يسهم تأسيس المكاتب الاستراتيجية لمناطق "الباحةوالجوفوجازان"، والتي أعلن عنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، في تعظيم الاستفادة من المميزات النسبية والتنافسية لكل منطقة من المناطق الثلاث، وستكون نواة لتأسيس هيئات تطوير ومكاتب استراتيجية مستقبلاً ركائز مهمة لتحقيق اقتصاد قوي ومزدهر وتنمية مستدامة في تلك المناطق الثلاث، ويؤكد ذلك حرص سموه على شمول التنمية لجميع المناطق، وفق مستهدفات رؤية 2030، وتسريع أداء قطاعات التنمية في المناطق الثلاث، وتنسيق جهودها وقياس أدائها، وتعزز إشراك المجتمع المحلي لأبناء هذه المناطق، وتطوير اقتصادات المناطق المستهدفة ودعم ورعاية الميزات النسبية لكل منطقة، والتعريف بالدور المرتقب للمكاتب الاستراتيجية وأهدافها، وآلية عملها، لخدمة المناطق الثلاث وسكانها، إضافة إلى تطوير البيئة الاستثمارية لتكون مناطق جاذبة للاستثمار بالشراكة مع القطاع الخاص. ويأتي الإعلان عن المكاتب الاستراتيجية في المناطق الثلاث في إطار اهتمام سموه الكريم وحرصه على أن تطال التنمية الشاملة جميع مناطق ومدن المملكة بما يعود بالنفع على جميع المواطنين، وخلق اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي لوطن طموح. حيث أكد سموه أن العمل قائمٌ على تأسيس مكاتب استراتيجية في المناطق التي لا يوجد بها هيئات تطوير أو مكاتب استراتيجية، بهدف تطوير مناطق المملكة كافة بلا استثناء. وستهدف هذه المكاتب الاستراتيجية إلى الاهتمام بكل مكونات التنمية في تلك المناطق، بحيث تركز على استثمار المقومات التنموية التي تزخر بها كل منطقة لتحقيق أعلى استفادة منها وتحويلها إلى عناصر داعمة للاقتصاد، بالإضافة إلى قيام المكاتب الاستراتيجية في المناطق الثلاث بأعمال التطوير والتنسيق والمتابعة مع الجهات الحكومية كافة، للعمل على تحفيز وإشراك القطاع الخاص في تنمية المكونات المكانية بها. يشار إلى أن إطلاق المكاتب الاستراتيجية لتطوير المناطق الثلاثة، يأتي في إطار رؤية سمو ولي العهد لإحداث تنمية شاملة ومستدامة في جميع مناطق المملكة من خلال تعظيم الاستفادة من الميزات النسبية لكل منطقة، والتوسع في توفير الفرص الوظيفية لأبناء جميع مناطق المملكة، إضافة إلى رفع جودة الحياة والارتقاء بالخدمات الأساسية والبنى التحتية في جميع مناطق ومدن المملكة. وتبرز أهمية منطقة الباحة بكونها من أهم المناطق السياحة في المملكة، إذ إنها تضم عدداً كبيراً من الغابات، وتشتهر الباحة بغابة رغدان ومتنزه القمع ومتنزه الشكران إضافة إلى قرية ذي عين الأثرية، والعديد من القرى والحصون. أما منطقة الجوف التي تتميز بأنها أقدم مناطق الاستيطان في شبه الجزيرة العربية؛ إذ إن وجودها تاريخياً يعود إلى فترة العصر الحجري القديم، كما أنها تعد من أخصب المناطق الزراعية في المملكة، ويقع فيها مركز بسيطا الذي يعد "سلة غذاء المملكة"، وتتميز باعتدال مناخها صيفاً ووفرة المياه الجوفية العذبة بها، كما تشتهر منطقة الجوف بزراعة أشجار الزيتون، وتنتج ما يقارب (67 %) من الإنتاج المحلي لزيت الزيتون في المملكة. وتزخر منطقة جازان بالكثير من الميزات الاقتصادية في القطاع اللوجستي، والزراعي، والتراثي، ويضم ميناء جازان الذي يعد ثالث مواني المملكة على ساحل البحر الأحمر من حيث السعة، كما أنها تمتاز بتنوعها البيئي والمناخي، وهي البوابة الرئيسة لجزر فرسان، ومن الجانب التراثي تحتضن منطقة جازان آثاراً يرجع تاريخها إلى (8000) سنة قبل الميلاد، وتعد إحدى أهم المناطق الزراعية في المملكة إذ تتميز بتنوع محاصيلها الزراعية. يذكر أن إعلان سمو ولي العهد عن المكاتب الاستراتيجية للتطوير يعكس حرص سموه الكريم على تحقيق الشمولية في التنمية، وبعد الإعلان عن استراتيجية تطوير منطقة عسير تحت شعار "قمم وشيم"، التي تهدف إلى تحقيق نهضة تنموية شاملة للمنطقة.