من الطبيعي جدا أن يشهد استقبال المهاجم المغربي عبدالرزاق حمدالله كل هذا الحب والترحاب من المدرج الاتحادي، بل من غير الطبيعي ألا يكون هناك استقبال الأبطال لعبدالرزاق الذي اقتحم قلوب الاتحاديين من قبل أن يبدأ مهمته مع الفريق. هناك رابط جعل الحب مشتركا بين المدرج الاتحادي الوفي وبين المهاجم المغربي الأبرز على مستوى كرة القدم السعودية في السنوات الثلاث الأخيرة والذي ساهم حضوره وتألقه في ملاعبنا في عودة النصر لساحة المنافسة على البطولات ولن ينكر أي نصراوي أن يكون لهذا المهاجم الخطير دور كبير في ذلك. سيناريو رائع رسمه المدرج الاتحادي في متابعة رحلة حمدالله من واشنطن إلى جدة لفت مواقع التواصل الاجتماعي وكانت الرسائل التي يحملها حمدالله لهذا المدرج جعلت هذا المدرج يبادله كل هذا الحب خاصة وأن حمدالله كان مطلبا جماهيريا منذ الصيف الماضي. حمدالله الذي رفض الراحة بعد وصوله إلى جدة بعد رحلة طيران امتدت لاثنتي عشرة ساعة وأصر على الحضور للتدريبات ومشاركة زملائه أجواء الإعداد لمواجهة الاتفاق يوم الأحد الماضي وجه رسالة بأن الشوق واصل حده للعب أمام جمهور الاتحاد. وبلا شك فإن حمدالله حضر للاتحاد برغبة إثبات وجوده وقدرته على خدمة الفريق ومواصلة تحقيق الانتصارات الإيجابية معه ويدرك تماما أن مهمة إثبات وجوده لن تكون صعبة برفقة مدرج عاشق وإدارة متفهمة لوضع لاعب يرى كما يرى غيره الكثير أن ارتداء شعار الاتحاد حلم وأمنية كل لاعب. أما الأصوات التي بدأت تهاجم حمدالله وتنتقده بعد وصوله فمؤمن تماما أنها آخر اهتماماته لأنها نفس الأصوات التي حولت المشهد في ناديه السابق إلى مشهد درامي لم ينقصه سوى الدموع والموسيقى الحزينة كردة فعل غاضبة على قرار إداري سرعان ما تحول إلى موقف هجومي تجاه اللاعب. قد نلتمس العذر للمدرج الغاضب فبلا شك العاطفة غلابة ولكن اللوم كله على بعض الأقلام التي من المفترض أن تكون في موقف حيادي أثناء تحليلها للموقف وتعلم تماما أن قضية اللاعب مع نادي النصر ما زالت منظورة أما استغلال الموقف للإساءة للاعب ووصلت أيضا للتقليل من الكيان الاتحادي وجمهوره فهنا مثار استغراب. الاتحاد كيان كبير وجمهوره يظل المدرج الوفي والأبرز في مواسم أخيرة مضت ويظل عبدالرزاق حمدالله لاعبا كبيرا ومهاجما يشار له بالبنان أما محاولة بعض الأقلام التي تدعي نصراويتها الإساءة للاتحاد وجمهوره واللاعب فرأيها مردود عليها وستجد الرد المناسب في الوقت المناسب. أعلم أن ضربة حمدالله موجعة بالانتقال للاتحاد ومن كان يتوقع أو يعتقد أن حمدالله لن يلعب لأي نادٍ فهذا غير منطقي وغير مقبول في الفيفا وسيتم إصدار بطاقة مؤقتة وفق النظام الدولي لحين حسم قضية اللاعب مع ناديه السابق وبعدها ستصدر العقوبات المناسبة في حق المخطئ وكل ومستنداته. وقد تعلمنا من كثر صراخه قلة فرص نصره ومن التزم الصمت سيكسب في النهاية وما بين اللاعب وناديه السابق أروقة الإدارة القانونية في الفيفا وما بين الاتحاد وحمدالله أرضية الملعب لمواصلة إبداعاته التي يترقبها مدرج الذهب.