في كل عام تحتفل مملكتنا الغالية باليوم الوطني الذي يصادف الثالث والعشرين من شهر سبتمبر، وهو اليوم الذي تم فيه إعلان توحيد هذا الكيان الشامخ على يد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مستذكرين ذلك اليوم المجيد الذي صدر فيه المرسوم الملكي الذي أصدره المؤسس الراحل في 17 جمادى الأولى عام 1351ه الموافق ليوم 23 سبتمبر من عام 1932م الذي قضى بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، ومما زاد الفرحة بهذه الذكرى العزيزة على قلب كل مواطن هو إقرار هذا اليوم إجازة رسمية للبلاد وذلك بدءًا من عام 2005م، إذ أقر الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- أنه ابتداءً من اليوم الوطني السعودي ال75 يصبح إجازة رسمية للدولة. وفي هذا العام عاشت بلادنا منذ أيام فرحة أخرى وهي ذكرى يوم التأسيس حيث أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أمراً ملكياً بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم يوم التأسيس، ويصبح إجازة رسمية، ويوافق هذا اليوم تاريخ 30 جمادى الأولى من عام 1139ه، بناءً على ما استنتجه المؤرخون وفقاً لمعطيات تاريخية حدثت خلال تلك الفترة وشهدت تولي الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية والعديد من الإنجازات في عهده، وقد عم الفرح والسرور قلوب المواطنين بهذا اليوم المجيد حيث عبروا فيه عن حب الوطن وتجديد الولاء وقد أقيمت في هذا اليوم العديد من الفعاليات التي احتفت بهذا اليوم للتعبير عن مشاعرهم الجياشة بهذه المناسبة الوطنية، وامتدت إلى ثلاثة أيام شهدت فيها العاصمة الرياض وكافة مدن المملكة ومحافظاتها احتفالات بهذه الذكرى المجيدة التي يتجسد من خلالها مدى الحب لهذا الوطن المعطاء وقادته. يوم وطني ومع إشراقة يوم 23 سبتمبر من كل عام يستقبل أبناء الوطن مناسبة تنبض بالحب ويتجدد فيها الولاء ويشعر فيها المواطن بالانتماء والحب لهذه البلاد وقادتها مستذكرين بكل واعتزاز مسيرة كفاح توحيد هذه البلاد وهذا الكيان العظيم على يد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الذي وحّد القلوب على مشاعر الحب والإخاء والاعتزاز الممزوجة بالوطنية والشعور بالانتماء لهذا الوطن الغالي، وكتعبير صادق عن ما يكنه هذا الشعب الوفي مع قادة هذه البلاد فإن الاحتفالات تنطلق في كافة مدن المملكة ومحافظاتها فرحة بهذا اليوم الوطني كما تحتفل كل الدوائر الحكومية والمؤسسات والجامعات والمعاهد والمدارس بهذه الذكرى العزيزة على قلب كل مواطن، وتقام الفعاليات التي تطلق العنان للجميع على مختلف أطيافهم للتعبير عن هذه الفرحة الكبرى تعبيراً عن حب الوطن والولاء لقادته، مستذكرين فيها رحلة الكفاح التي قطعها المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الذي دفعه ذكاؤه وفطنته إلى التفكير في كيفية استعادة مُلك الآباء والأجداد، فلم يطل التفكير كثيراً في هذا الأمر، فتوجه الملك عبدالعزيز إلى الرياض ومعه أربعون رجلاً من الأبطال الأشاوس، ووصلها سنة 1902م، ووضع خطة محكمة لاستعادتها، فنجح في ذلك بعزيمته وإصراره، وبذلك خطا الملك عبدالعزيز خطوته الأولى على طريق استعادة حكم آبائه وأجداده، ومن ثم توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية، وفي ذلك التاريخ الخامس من شوال سنة 1319ه الموافق للخامس عشر من شهر يناير سنة 1902م، بدأت الدولة السعودية الثالثة، وفي عام 1351ه صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، وأن يصبح لقب الملك عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، وأعلن جلالته في الأمر الملكي الصادر يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351ه توحيد المملكة العربية السعودية، وأن يكون هو اليوم الوطني للمملكة. يوم تأسيس وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أمراً ملكياً بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم يوم التأسيس، ويصبح إجازة رسمية، ويوافق هذا اليوم تاريخ 30 جمادى الأولى من عام 1139ه، بناءً على ما استنتجه المؤرخون وفقاً لمعطيات تاريخية حدثت خلال تلك الفترة وشهدت تولي الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية والعديد من الإنجازات في عهده، ونصَّ الأمرُ الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على تحديد يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى، الذي يمثل بدء عهد الإمام محمد بن سعود في منتصف عام 1139ه الموافق لشهر فبراير من عام 1727م، وأن الاحتفاء به يأتي اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139ه -1727م- للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233ه -1818م، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها، إذ لم يمضِ سوى سبع سنوات على انتهائها حتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240ه -1824م من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309ه -1891م، وبعد انتهائها بعشر سنوات، قيّض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن عام 1319ه -1902م ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها. ملحمة تاريخ وأسّس الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- الدولة السعودية الأولى عام 1139ه -1727م وعاصمتها الدرعية، واستمرت حتى عام 1233ه، وشهدت الدولة السعودية الأولى تنظيم الموارد الاقتصادية، والتفكير في المستقبل، حيث كان الإمام محمد بن سعود يحب الخلوة والتأمل والتفكر، كما تم في هذا العهد بناء حي جديد في سمحان وهو حي الطرفية والانتقال إليه بعد أن كان حي غصيبة هو مركز الحكم لفترة طويلة، وخلال عهد الإمام محمد بن سعود ومن بعده من الأئمة أصبحت مدينة الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصادي واجتماعي وفكري وثقافي، وتحتضن على ترابها معالم أثرية عريقة مثل: حي غصيبة التاريخي، ومنطقة سمحان، وحي الطريف الذي وُصف بأنه من أكبر الأحياء الطينية في العالم وتم تسجيله في قائمة التراث الإنساني في منظمة اليونسكو، ومنطقة البجيري وسوق الدرعية، إضافةً إلى أن النظام المالي للدولة وصف بأنه من الأنظمة المتميزة من حيث الموازنة بين الموارد والمصروفات، وقد هاجر كثير من العلماء إلى الدرعية من أجل تلقي التعليم والتأليف الذي كان سائدًا في وقتها مما أدى إلى ظهور مدرسة جديدة في الخط والنسخ، وامتدادًا للدولة السعودية الأولى وبعد انتهائها أسس الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود الدولة السعودية الثانية والتي امتدت من 1240 - 1309ه، واسترد الامام تركي الرياض عام 1240ه -1824م بعد قتال استمر سبع سنوات، فالتفت الناس حوله والأسرة المالكة من جديد، وتمكن من توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية في مدة قصيرة مستمراً على المنهج الذي قامت عليه الدولة السعودية الأولى وهو حفظ الأمن والتعليم والعدل والقضاء على الفرقة والتناحر، وظلت الدولة تحكم المنطقة حتى عام 1309ه 1891م، وفي 5 شوال 1319ه -15 يناير 1902م أسس الملك عبد العزيز –طيب الله ثراه- الدولةَ السعودية الثالثة وذلك بعد فراغ سياسي وفوضى في وسط شبه الجزيرة العربية استمر قرابة عشر سنوات، إذ تمكن الملك عبدالعزيز في الخامس من شهر شوال عام 1319ه الخامس عشر من يناير 1902م، من إعادة تأسيس الدولة السعودية بعد أن استرد مدينة الرياض، وفي السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351ه الموافق 23 سبتمبر 1932م أعلن الملك عبدالعزيز توحيد المملكة العربية السعودية بعد أحداث تاريخية استمرت 30 عامًا، وقد أصدرت دارة الملك عبدالعزيز كتاب يوم التأسيس، متضمنًا مراحل تأسيس الدولة السعودية منذ بداية عهد الإمام محمد بن سعود بتوليه الحكم في الدرعية في عام 1139ه، ويتكون الكتاب من 59 صفحة، ويتناول فكرة يوم التأسيس وشعاره، وجذور وأرض التأسيس، والدرعية، إلى جانب مجتمع وثقافة التأسيس، وكلمات الملوك وولي العهد حول التأسيس، ويعد الكتاب ملحمة تاريخ عابق بالأمجاد والإنجازات الخالدة، تحكي فيه قصة التأسيس ورموزه ومجتمعه وجذوره، منذ ثلاثة قرون وحتى الآن. معان جوهرية وشهد هذا العام انطلاقة احتفال ذكرى التأسيس الأولى بعد أن صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم يوم التأسيس، وقد أطلق على الهوية البصرية ليوم التأسيس لاحتفال هذا العام شعار «يوم بدينا» التي تحمل معاني جوهريةً تاريخيةً متنوعةً ومرتبطةً بأمجاد وبطولات وعراقة الدولة السعودية، إذْ يظهر في منتصف الشعار أيقونة رجل يحمل راية في إشارة إلى بطولات رجال المجتمع السعودي والتفافه حول الراية التي حماها ورفعها ودافع عنها بالغالي والنفيس، ويحيط بأيقونة الهوية أربعة رموز هي: التمر الذي يدل على النماء والحياة والكرم، والمجلس الذي يعبِّر عن الوحدة والتناغم الثقافي المجتمعي، والخيل العربي، وهو العنصر الذي يعرض فروسية وبطولة أمراء وشجعان الدولة، والسوق، في إشارة إلى الحراك الاقتصادي والتنوع والانفتاح على العالم، وكُتبت عبارة: «يوم التأسيس 1727م» بخط مستلهم من مخطوطات عديدة وثَّقَت تاريخ الدولة السعودية الأولى لتكون الرسالة الشاملة للشعار مرتبطةً بالقيم التي تمثل الثقافة السعودية المشتركة، وموصلةً لمعاني الفخر والحماس والأصالة والترابط، ومرتبطة بالضيافة والكرم والمعرفة والعلوم، كما أتت الهوية البصرية ليوم التأسيس هذا العام تحت شعار «يوم بدينا» لتعزز القيم والمعاني المرتبطة بهذه المناسبة الوطنية المميزة، ومرسِّخَةً للاعتزاز بالإرث الثقافي والاجتماعي لهذه الدولة ومجتمعها. احتفالات وفعاليات وصاحب انطلاقة ذكرى يوم التأسيس العزيزة على قلب كل مواطن احتفالات كبرى تليق بمثل هذه المناسبة، حيث شهدت العاصمة الرياض الحُصّة الأكبر من الفعاليات الاحتفالية، وتم إقامة عدّة احتفالات في أماكن متفرقة فيها، وتمثلت هذه الاحتفالات في فعالية مسيرة البداية: في وادي نمار، وشارك في إقامتها 3500 مُشارك، بهدف عرض حكاية أبرز القصص التمثيلية عن تأسيس المملكة، وفعالية أوبريت التأسيس وأقيمت في مسرح محمد عبده في منطقة بوليفارد سيتي الرياض، وفعالية عرض الضوء، وتم خلالها إطلاق الألعاب النارية وعروض الدرونز الجوية والمثرات الصوتية، وفعالية اللوحات الفنية، وتم خلال هذه الفعاليّة الاستمتاع بمشاهدة أجل اللوحات الفنية التي تقصّ أروع قصص وحكايا تاريخ المملكة العربية السعودية، إضافةً إلى فعالية المجلس وأقيمت في الفترة ما بين 22 إلى 24 من فبراير في المتحف الوطني بالرياض، وفعالية «نجناج» وهذه الفعاليّة عبارة عن جولةٍ إلى جلَبَة الأسواق الشعبية، ووافق انطلاق الاحتفال الثقافي بلباس شعبي تقليديّ، كما شهدت المناطق والمحافظات إقامة فعالية مماثلة أبرزها فعالية «نجناج» والتي أقيمت في المدينةالمنورة، ومدينة جدة والدمام والطائف بالإضافة الى العديد من الفعاليات في كافة مدن ومحافظات المملكة، حيث تزينت الشوارع الرئيسية بأعلام المملكة، وتزينت الأبنية بصور الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وعددٍ من رموز الدولة السعودية، وصاحب الاحتفالات إطلاق الألعاب النارية والعروض المميزة، وتم استعراض الملبوسات والأزياء التقليدية السعودية، وإطلاق معارض فنية وندوات ثقافية وتاريخية، إلى جانب إقامة الاحتفالات في عدة مناطق من مدينة الخبر والندوات والمهرجانات الخطابية عن يوم التأسيس. الملك عبدالعزيز وحّد المملكة وأقر الأمن في جميع المناطق العرضة السعودية حاضرة دائماً في أفراح الوطن فعاليات متنوعة تشهدها مناطق المملكة في الأيام الوطنية طائرات تستعرض باللونين الأخضر والأبيض في اليوم الوطني