توقع معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن بلوغ موجة الإصابات بأوميكرون ذروتها في وقت مبكر من هذا الأسبوع على المستوى الوطني في الولاياتالمتحدة. وبدأت قوة المتحور أوميكرون تتراجع في شمال شرق الولاياتالمتحدة، ولكن الخبراء يحذرون من أن الأمر سيستغرق المزيد من الوقت لتتراجع الموجة الأخيرة من كوفيد-19 في جميع أنحاء البلاد. وتعكس الطفرة السريعة للمتحور وهبوطه السريع في أحد أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في الولاياتالمتحدة، مساره في مناطق في أوروبا وجنوب إفريقيا، حيث ارتفعت الإصابات إلى مستويات عالية للغاية لكنها اتخذت مسارا تنازليا بنفس السرعة تقريبا. وأنعش هذا الأمر الآمال في أنه في حين بدا أوميكرون في بعض الأحيان وكأنه إعادة لأسوأ أيام الجائحة المبكرة، فإنه سيتراجع قريبا. ومع ذلك، قد يبدو شكل موجة أوميكرون مختلفا في أجزاء مختلفة من الولاياتالمتحدة، اعتمادا على معدلات التطعيم وسعة المستشفيات في تلك المناطق. وفي حين أن أوميكرون كان أكثر اعتدالا من المتحورات الأخرى، إلا أنه أرهق مقدمي الرعاية الصحية في جميع أنحاء البلاد، وكانت الإصابات لدى الأطفال أعلى هذه المرة. وأشارت تقديرات عالم الفيروسات الألماني أوليفر كيبلر إلى أن المستشفيات الألمانية ستواجه مرة أخرى أعدادا مرتفعة للغاية لمرضى كورونا. وقال العالم الألماني: "قوة موجة العدوى ستنعكس في المستشفيات، ولهذا السبب فإن التهوين من شأن متحور أوميكرون سيكون شيئا خطيرا، وأنا أرى أن تصنيف المعتدل الذي تتم قراءته كثيرا شديد الخطورة". وأعرب كيبلر عن اعتقاده بأن الوضع المبدئي في ألمانيا صعب بسبب متوسط العمر المرتفع نسبيا في الأعمار بين السكان في البلاد وكثرة عدد غير الملقحين. وقال رئيس معهد ماكس فون بيتنكوفر: "نشهد في الولاياتالمتحدة انتشارا مروعا للعدوى بما يصل إلى مليون حالة إصابة جديدة في اليوم"، مشيرا إلى أن عدد مرضى كوفيد-19 الموجودين في المستشفيات هناك زاد عن أي وقت مضى أثناء الجائحة وقال إن حالات الوفيات عادت للارتفاع على نحو ملحوظ في الأسابيع الأخيرة مشيرا إلى أن متحور أوميكرون أبعد ما يكون عن وصف معتدل. وقال كيبلر إن دراسات أولية في بريطانياوالولاياتالمتحدة أشارت إلى أن احتمال دخول أصحاب حالات العدوى بمتحور أوميكرون إلى المستشفى أقل بما يتراوح بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة باحتمال دخول أصحاب حالات العدوى بالمتحور دلتا، "لكن هذا المتحور أنتج ديناميكية أعلى للعدوى تتسبب في حالات إصابة جديدة تزيد بمقدار يتراوح بين عشرة إلى عشرين ضعفا مقارنة بموجة دلتا في وقت مماثل". ولفت كيبلر إلى أن التأثيرات بعيدة المدى لعدوى أوميكرون لم يتم بحثها ضمن عدوى كوفيد طويلة الأمد. وأعرب كيبلر عن اعتقاده بأن من حسن حظ ألمانيا أن موجة أوميكرون فيها متأخرة بما يتراوح بين أربعة إلى خمسة أسابيع عن نظيرتها في الولاياتالمتحدةوبريطانيا بما يتيح إمكانية التعلم من تطورات وضع الموجة هناك. واختتم تصريحاته قائلا: "وسنرى في ألمانيا أيضا قريبا حدوث ما يتراوح بين 200 إلى 400 ألف حالة إصابة في اليوم، وسيؤثر هذا بلا شك بقوة على أقسامنا العادية في المستشفيات وسيقلص عملية التشغيل المنتظمة". من ناحية أخرى، قال ألبرت بورلا الرئيس التنفيذي لشركة فايزر إن التطعيم السنوي بلقاح مضاد لكوفيد-19 سيكون أفضل من الحصول على جرعات تنشيطية متكررة لمكافحة الجائحة. ومع تصاعد الإصابات توسعت بعض الدول في برامج جرعات كوفيد-19 التنشيطية أو قلصت الفترات بين الجرعات في الوقت الذي تسارع فيه الحكومات لتعزيز الحماية لمواطنيها. وعن سؤاله عما إذا كان يؤيد جرعات تنشيطية كل أربعة إلى خمسة أشهر على أساس دوري فأجاب "هذا لن يكون سيناريو جيدا. ما آمل فيه أن يكون لدينا لقاح تتلقاه مرة في العام".