تحتفل بلادنا باليوم الوطني لتوحيدها بعد أن تمكن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- من استعادة ملك أجداده. اليوم الوطني مناسبة عزيزة تتكرر كل عام لتذكر بما فعل الملك المؤسس -رحمه الله- ومن بعده من أبناء بررة ومن كان معهم من أبطالٍ أوفياء لتوحيد هذا الكيان العظيم وتبديل الفرقة والتناحر إلى وحدة وتكامل تحت رايةٍ واحدةٍ والمضي به قدماً في طريق النمو والتطور والبناء، ولكنها في الوقت نفسه ذكرى تعمل على تعزيز وتعريف جيل الحاضر والمستقبل بتاريخ وطنهم وملحمة تأسيسه والمحافظة على تلك المكتسبات والثروات والإمكانات لمتابعة تلك النهضة العملاقة والتي عرفها الوطن ويعيشها في العديد من المجالات حتى أصبحت المملكة وفي زمنٍ قياسي في مصاف الدول المتقدمة، بل إنها تميزت عليهم بما لديها من قيم دينية ومن خلال رعايتها وعنايتها بتطوير الحرمين الشريفين قبلة المسلمين واهتمامها باستقبال والعناية بالحجاج والمعتمرين والزوار. كما أنعم الله علينا بثروات طبيعية منها النفط والغاز الطبيعي حيث تعد المملكة أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم فنحن نفتخر بالأولى ونحمد الله على الثانية. كما تحظى بلادنا ببعدها الحضاري الذي تؤكده الشواهد الأثرية والتراثية المنتشرة في المملكة، بالإضافة إلى ما قام على أرضها من ممالك ودول ساهمت في مسيرة الحضارة الإنسانية مما جعلها ملتقي للحضارات وجسراً للتواصل الحضاري. في اليوم الوطني ذكرى للأجيال بتجديد وتعزيز الولاءِ والبيعة لقيادة هذا الوطن والتأكيدِ على وحدةِ الصف واللحمة الوطنية والترابط الاجتماعي ونبذ كل أنواع التطرف والغلو والتفرقة والوقوف خلف قيادتنا ضد كل محاولات التشكيك ودعم كل خطط التنمية وبرامج التطوير ومبادرات التقدم والازدهار، وتحقيق رؤية المملكة 2030 والتي تمثل مرحلة جديدة من استشراف المستقبل، فهو يوم فرح بالإنجاز واحتفال به وتعريف الأجيال الجديدة بأهميته، وهو يوم بهجة وسرور بتحقيق الوحدة الوطنية. هذه المناسبة الوطنية فرصة لزيارة أبنائنا وبناتنا لمتاحف وقصور الملك عبدالعزيز التاريخية التي توثق تاريخ الوحدة الوطنية ومدى ارتباط هذه المواقع بالملاحم والتضحيات التي قدمها المواطنون المخلصون. د. مبارك آل سالم