على مدار عامين من ظهور فيروس كورونا على أرض المملكة، أكدت حكومة خادم الحرمين الشريفين أنها صاحبة خبرات متراكمة، ومهارات مُكتسبة ومبادئ لا تحيد عنها في التعامل السريع مع الوباء، جعلتها من أقل الدول تأثراً بالمرض رغم انتشاره في ربوع كوكب الأرض. خبرات المملكة ساعدت في تأقلم الجهات المعنية مع موجات المرض، ودرجة انتشاره وخطورته، فعندما كان الفيروس في عنفوانه، لم تتردد المملكة في اتخاذ حزمة إجراءات وتدابير وقائية، كان لها تأثير في حماية الجميع من براثن المرض، وعندما تراجعت الخطورة، خففت البلاد على الفور من حدة هذه الإجراءات. وفي موجة متحور "أوميكرون" الحالية، أبدت المملكة حرصاً زائداً على صحة الإنسان، ولم تفرق هنا بين مواطن ومقيم، وأكدت أن صحة الإنسان خط أحمر، لن تقبل المساس به، أو الرهان عليه، وظلت تراقب المتحور الجديد على خريطة العالم، وعلى ضوء المستجدات تتخذ المناسب من الإجراءات الاحترازية التي تستكمل بها مسيرتها المثالية في مواجهة الوباء والسيطرة عليه. ورغم ضراوة موجة "أوميكرون"، مقارنة بالموجات السابقة من الجائحة، وتجاوز معدل الإصابات حاجز ال5000 إصابة يومياً، إلا أن هذا المعدل أقل بكثير من نظيره في دول العالم الأخرى، التي تئن اليوم تحت وطأة المرض الذي يحصد الأرواح بمعدلات مقلقة، وفي هذا تفوق سعودي جديد واضح المعالم، جسده بوضوح مؤشر "أور وورلد إن داتا" العالمي، الذي ينشر بيانات وإحصاءات للإصابات بالفيروس والتحصين والتطعيم ضده حول العالم، إذ أعلن أن المملكة جاءت ثانية بعد سلطنة عمان من حيث أدنى حصيلة إصابات بالجائحة في شهر يناير الجاري. ما تصنعه المملكة في التعامل مع الجائحة، سيبقى مثالاً يُحتذى به على مستوى العالم، ليس في التعامل الصحي والوقائي، ممثلاً في توفير أفضل اللقاحات بالمجان، وتقديم العلاج للجميع بلا استثناء، بمن فيهم مخالفو نظام العمل وأمن الحدود، وإنما في التعامل الإنساني الذي دفع حكومة خادم الحرمين الشريفين إلى تقديم مبادرات بمليارات الريالات، تخفف بها أثر الجائحة على البلاد والعباد، فضلاً عن مساندة القطاع الخاص والموظفين فيه، في مشهد "استثنائي"، أشادت به المنظمات الدولية الصحية والاقتصادية فضلاً عن حكومات العالم التي أكدت أن السعودية نجحت فيما فشلت فيه دول العالم الكبرى في التعامل المثالي مع الجائحة.