حققت المملكة مكانة ريادية في تعزيز مكانة اللغة العربية محلياً وإقليمياً وعالمياً، والنهوض بخدمة لغة القرآن، وامتلاكها تجارب ثرية في مجال تعليمها للناطقين بغيرها، وذلك تعايشاً مع اليوم العالمي للغة العربية، الذي تحتفي به مختلف دول العالم ويصادف غداً 18 ديسمبر، حيث يقام هذا العام تحت شعار "اللغة العربية والتواصل الحضاري". من جانبها تبذل وزارة التعليم جهودها، لتأكيد دورها التاريخي في بناء جسور التواصل بين الثقافات والشعوب، وإسهاماتها المتعددة في المعرفة والعلوم، وتعزيز الهوية، والتنوّع الثقافي، والحوار والسلام العالمين، مشيرة إلى تنظيمها بمناسبة هذا اليوم العالمي احتفالية خاصة بمقرها الرئيس، لإبراز ما تبذله القيادة الرشيدة في خدمة اللغة العربية، وإسهاماتها في نشر علومها وثقافتها، وتوفير المنح الدراسية للمستفيدين من جميع أنحاء العالم. وعملت الوزارة على تفعيل المشاركة في اليوم العالمي للغة العربية في إدارات التعليم، والمدارس، والجامعات، والملحقيات الثقافية، والمدارس السعودية في الخارج، وإقامة المناشط، والفعاليات التي تعزز من الاهتمام باللغة العربية، سواءً حضورياً أو عن بُعد من خلال منصتي "مدرستي" و"روضتي"، إلى جانب قنوات عين التعليمية. وتواصل الوزارة جهودها لخدمة اللغة العربية وإبراز مكانتها، بالعمل على تطوير مناهج اللغة العربية، وزيادة الإثراءات والتطبيقات اللغوية في المناهج الدراسية، وتعزيز مهارات الفهم القرائي للطلبة، من خلال تخصيص خمس إلى عشر دقائق للقراءة والكتابة مع بداية الحصة الدراسية، إلى جانب التنظيم والمشاركة في المسابقات والفعاليات الخاصة بالخط العربي واللغة العربية، وترسيخ استخدامها في المنشآت التعليمية كلغة تواصل، وتشجيع الترجمة العلمية من اللغات الأجنبية إلى العربية، إضافة إلى إنشاء كليات وأقسام خاصة بها في الجامعات الحكومية والأهلية. كما تقدم وزارة التعليم مبادرات وبرامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في المدارس السعودية بالخارج، وبعثات التعليم في الدول المضيفة، إضافة إلى افتتاح المعاهد خارجياً، وخدمة المبتعثين وأبنائهم والجاليات العربية والإسلامية، والتعريف بالثقافة العربية على نطاق واسع. بدورها دأبت جامعة الملك عبدالعزيز على دعم مسيرة اللغة العربية تعلماً وتعليماً، وقدمت كل إمكاناتها العلمية والعملية والإدارية في سبيل النهوض بها، حيث تحتضن قسماً للغة العربية وآدابها، ومعهد اللغة العربية للناطقين بغيرها، كبيئة أكاديمية متميزة تتكامل فيها البنى لحمل رسالة تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في مناخٍ مميز من خلال برامج وأنشطة نوعية منافسة تلبي احتياجات المستفيدين، وانطلاقاً من رؤيته المتمثلة في التميز في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتقديم ثقافتها بتقنيات متطورة وشراكات فاعلة، وذلك لتقديم برامج تعليمية كالدبلوم العام، والدراسات العليا، والدورات القصيرة في اللغة العربية، وتعليم اللغة العربية لأغراض خاصة كالعاملين في المجال الطبي وغيرهم، إضافة لامتلاكها مركزاً للتعريب والترجمة، ومركزاً للتميز البحثي في اللغة العربية. ويعتبر مشروع وقف لغة القرآن الكريم "مُبين" بجامعة الملك عبدالعزيز الذي وجه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الرئيس الفخري للوقف بالبدء في تنفيذه على مساحة تقدر بنحو 11 ألف م2 في رحاب الجامعة علامة بارزة في تعزيز مكانة اللغة العربية في المجتمع. وجاء تبني جامعة الملك عبدالعزيز لمشروع وقف لغة القرآن ليكون داعماً لترسيخ الوعي ورفع منسوب الثقافة بأهمية لغة القرآن الكريم، وذلك بمتابعة متواصلة من معالي رئيس الجامعة رئيس مجلس نظارة الوقف الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي للاهتمام باللغة العربية، الذي يعد من أعظم أهداف الجامعة لتبقى لغتنا العربية مرتكزاً مهماً لحفظ هويتنا والمحافظة عليها، حيث يسعى هذا المشروع لتعزز الاستدامة لجميع البرامج والمبادرات اللغوية التي من شأنها أن تخدم اللغة العربية. كما أطلق سمو الأمير خالد الفيصل، بمقر الإمارة بجدة، مؤخراً المؤتمر الدولي الأول بعنوان "اللغة العربية والتحول الرقمي"، الذي نظمه وقف لغة القرآن بجامعة الملك عبدالعزيز ضمن فعاليات ملتقى مكة الثقافي تحت شعار "كيف نكون قدوة في العالم الرقمي"، كما تم تدشين المتجر الإلكتروني لوقف لغة القرآن، وتخصيص جائزة سنوية باسم "جائزة لغة القرآن الكريم" بدعم من سموه الكريم. وشمل المؤتمر جلسات حوارية تدور حول مكانة اللغة العربية، بمشاركة أكاديميين ومتخصصين وتكريم شخصية المؤتمر العالم اللغوي الدكتور محمد خضر عريف - رحمه الله - نظير إسهاماته الأدبية والثقافية واللغوية.