قال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الطاقة، إن التحول في مجال الطاقة معقد للغاية والعالم بحاجة إلى مزيد من المرونة، وإن المملكة ستقوم بتأسيس شركة تابعة لمعادن لتأمين أي موارد تحتاجها المملكة في الخارج، وأشار خلال كلمته في مؤتمر التعدين الدولي، إن المملكة تمتلك كميات كبيرة من اليورانيوم وستقوم باستغلالها تجارياً بالشكل الأمثل، كاشفاً عن أن الأسبوع المقبل سيتم إطلاق المشروع التجريبي في ثمانية مواقع لاستخدام الهيدروجين، وسيتم توقيع العقود، وأكد أن المملكة ستكون القائدة على خريطة الطاقة في العالم، مبيناً أن هناك تعاوناً ومناقشة مع صندوق الاستثمارات العامة في كيفية توطين الطاقة المتجددة، مؤكداً جدية المملكة في التركيز على هذا الجانب. الخريف: هناك تحدٍ لتلبية تنامي الطلب العالمي على المعادن وأضاف إن المملكة ستكون أرخص مصدر لطاقة الهيدروجين النظيفة، مبيناً أن المملكة قادرة على القيام بهذا الأمر حيث تمتلك الممكنات لذلك، وأوضح أن استراتيجية الطاقة سيتم نشرها قريباً، مبيناً أنها تركز على الاقتصاد الدائري. وبين إن مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون الذي تتبناه المملكة، يمكنها من مواصلة إنتاج المواد الهيدروكربونية وتصديرها والاستفادة منها مالياً، وتصنيع مواد مشتقة منها، مع الحرص على الاستخدام الأمثل لها، وتخفيف آي آثار بيئية ناتجة عن انبعاثاتها. من جهته قال محافظ صندوق الاستثمارات العامة ورئيس مجلس إدارة "معادن" ياسر الرميان، إن التعدين أصبح الركيزة الثالثة للاقتصاد السعودي، مؤكداً أن المملكة ملتزمة بالاستثمار في القطاع. وأوضح الرميان في كلمة له خلال مؤتمر مستقبل المعادن، أن الكثير من الصناعات تعتمد على التعدين، مبينا أن الصناعات التعدينية هي التي ستغير المشهد مستقبلا حيث ستصبح مساهما أساسيا في الاقتصادات العالمية إذ تقوم بأدوار اقتصادية واجتماعية وبيئية. وأشار إلى أن الصندوق حدد قطاع التعدين كأحد القطاعات الاستراتيجية الرئيسة للتركيز عليها لتحقيق أهداف رؤية 2030. وأكد الرميان، أن إيرادات شركة "معادن" إحدى الشركات التابعة للصندوق تضاعفت 10 مرات خلال العشر السنوات الماضية، لتصبح أهم وأكبر شركة تعدين في المنطقة، مبينا أن الشركة تطمح للنمو بنفس النمط مستقبلا، وذكر أن "معادن" تنظر لاستمرار نموها من الرافعة المالية والموارد الكبيرة المتوفرة في المملكة، والتوسع في محفظتها مضيفاً أن هذا النمو سيخلق فرص شراكات ذات قيمة إضافية وتكاليف منخفضة وبطرق استكشاف جديدة. وأشار إلى أن "معادن" ستعمل على المساهمة في تحقيق أهداف مبادرة السعودية الخضراء، معلناً أن الشركة تستهدف الوصول إلى الحياد الكربوني في عام 2025. الطلب العالمي من جهة أخرى قال وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، إن هناك تحديًا في تلبية تنامي الطلب العالمي على المعادن نتيجة التوجهات في مجالات الصناعة المتقدمة وطموحات الطاقة النظيفة والكربون الصفري. وأضاف في كلمته خلال مؤتمر التعدين الدولي المقام في الرياض تحت عنوان "مستقبل المعادن"، أن المملكة تهدف من خلال هذا المؤتمر إلى المساهمة في الاستجابة لاحتياجات قطاع التعدين المستقبلية من خلال جمع أصحاب المصلحة المتعددين من حكومات ومستثمرين ومؤسسات مالية ومقدمي خدمات ومصنعين، وتوفير منصة للتعاون بينهم. وأوضح أن ذلك سيكون من خلال توسيع مساهمة هذا القطاع الواعد الهام، مبينا أن المملكة لديها اليوم فرصة عظيمة للمساهمة في توفير المعادن الحيوية والاستفادة من قطاع التعدين ليكون محركا اقتصاديا رئيسا في دول المنطقة. وأشار إلى أن المملكة تشهد تحولا على مختلف الأصعدة من خلال رؤية 2030 التي ركزت على تطوير المعادن من خلال برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية وأن يكون التعدين الركيزة الثالثة للصناعات الوطنية، وقال إن قيمة الثروات المعدنية بالمملكة تقدر بنحو 1.3 ترليون دولار، كما تخطط المملكة لرفع مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي إلى 64 مليار دولار بحلول 2030. وخلال مشاركة وزير الصناعة والثروة المعدنية المهندس بندر الخريف، في جلسة حوارية بعنوان "دور الحكومات لزيادة مساهمة قطاع التعدين"، ضمن فعاليات مؤتمر التعدين الدولي، وتحدث فيها معالي وزير البترول والثروة المعدنية في مصر المهندس طارق الملا، ووزير المناجم وتطوير الصلب في نيجيريا أولاميليكان أديغبيت، ووزيرة الثروات الطبيعية في قرغيزستان كوتمانوفا دينارا. وقال: "المملكة لديها خبرات كبيرة في مجال النفط والغاز، وجرى ربط التعدين بالصناعة كونهما يعتمدان على بعض"، مفيدًا أن المملكة تتعاون مع الدول، ولديها العديد من الشركات في مجال التعدين، وتمتلك استثمارات في المنطقة الشمالية منها وقامت بتوفير خدمات لوجستية مثل تشييد طرق برية وسكك حديدية في رأس الخير لربط شرق المملكة بشمالها وبذلك ربط المناطق اللوجستية. من جانبه، أوضح معالي وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا، أن مصر تنفذ برنامجًا طموحًا لتطوير صناعة التعدين لديها انطلاقًا من رؤيتها 2030 التي يعد الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية أحد أهم أهدافها، موضحاً أن البرنامج الذي وضعته وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية نجح في تطبيق إصلاحات شاملة للنهوض بمنظومة التعدين المصرية بعد دراسة جميع التحديات المحلية والدولية. سمو وزير الطاقة أثناء جلسة حوارية في مؤتمر التعدين