قبل الدخول في تفاصيل «الميتافيرس»، فهي باختصار بيئة افتراضية تدمج ما بين الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والفيديو، وتتيح للمستخدمين العمل واللعب والشراء أيضًا، والتواصل مع أصدقائهم باستخدام شخصية وهمية.. إذا أردت أن تعرف ما "الميتافيرس"؟ وما دورها في حياتنا التكنولوجية المقبلة؟ ولماذا تتنافس عليها كبريات شركات التقنية الدولية على الاستحواذ عليها، عليك قراءة معطيات تقرير وحدة المعلومات الصادر عن شبكة بلومبيرغ العالمية المتخصصة في الخدمات الإخبارية والإعلامية والمعلومات المالية، وتذكر فيه أن حجم سوق "الميتافيرس"، سيبلغ في العام 2024 نحو 800 مليار دولار، وسيصل بحلول 2025 إلى التريليون دولار. وقبل الدخول في تفاصيل "الميتافيرس"، فهي باختصار بيئة افتراضية تدمج ما بين الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والفيديو، وتتيح للمستخدمين العمل واللعب والشراء أيضًا، والتواصل مع أصدقائهم باستخدام شخصية وهمية (أفاتار Avatar) خاصة بكل واحد منهم، ويمكن القول إنه بمثابة إنترنت متجسد، تتواجد فيه فعلياً بدلًا من مجرد النظر إليه كما يحدث الآن. وقبل أيام قليلة من الكتابة، استمعت إلى العديد من البودكاستات التقنية، واطلعت على التقارير الصحافية العميقة لكبريات الصحف والمجلات العالمية الرصينة، التي سلطت الضوء قبل نهاية عامنا الميلادي الحالي (2021)، على نوعية الحروب المقبلة التي سنشهدها بين عمالقة التكنولوجيا في العالم، مثل "فيسبوك" و"مايكروسوفت"، وغيرهما من أجل ضمان الاستحواذ على هذا؛ لقيادة عالم الإنترنت المقبل، ووضع معايير "ميتافيرس" المستقبلية، وإن كان لي رأي هنا بعدم قدرة شركة واحدة مهما بلغت قوتها من السيطرة الأحادية على هذا العالم الافتراضي المقبل، لذلك ليس أمامها إلا قبول التحالف وتقاسم الأرباح بينها. تنظر فيسبوك إلى الميتافيرس كإحدى أهم أولوياتها واستثمرت أموالاً طائلة في الواقع الافتراضي من خلال نظارات "أوكيولاس"، ما جعلها أرخص ثمناً من منافساتها، وربما يكون قد تكبد خسائر نتيجة لذلك، وفقاً لبعض المحللين، كما تعكف على - كما تقول التقارير الإخبارية - تصميم تطبيقات واقع افتراضي للقاءات الاجتماعية والاجتماعات في أماكن العمل، بما في ذلك تطبيقات تتفاعل مع العالم الحقيقي، وفي أكتوبر الماضي أعلنت الشركة عن اعتزامها توفير 10 آلاف وظيفة جديدة في الاتحاد الأوروبي مكرّسة بناء عالم الميتافيرس، الذي قالت عنه "إنه المستقبل المنشود". باختزال شديد ستكون بفضل "الميتافيرس" قادرًا على التسوق ومقابلة أصدقائك والعمل عن بُعد مع مَن تريد، بل وتستطيع من خلاله شراء عطرك المنشود وتشمه، ويصل الأمر إلى حد قياس الحذاء الذي ترغب في اقتنائه، وليس ذاك فحسب بل يمكن حضور مباريات كرة القدم في مكان انعقادها عبر ما يُعرف بالأفاتار، الذي يمثلك ويجلس على مقعدك، مشاركاً شخصية جارك الرقمية أيضاً في تحليل مجريات المباراة، لكن السؤال: هل ستستطيع العيش مستقبلًا من دون نظارات "ميتافيرس"؟.. الأيام حُبلى بالمفاجآت.. دمتم بخير.