يحتفل العالم في ما يقرب من 190 دولة -هذه الأيام- بالأسبوع العالمي لريادة الأعمال، ما يعكس الاهتمام الواسع بريادة الأعمال لما لها من دور حيوي في صرف الشباب عن الوظائف الحكومية التقليدية وحثهم على تأسيس شركات ناشئة توفر الآلاف من فرص العمل لهم ولإقرانهم، فمن المعروف أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تسهم بنحو 85 % من الوظائف حول العالم، أضف إلى دورها المهم في رفد الاقتصادات الوطنية والمساهمة في رفع الناتج المحلي الإجمالي للدولة. ويأتي اهتمام قيادتنا الرشيدة بريادة الأعمال على رأس أولويات رؤيتنا المباركة، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بتوجيهات سامية من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لما لريادة الأعمال من قدرة على تحقيق مستهدفات رؤية 2030 الرامية إلى تنويع مصادر الدخل الذي طالما اعتمد على النفط عقودًا طويلة، فسعت الرؤية لرفع مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي إلى نسبة 35 %، بحلول عام 2030، وقدمت كل أوجه الدعم لرواد ورائدات الأعمال، لعل أهمها إنشاء الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة التي باتت مظلة موحدة لكل أنشطة ريادة الأعمال، مؤيدة بحزمة من الإصلاحات التشريعية والتنظيمية التي أضفت السهولة واليسر ووفرت الوقت والجهد في تأسيس الشركات الجديدة، وسدت الثغرات التي عانى منها الكثيرون على مدى عقود، ما كان له دور بارز في ازدهار حركة ريادة الأعمال، وجذب الاستثمارات الأجنبية للمملكة. لقد قامت «منشآت» بتبني العديد من المبادرات؛ في مقدمتها: «أكاديمية منشآت» التي توفر حزمًا من برامج تدريبية متنوعة ومتخصصة على مستوى عالٍ من الاحترافية، وأطلقت «مسرعة التجارة الرقمية»، وخدمة «جدير»، ومراكز «ذكاء» ومنصة «فكرة» التي تعمل على تعزيز جانب الابتكار والتفكير التشاركي. كما عملت المملكة على إيجاد حلول ناجعة لمشكلة التمويل باعتباره أكبر العقبات في طريق رائد الأعمال، فأسست «بنك التنمية الاجتماعية» الذي أصبح بيت التمويل للشركات الناشئة، ولم يقتصر دوره على الخدمات التمويلية فقط بل أطلق منصة «دلني» لتقديم الدعم الفني والتدريب لشباب رواد الأعمال. كل هذا الدعم ساهم في تبوؤ المملكة مراكز متقدمة في التصنيفات الخاصة بريادة الأعمال وتأسيس الشركات الناشئة، وظهور العشرات من قصص النجاح المميزة.. كل عام ورواد ورائدات الأعمال بخير ومملكتنا في عز وازدهار.