اعتبر متخصص في قطاع التقنية المالية أن تقنية سلاسل الكتل (أو البلوك تشين) ضرورية لعملية التحول الرقمية للعملات النقدية، حيث تدرس معظم البنوك المركزية اليوم فوائد إصدار هذا النوع من العملات، لافتاً إلى أننا نميل للنظر إلى العملات الرقمية والأصول الافتراضية كأصول استثمارية، أكثر من كونها منافساً للعملات النقدية التقليدية. وقال الاستاذ علي العبيد مدير عام لشركة Bitoasis بالمملكة العربية السعودية - التي تعد واحدة من أكبر المنصات الرائدة لتداول العملات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2022 - في الحقيقة نحن في شركة "بت أويسس" للتعاون مع الشركات الخاضعة للتنظيم والإشراف الحكومي في أي بلدٍ نقدم خدماتنا فيها، ومنذ سنة حتى الآن مثلاً بتنا أول منصة عملات رقمية يتم الاعتراف بها وتسجيلها كمزود خدمات أصول افتراضي من قبل وحدة المعلومات المالي، كما عملنا مع المكتب التنفيذي لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في الإمارات العربية المتحدة، كما حصلنا على تصريح الخدمات المالية من سلطة تنظيم الخدمات المالية في سوق أبوظبي العالمي لتشغيل منشأة تداول متعددة الأطراف. ويعمل علي العبيد في قطاع المدفوعات وقنوات الدفع الرقمية الخاصة بالشركات، منذ عام 2015. وطوال رحلته المهنية، اهتم بشكل أساسي بتطوير وتعزيز أنظمة الدفع، بالإضافة لإزالة جميع العوائق وإجراءات الدفع الرتيبة بهدف خلق المزيد من الفرص الواعدة للدفع قدمًا بتطور ونمو الأعمال التجارية. في البداية، نأمل أن تطلع القراء على أبرز الأهداف التي تعمل على تحقيقها شركة بت أوسيس وبصورة خاصة في المملكة؟ نتطلع دائماً لعقد شراكات مع الحكومات والجهات التشريعية، ونسعى لدعم صناع السياسات بأفضل قدر ممكن في سعيهم لإيجاد أنسب الطرق لتنظيم ودعم أنشطتنا. كما نسعى دائماً للتعاون مع الشركات الخاضعة للتنظيم والإشراف الحكومي في أي بلدٍ نقدم خدماتنا فيها، ومنذ سنة حتى الآن مثلاً بتنا أول منصة عملات رقمية يتم الاعتراف بها وتسجيلها كمزود خدمات أصول افتراضي من قبل وحدة المعلومات المالي، كما عملنا مع المكتب التنفيذي لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في الإمارات العربية المتحدة، كما حصلنا على تصريح الخدمات المالية من سلطة تنظيم الخدمات المالية في سوق أبوظبي العالمي لتشغيل منشأة تداول متعددة الأطراف. كما نعمل في مختلف الدول التي نقدم خدماتنا فيها مع البنوك والمؤسسات المالية، لضمان قدرة عملائنا على الاستثمار وسحب أموالهم بسلاسة وحرية وسرعة فائقة. وبوصفنا رواد في تطوير هذا القطاع، لنواصل العمل والتعاون بمسؤولية مع الجهات التنظيمية، ومختلف أطراف منظومة القطاع المالي وقطاع التكنولوجيا المالية في المملكة. كيف ترون مستقبل العملات المشفرة، وهل هي منافس للعملات التقليدية، أم بديل لها؟ نميل للنظر إلى العملات الرقمية والأصول الافتراضية كأصول استثمارية، أكثر من كونها منافساً للعملات النقدية التقليدية، وفي الواقع نرى أن تقنية سلاسل الكتل (أو البلوك تشين) ضرورية لعملية التحول الرقمية للعملات النقدية، وبالتالي تمكين ما يعرف بعملات البنوك المركزية الرقمية، حيث درست أو تدرس معظم البنوك المركزية اليوم فوائد إصدار هذا النوع من العملات. نحن مؤمنون بأن تقنية البلوك تشين وعملات البنوك المركزية الرقمية ومنظومة العملات الرقمية الأوسع قادرة - إن تم تطويرها بشكل تعاوني - على ترك أثر إيجابي هائل في المنطقة العربية، وستكون لها عدة فوائد مثل إتاحة مجموعة أوسع من الأصول الاستثمارية الافتراضية وتخفيض تكاليف الحوالات المالية، وتمكين مجتمع الفنون العربي من إنشاء وحماية أصولهم الرقمية كرموز غير قابلة للاستبدال، ولاشك أن ازدهار هذا القطاع بأيدي أطراف تضع الامتثال للقوانين والأنظمة على رأس أولوياتها ضروري لضمان حماية العملاء وتحقيق فوائد قيّمة للاقتصاد ككل، مثل اجتذاب الاستثمارات وإنشاء فرص العمل. وفقاً لتقديراتنا ستزيد الاستثمارات الأجنبية في قطاع العملات الرقمية أو منظومة الويب 3 عن 500 مليون دولار في عام 2022م وحده، أي أكثر بخمس مرات مما كان عليه في 2021. رغم ذلك، ما زالت العملات الرقمية في مرحلة مبكرة، ونرى أنها الآن مكمّلة للعملات النقدية وأصول صالحة للاستثمار، كما نؤمن بأن منظومة الويب 3 والعملات الرقمية ستعزز المؤسسات المالية التقليدية ومزوّدي خدمات الدفع والحكومات، وتعينها على حل عدد من أكثر مشاكل القطاع المالي إلحاحاً، مثل تسهيل الوصول إلى مختلف الخدمات والشمول وغيرها من التحديات المتعلقة بالبنى التحتية في وقتنا الحالي. البعض يتخوف من العملات المشفرة، نسبة لما يحدث من تغييرات متسارعة في قيمتها صعوداً وهبوطاً، ما تعليقكم؟ نشهد حالياً فترة تقلب شديد في أسعار مختلف أنواع الأصول عالمياً، وقد كانت العملات الرقمية والأصول الافتراضية عموماً عرضة لعدة فترات من التقلبات الشديدة، وواجبنا هو أن نتأكد من وعي عملائنا ومستثمرينا بالمخاطر قبل البدء بالاستثمار، وقد أطلقنا عدة مبادرات للتعليم والتوعية بالعملات الرقمية، لضمان اضطلاعنا بمسؤوليتنا وتوفير محتوى عربي لروّاد قطاع العملات الرقمية في المنطقة. ولكن في الوقت نفسه أثبتت العملات الرقمية أنها قادرة على المدى الطويل إلى زيادة رؤوس الأموال المستثمرة فيها، إلى جانب أهميتها لتنويع المحافظ الاستثمارية. ويساهم التطوّر التنظيمي والتشريعي في المنطقة، إلى جانب المشاركة الاستثمارية المتزايدة من قبل المؤسسات، في زيادة الثقة في اقتصاد العملات الرقمية، وسيساعد هذا السوق على النمو والنضوج. ما مدى الإقبال على العملات الرقمية في المملكة من قبل المواطنين والأجانب؟ في عام 2021، تداول حوالي 800 ألف شخص أصولاً مشفرة من المملكة، ويُعتقد بأن هذا الرقم سيرتفع إلى مليونين بحلول عام 2024، وهذه الأرقام مبشرة جداً. كما نقدّر - ومثلنا مؤسسات أخرى مثل "تشيناليسس" - أن حجم التداول في السعودية بلغ حوالي 50 مليار ريال في 2021. وتعد المملكة ذات أهمية استراتيجية كونها مركزاً اقتصادياً للمنطقة، كما ستكون أكبر سوق للعملات الرقمية – إن لم تكن كذلك منذ الآن – في دول مجلس التعاون في عام 2022. لذلك من المهم أن نؤدي عملنا بشكل تعاوني وأن نتمتع بالشفافية التامة مع الجهات التنظيمية، إلى جانب حماية مصالح عملائنا في السعودية دائماً. هل لديكم برامج للشراكة المجتمعية، ستنفذونها في المملكة، وما أبرز مجالاتها؟ نحن منفتحون لإطلاق برامج شراكة مجتمعية في المملكة في الوقت الملائم، فهذا النوع من البرامج يتوافق مع رؤيتنا واستراتيجية عملنا. نأمل أن نقيم في المستقبل القريب مبادرات توعية بالعملات الرقمية داخل المملكة، كما فعلنا دول أخرى، ونرحب دائماً بمناقشة الشراكات الممكنة في هذا المجال.