شتاء جازان أجواء بديعة، وواحات خضراء، وبحار راقصة وجبال شاهقة تعانق السحاب وتغازل النجوم، وسهول تتزين بألوان الفرح، وشلالات تعزف أنغاماً من المتعة والنقاء، كلما اقتربت منها اكتشفت أنّها فعلاً كنزُ الطبيعة ومستقبلُ السياحة وعنوانُها القادمُ. «هذي أيامنا» هو شعار شتاء جازان لهذا العام، حيث تشهد المنطقة حالياً نشاطاً سياحياً متزايداً؛ مع الأجواء الربيعية الدافئة والمتميزة مما يدفع أهالي المنطقة وزوارها من المواطنين والمقيمين إلى ارتياد شواطئها ومواقعها السياحية المتميزة. هذا وقد خطت إمارة منطقة جازان والجهات الحكومية والقطاع الخاص خطوات واسعة في تأصيل صناعة السياحة، بهدف الوصول لسياحة مستدامة، وتكون معززًا لبدائل اقتصادات ما بعد النفط وفقًا لرؤية المملكة 2030، وذلك من خلال استثمار إمكاناتها ومواردها الطبيعية ومواقعها السياحية الجاذبة ومرافقها المتطورة، وقدراتها البشرية الوطنية المؤهلة، حيث استثمرت المنطقة في تنظيم المهرجانات السياحية التي نجحت في الترويج لمنطقة جازان كمركز ووجهة سياحية مهمة ومتميزة على المستوى المحلي والإقليمي وبخاصة خلال فصل الشتاء. وبرز مهرجان جازان الشتوي منذ انطلاقته مطلع العام 2008م، في التعريف بإمكانات منطقة جازان الطبيعية والسياحية؛ مما عزز مكانة المنطقة كوجهة للباحثين عن الدفء في شتاء المملكة، حيث ساعد المهرجان خلال السنوات الماضية على نمو النشاط السياحي واستقطاب آلاف الزوار. ويعد شهر يناير ذروة الموسم السياحي بمنطقة جازان، باعتدال أجوائها وتزامنها مع إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، فضلًا عن انطلاق مهرجانات متميزة، هي مهرجان جازان الشتوي «شتاء جازان 22»، وكذلك مهرجان العسل في محافظة العيدابي، حيث تُنتج منطقة جازان أكثر من 15 نوعًا بكمية تبلغ 426,526 كيلو جرامًا من العسل سنويًا، إلى جانب تنظيم مهرجان البن في محافظة الداير بني مالك حيث يبلغ متوسط الإنتاج السنوي 685,536 كيلو جرامًا من البن الخولاني في مختلف مزارع المحافظات الجبلية بالمنطقة، فضلًا عن المهرجانات السياحية بمختلف محافظاتجازان. ومهرجان جازان الشتوي «شتاء جازان 2022» الذي ينطلق برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير المنطقة وسمو نائبه؛ حيث يسعى المهرجان إلى استثمار الإمكانات السياحية والمقومات الطبيعية والثقافية والتراثية المتنوعة للمنطقة التي تمثل واجهة سياحية مهمة في فصل الربيع وسيكون في المهرجان مواقع للتسوق، وأماكن مخصصة للأسر المنتجة، وأصحاب الحرف اليدوية، إضافة إلى عدد من الفعاليات الثقافية والرياضية، والعروض المسرحية، والبرامج الموجهة للأسرة والطفل، وسيقام المهرجان بالقرية التراثية والكورنيش الشمالي والجنوبي، مع فعاليات متعددة في عدد من المواقع بمدينة جازانومحافظات ومراكز المنطقة. أضخم كرنفال بحري من ناحيته، أكد رئيس لجنة المهرجان الشتوي د. إبراهيم أبوهادي، أن جازان ستشهد أضخم كرنفال بحري حيث سيشارك ما يقارب 50 قارباً بحرياً وخمس دبابات بحرية و95 عارضاً بحرياً في بحيرة جامعة جازان بمشاركة ستة جهات في الفعالية ومشاركة 100 متطوع ومتطوعة في التنظيم، والذي يصاحبه ألعاب نارية تنطلق فعالياتها من الخامسة بعد العصر وسيتم مشاهدتها من مسرح الجامعة المفتوح بالقرب من القناة المائية الحاضنة لفعالية الكرنفال البحري وسط الجامعة شمال مدينة جازان وهي عبارة عن مسارين يبلغ طولها 1.7 كيلو تتوسطها الكباري والجسور ونافورة يبلغ ارتفاعها 200 متر. وأشار إلى أن فعاليات شتاء جازان ستمتد إلى موقع «القلعة الدوسرية» التي تمتاز بموقعها المطل على مدينة جازان والبحر الأحمر وتصميمها الهندسي الفريد وبعدها عن صخب المدينة وضجيجها حيث ستشهد الساحات المحيطة بها سهرات طربية وجلسات مطلة على البحر الذي يحيط بها من ثلاث جهات تقريباً بعد أن تم تهيئتها من قبل جهات الاختصاص حيث سيتمكن الزوار من التعرف عن قرب عن القلعة الدوسرية التاريخية، كما أن هناك العديد من الفعاليات في الكثير من المواقع مثل القرية التراثية وفي محافظات المنطقة كجزر فرسان التي تضم أكبر ملتقى شعري وأدبي يشارك فيه العديد من الشعراء والأدباء على مستوى الوطن، فيما تنطلق بالتزامن عشرات الفعاليات الشتوية في معظم محافظات المنطقة الجبلية والساحلية التي تستهدف جميع الفئات العمرية، واستنفرت الجهات الحكومية واللجان المنظمة كامل جهودها لتوفير كافة الخدمات للزوار والسياح. شواطئ جميلة ورمال فيروزية وتحظى محافظة جزر فرسان خاصة باهتمام كبير وإقبال من الزائرين للمنطقة لما تمثله من موقع سياحي بارز حيث تمتاز بشواطئها الجميلة ورمالها الفيروزية الجذابة، وجزرها المتقاربة، إلى جانب وديانها وشعابها ومحمياتها الطبيعية، التي تتكاثر بها الغزلان فضلًا عن المواقع الأثرية المتميزة الأخرى. كما يجذب الزائرين للمنطقة الساحل البحري الممتد من مركز الشقيق شمالاً إلى مركز الموسم جنوباً بطول يقارب 250 كيلاً، ويحظى بزيارات متواصلة من قبل المتنزهين؛ حيث تمتاز شواطئه على امتدادها برمالها وشعبها المرجانية ووفرة صيدها من الأسماك، ويتميز بتوفر الخدمات التي يحتاجها مرتاديه على مدار العام. مدرجات خضراء على ضفاف الأودية وجبال جازان الخضراء، الواقعة شرق منطقة جازان وهي سلسلة من المحافظات والقرى في أحضان الجبال وسط المدرجات الخضراء، وعلى ضفاف الأودية، وتمثل المرتفعات الجبلية مقصداً سياحياً متفرداً بطبيعتها الخلابة، ومناخها المعتدل، وأمطارها المستمرة، ومدرجاتها الزراعية، وغاباتها الطبيعية في جبال فيفا، والعارضة، وبني مالك، والعيدابي، والريث، وهروب، وآل تليد، وآل علي، وآل خالد، والحشر، والجبل الأسود، وقيس، والعبادل، إلى جانب العديد من الجبال التي تشكل مواقع سياحية تمتاز بشلالاتها وأوديتها وعيونها الحارة التي ثبت علمياً فائدتها الطبية لكثير من الأمراض الجلدية، إضافة إلى ما تشتهر به هذه المرتفعات من زراعة للبن والموز والزيتون والنباتات العطرية. وقدر أمين غرفة جازان د. ماجد الجوهري حجم الإنفاق السياحي في منطقة جازان بنحو 2,8 مليار ريال سنويًا، مما حفز القطاع الخاص لاستثمار الفرص السياحية في المنطقة التي تضم حاليًا أكثر من 63 فندقًا بها 2891 غرفة فندقية إلى جانب أكثر من 358 مبنى للوحدات السكنية المفروشة تضم 9074 وحدة داخلية، فيما تبلغ نسبة الإشغال بها طوال العام نحو 59 %، مشيرًا إلى أن البنية الأساسية أسهمت في نمو السياحة بالمنطقة التي تمتاز بشبكات طرق تزيد أطوالها عن 6326 كيلو مترًا، فيما تزيد عدد الرحلات الجوية لجازان عن 23 ألف رحلة سنويًا يتم خلالها نقل 2,6 مليون مسافر تقريبًا. استغلال للفرص الاستثمارية فيما استغل شباب وفتيات جازان الاستثمار في مجال المطاعم ومحلات بيع وتحميص القهوة المختصة، مستثمرين تحفيز الدولة لرواد ورائدات الأعمال، فقاموا بتطوير هذا المجال مقدمين الأكلات الشعبية التقليدية في المنطقة بأسلوب عصري حديث، ومواكبين طرق التحميص الحديثة للقهوة فأبدعوا في تقديم مشروعات متميزة يمتلكها شباب وفتيات المنطقة. وأثّرت تلك المشروعات الحديثة اقتصاديًا بتوظيف مئات الشباب والفتيات في جازان، فأبدع بعضهم في تقديم أنواع المأكولات سواء الأطباق الشعبية أو الوجبات السريعة وغيرهما، وتحوّل البعض منهم رغم حداثة سنّهم لصانعي ومقدمي القهوة «الباريستا»، وأسهموا بشكل مباشر في تحقيق النجاح لمشروعات بيع القهوة الناشئة. ويجد الزائر لمهرجان «شتاء جازان 22» فرصة للاختيار بين أنواع المطاعم التي يبلغ عددها 1405 مطاعم بالمنطقة منها 310 مطاعم في مدينة جازان و1095 مطعمًا في بقية محافظات ومراكز وقرى منطقة جازان، إلى جانب الاختيار بين محلات تقديم مشروبات الكوفي التي تبلغ 633 محلًا منها 169 محلًا بمدينة جازان، و464 محلًا في بقية محافظات ومراكز وقرى المنطقة. وذكرت نوف إبراهيم أنها استثمرت في مجال المطاعم، لتقديم الوجبات والأكلات التقليدية المشهورة في جازان بطريقة عصرية وجذابة وبأيدي فتيات سعوديات ماهرات في الطهي، وذلك في مكان متميز في المنطقة المركزية بمدينة جازان، مؤكدة أن التزام المطاعم بأعلى مستويات الجودة في الأكل، والنظافة العامة والخدمة المميزة يجعلها تشكل مقصدًا مهمًا للزوار مما يساهم في تطوير السياحة بالمنطقة. كما استثمر عبدالله مجرشي في محل بيع وتحميص القهوة المختصة، مشيرًا إلى أن دراسة السوق بينت أن أسباب ارتياد محلات تقديم مشروبات الكوفي تكون لجودة المنتج والجلسة والحوار بين الأصدقاء وأفراد العائلة وجلسات العمل، مؤكدًا الحرص على تلبية تلك المتطلبات من خلال هوية المحل والتصميم الداخلي والجودة العالية للمنتج، وأضاف أن محلات بيع وتحميص القهوة المختصة تشكل هدفًا يوميًا للأهالي وزوار المنطقة خاصة مع انطلاق مهرجان شتاء جازان، مؤكدًا أهمية تقديم منتجات عالية الجودة تدعم البرامج السياحية بالمنطقة. الكورنيش الشمالي لمدينة جازان جزر فرسان الطبيعة الخلابة تحضر في جازان وادي بيش جمال شواطئ جازان