قال م.أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، عند تعليقه على نتائج الشركة لعام 2021، إن العمليات الارهابية الأخيرة لمليشيا الحوثي لم تؤثر على عمليات الشركة. فيما قالت وزارة الطاقة في وقت لاحق إن الضربة التي استهدفت مصفاة في ينبع تسببت في "انخفاض مؤقت" في الإنتاج. وتعرضت مرافق شركة ينبع ساينوبك للتكرير (ياسرف) لهجومين منفصلين بطائرتين مسيرتين عن بعد، وذلك عند الساعة الخامسة والنصف تقريباً من صباح يوم الأحد 17 شعبان 1443ه، الموافق 20 مارس 2022م. وقد أدى الاعتداء على مرافق هذه الشركة إلى انخفاض مستوى إنتاج المصفاة بشكلٍ مؤقّت، وسيتم التعويض عن هذا الانخفاض من المخزون. ولم تترتب على هذه الاعتداءات، ولله الحمد، إصابات أو وفيات. ويأتي هذا الهجوم على المصفاة السعودية الصينية المشتركة بعد أسبوع من اعلان توقيع شركة أرامكو السعودية عبر شركة أرامكو آسيا المحدودة التابعة لها على مذكرة تفاهم مع الشركة الصينية للبترول والكيميائيات (ساينوبك) بشأن تعاون محتمل في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق بالصين. وتهدف أرامكو آسيا والشركة الصينية أيضًا إلى دعم شركة فوجيان للتكرير والبتروكيميائيات المحدودة لإجراء دراسة جدوى تتعلق بتحسين الطاقة الاستيعابية وتوسعتها. ويطلق التفاهم استمرار التعاون بين الشركتين العلاقتين في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، والاستفادة من قوة كل شركة وعلاقاتهما طويلة الأمد من خلال المشاريع المشتركة القائمة، وهي: شركة فوجيان للتكرير والبتروكيميائيات وسينوبك سينمي (فوجيان) للبترول في الصين، وشركة ينبع أرامكو ساينوبك للتكرير في المملكة. في وقت يمثّل هذا الإعلان فصلًا جديدًا رائعًا في علاقة أرامكو مع (ساينوبك) ويدعم أهداف أرامكو الأوسع بأن تتبوأ الريادة العالمية في مجال تحويل المنتجات السائلة إلى كيميائيات، وأن تصبح موردًا مرنًا وموثوقًا لأحد أقل كثافة كربونية لإنتاج النفط من أجل تلبية الطلب المتزايد للصين على الطاقة. فيما تؤكد الصين من جانبها بحسب رئيس شركة ساينوبك، يو باوكاي بتمتع شركتا (ساينوبك) وأرامكو السعودية بتاريخ طويل حافل بأمثلة عديدة من التعاون الناجح الذي لا يزال يحدد "علاقتنا الإستراتيجية". واكد بقوله تتعاون الشركتان في عدد من مجالات المنفعة المتبادلة مثل تجارة النفط الخام، والتكرير، والمشاريع الكيميائية المشتركة، والخدمات الهندسية، بالإضافة إلى البحث والتطوير في مجال العلوم والتقنية، ما يمثّل نموذجًا للتعاون في مجال الطاقة بين الصين والمملكة. وسيؤدي توقيع مذكرة التفاهم إلى تعزيز العمل المشترك لتحسين المواد الخام في المصافي، وتطوير البتروكيميائيات، كما أن ذلك سيوفر فرصًا جديدة لتعميق وتوسيع النشاط الاستثماري وسط تسارع التحوّل العالمي للطاقة. واستهدفت عمليات الحوثي التي ادانها العالم أجمع حينما يكون الاعتداء على موطن امن الطاقة واستهدف مرافق مصفاة شركة ينبع أرامكو ساينوبك للتكرير (ياسرف) والتي تشرفت بافتتاحها رسميا من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وفخامة الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، في 20 يناير 2016م كمشروع مشترك بين أرامكو السعودية التي تمتلك حصة تبلغ 62.5%، والشركة الصينية للبترول والكيماويات - ساينوبك التي تمتلك حصة تبلغ 37.5%. وتمثل ياسرف تركيز الشركتين على دفع قطاع التكرير والمعالجة والتسويق إلى النمو عبر سلسلة المواد الهيدروكربونية بأكملها. ووقعت أرامكو وساينوبك اتفاقية إطارية للتعاون الاستراتيجي لتعزيز تنافسية الزيت الخام المورد من أرامكو السعودية إلى ساينوبك، ولبحث المزيد من فرص التعاون في مجالات رئيسة بما فيها خدمات النفط والغاز والتكرير والكيميائيات وإمداد النفط الخام والمبيعات والخدمات البترولية والبتروكيميائية وتطوير التقنية وتعزيزها والطاقة الجديدة. وتضيف مصفاة ياسرف كمشروعٍ عملاق صرحا جديدا للشراكةِ بين المملكة والصين، فكلتا الدولتين قطبانِ يرتكزُ عليهِما الاقتصاد العالمي، فالمملكةُ اليومَ تمتلك الاقتصادَ الأكبرَ في منطقتها، بينما يحتل الاقتصاد الصيني مركز ثانيَ أكبرَ اقتصادٍ في العالم. وقد تسارع نمو علاقاتهما واكتسبت أبعادًا جديدةً خلال العقدين الماضيين، فأصبحت الصينُ أكبرَ شريكٍ تجاري للمملكة. وتعتزُّ أرامكو السعودية بكونِها المُوَرِّدُ الأول للاحتياجات الصينية من البترول. ويساهم هذا المشروع في تبني ثلاثة محاور رئيسة ستعمل على نقل العلاقة بين البلدين في المجال الاقتصادي من طور المورّد والمستهلك للسّلع إلى الشراكة الشاملة ولتُضيفَ قيمةً ملموسةً لاقتصادي وشعبي البلدين. وهي تطويرُ استثماراتٍ مُستدامةٍ ومُجديةٍ اقتصاديًّا في قطاع التكرير والتسويق الصيني، مما سيُسهم في دعم استراتيجية الصين لتحقيقِ أمنِ الإمدادات، ومضاعفةُ صادرات البترول السعودي إلى الصين. ويعد مشروع مصفاة ياسرف المشترك مع ساينوبك شراكة ناجحة للطرفين، فهو يزيد طاقة التكرير لدى أرامكو السعودية، كما أنه خطوة مهمة ضمن استراتيجية أرامكو السعودية لتكون الشركة الأولى عالمياً في مجال تكامل الطاقة والكيميائيات، وزيادة القيمة المستخرجة من تصنيع المواد الهيدروكربونية. وإن هذه المصفاة بقدراتها التقنية العالمية تستطيع تحويل الزيت الخام العربي الثقيل إلى منتجات عالية القيمة مما يعزز من الربحية فيما ترى الصين ان شركة ياسرف تلعب دوراً مهماً في تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والمملكة وتعزيز العلاقات العريقة بين البلدين. وتمتلك "ساينوبك" تقنيات عالمية المستوى في التكرير وتقنيات الكيميائيات والقدرات الهندسية والإنشائية وتطوير إنتاج تقنيات العطريات المتقدمة ومنخفضة التكلفة. وياسرف شركة رائدة عالمياً في التكرير وتقوم بمساعدة العملاء العالميين في استيفاء متطلبات الطاقة. وقد وفر المشروع حوالي 6000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة لأبناء الوطن". وتعد الصين الشريك التجاري الأكبر للمملكة، ويُقدم التعاون الوثيق بين الدولتين في قطاع الطاقة وخاصة عبر ساينوبك وأرامكو السعودية فائدة عظيمة لكلا الاقتصادين، حيث تعد ساينوبك حالياً أكبر شريك لأرامكو السعودية في تجارة الزيت الخام وتقديم خدمات الحفر على اليابسة. وستمكن الاتفاقية الموقعة حديثاً بين الشركتين من تعزيز العلاقات وتقديم منتجات وخدمات مُتقدمة وعالية الجودة عبر سلسلة صناعة المواد الهيدروكربونية. ومصفاة ياسرف لديها القدرة على تكرير 400 ألف برميل في اليوم من الخام العربي الثقيل وإنتاج أكثر من 13.5 مليون جالون في اليوم من أنواع الوقود فائقة النظافة المستخدمة في وسائل النقل، بالإضافة إلى المُنتجات المُكررة الأخرى عالية القيمة. وتملك ياسرف مرافق تكرير مُتطوّرة مثل وحدة التكسير الهيدروجيني للمقطرات ووحدات المعالجة الهيدروجينية، ولها قدرة على تسليم ما يقارب 100,000 برميل في اليوم من الغازولين عالي الأوكتان عبر مجمع للغازولين مزود بوحدة التهذيب المستمر المتقدمة بالوسيط الكيميائي.