قد لا يعلم الكثيرون أن السرورية التي تعتبر ربيبة تنظيم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابي قد اتخذت من المصطلحات الشرعية ذريعة لتمرير غاياتها السيئة وأجنداتها المشبوهة، والتبرير لانحرافاتها الشنيعة، والشرعنة لأفكارها المضلة وأعمالها التخريبية، باسم المصطلح الشرعي وهو منها براء، ولعلنا في هذا المقال نوضح أبرز الانحرافات في استخدام المصطلحات الشرعية لهذه الجماعة. حيث وظفت السرورية بعض المصطلحات الشرعية توظيفاً فاسداً؛ وذلك باستلابها عن معانيها الصحيحة الثابتة في أدلة الوحيين إلى معان محدثة باطلة ما أنزل الله بها من سلطان؛ لتوافق هواها وبدعها، وتروج لمنهجها وضلالها، ولتستقطب بذلك الأتباع وتجندهم لتحقيق توجهاتها المنحرفة. وقد اتجهت السرورية إلى أكثر المصطلحات الشرعية أثراً وتأثيراً فصرفت معانيها ودلالاتها وبدلت مقتضاها؛ ومن ذلك انحرافها في استخدام مصطلح الولاء والبراء، ومصطلح التكفير، ومصطلح النفاق، ومصطلح البيعة، ومصطلح الجهاد، ومصطلح إنكار المنكر، ومصطلح السُنة، ومصطلح البدعة ونحوها. لذا كان اختطاف المصطلح الشرعي وصرفه عن حقيقته الصحيحة سمة واضحة في تاريخ تيار السرورية منذ إنشائه إلى يومنا هذا. ومن شواهد تلك الاستخدامات المنحرفة للمصطلحات الشرعية، أنها انحرفت في استخدام مصطلح التكفير من معناه الشرعي المعروف لدى السلف الصالح إلى تكفير حكام المسلمين قاطبة بدون استثناء وقد جرهم هذا الانحراف المقيت إلى اعتقادهم الخطير أنه لا يوجد في العالم الإسلامي جماعة مسلمة ولا حاكم مسلم معتبر! وانحرفوا في استخدام مصطلح الولاء عن حقيقته الشرعية إلى الولاء إلى مؤسس السرورية محمد بن سرور زين العابدين، ومحبته والتزام منهجه الفكري والدعوة إليه والدفاع عنه. كما انحرفوا في استخدام مصطلح البراء إلى البراءة من كل من ليس على منهاجهم، بالإضافة إلى أنهم انحرفوا أيضاً في استخدام مصطلح البيعة إلى جعلها واجبة للتيار السروري وقياداته، وأخذها سراً من الأتباع على غرار طريقة الجماعة الأم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية. ومن الاستخدامات المنحرفة أيضا استخدامها لمصطلح إنكار المنكر؛ إذ وظفوه لتجويز الإنكار العلني على ولاة الأمر؛ مقتدين بنواة الخوارج ذي الخويصرة. ومن جملة استخداماتها تلك استخدام مصطلح الجهاد؛ حيث جردوه من ضوابطه الشرعية المعروفة من إذن ولي الأمر، مما جعلهم يفتاتون عليه، ويتعدون على اختصاصاته وسياساته المنوطة به وحده، قادهم إلى ذلك غلبة الجهل والهوى والتبعية، ولقد ذهب فئام من شباب المسلمين ضحايا لهذا الاستخدام المنحرف؛ عندما خدعوهم وغرروا بهم وزجوا بهم للقتال في مناطق الصراع باسم الجهاد المزعوم!! إلى غير ذلك من المصطلحات الشرعية التي جرى استخدامها من قبل السرورية، مما نتج عنه الإسهام في تشويه صورة الإسلام النقية، ووصفه بأبشع الأوصاف، وتنفير من لا يعرف حقيقة الإسلام عنه، والإفساد العريض من تكفير وتفجير وتدمير، وزعزعة للأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي باسم الدين، مما يُبرهن على أن هذا التيار كان معولاً لهدم الإسلام من داخله، وأنه مستخدم للإسلام غير خادم له، بل أضر به وسعى في تقويض ثوابته ومبادئه وقيمه.