلالها ويقارب ويأتي ذلك في مراحل سنية مبكرة جداً تسبق سن المرحلة الابتدائية أي ما قبل سن الست أو الخمس سنوات تلك المرحلة العمرية التي يتم من خلالها التكوين المعرفي والثقافي والإبداعي وخلق الذائقة في صورتها المبكرة، ثم يأتي بعد ذلك دور المدرسة والمحيط التعليمي وما تقدمه المؤسسة التعليمية على امتداد مراحلها الثلاث من توجيه وإرشاد وتحفيز نحو الاختراع والابتكار الفني والابداعي من خلال الكشف عن المواهب وتسخيرها منذ سن مبكرة ومساعدتهم في صقل تجاربهم ومعارفهم المختلفة في كل المجالات التي يجدون مكانهم فيها من خلال الأنشطة والفعاليات المصاحبة على مستوى المدرسة وإدارات التعليم وجهود الاعلام التربوي والمشرفين المختصين والقائمين على الفعل الإبداعي وتسليط الضوء على النوابغ منهم وتبنيهم وتسخير ما يبدعون به في خدمة الأدب والفن سواء من خلال المسرح والقصة أو الخطابة والسرد بشكل عام.