في كل مرة تُعلن تشكيلة منتخبنا تتعالى الأصوات وتكثر التساؤلات من فئة معينة حول بعض الأسماء، لماذا اختار هيرفي رينارد (س) وهو احتياطي في فريقه، وكيف يستدعي (ص) ومستواه منخفض، واين المدرب عن هذا اللاعب، وكيف يتجاهل ذاك؟ وكلٌ يغني على ليلاه! ودائمًا يأتي ردّ رينارد في الملعب، من خلال تحقيق نتائج ايجابية وانتصارات متتالية، وصناعة منتخب يرفع الرأس، كما حدث في تصفيات كأس العالم 2022، فمن كان يتوقع أن يتصدر "الأخضر" ترتيب مجموعة تضم إلى جانبه اليابان واستراليا والصين من أول جولة حتى الآن؟ كما ان اكثر المتفائلين لم يكن يتخيل بأننا ربما نتأهل قبل لعب اخر مباراتين في التصفيات! وعلى الرغم من ذلك إلا أن الاعتراضات والاحتجاجات حول اختيارات رينارد لم تتوقف، وكأنه لم يقدم مايشفع له عن البعض، فالتشكيلة الأخيرة التي أعلنت ليلة الاثنين لم تسلم من التعليقات والمطالبات، وكأن اولئك لم يستوعبوا بعد فلسفة رينارد التي تُحترم في طريقة اختياره للاعبين، من ناحية اعتماده على مجموعة معينة يضع ثقته الكاملة فيها، حتى وان تراجع مستوى لاعب، او ابتعد آخر عن لعب المباريات، كما ان دخول عنصر جديد للمنتخب مهمة ليست بالسهلة، ووضح ذلك جليًا خلال الفترة الماضية مع بعض الأسماء. مافعله رينارد مع المنتخب في الفترة الماضية يجعلنا نحترم كل قراراته وقناعاته، حتى إن لم نتفق معها، فهو المسؤول الأول عن الأخضر فنيًا وهو بدون شك يعرف الطريقة المثلى التي يُدار بها، فمن حصد هذا الكم من النقاط وتصدر المجموعة الآسيوية الأقوى جدير بثقتنا. لذلك علينا جميعًا دعم اللاعبين الذين وقع عليهم اختيار رينارد في المنعطف الأخير، واحترام قناعاته حتى إن لم تعجبنا، فالنتائج هي الفيصل دائمًا، وهي من تحدد نجاح العمل والقناعات والاختيارات من عدمه، ورينارد لا يقدم عملًا ناجحًا فحسب، بل ان ابهرنا بمنتخب ثقيل، اقترب من الوصول إلى مونديال قطر، وتقدم مراتب كثيرة في التصنيف الدولي، وقبل ذلك استعاد هيبته المفقودة.