ذكرى خالدة في نفوسنا سجلها التاريخ بأحرف من نور وسطور من ذهب، محفورة في وجدان كل من على ثرى هذ الوطن الغالي، ويشهد بعظمتها كل العالم لأعظم وحدة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من قبل وهي المملكة العربية السعودية، فمنذ توحيد هذه البلاد وهي تسير في سعيها الحثيث في مضمار الحضارة وميدان الرقي والازدهار، مناسبة وطنية غالية على كل مواطن نسترجع فيها كفاح وتضحيات الأجداد والآباء الذين أسسوا وأسهموا في بناء هذا الكيان الكبير، والتي تعطينا دافعاً للحفاظ عليه وعلى المكتسبات التي حققها هذا الوطن بحكمة قادته وسواعد أبنائه المخلصين. يأتي هذا اليوم المجيد في ذكراه السنوية ليقول لنا هذا وطننا.. وطن يزيد كل يوم وحدةً وتماسكًا، وتزيده الأحداث التي حصلت وما يحاك له من الأعداء قوةً وصلابةً وتلاحماً مع قيادته الرشيدة حفظها الله، فلنحمد الله - سبحانه وتعالى - أن هيأ لهذه البلاد المقدسة قيادة حكيمة تحقق الطموحات والتطلعات بكل حزم وعزم، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذي أقام هذا الصرح الكبير على أسس متينة وقيم راسخة نحو التقدم والنماء.. وسار على هذا النهج خلفاؤه من بعده - رحمهم الله - وحتى هذا العهد الزاخر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي يشهد العديد من القفزات التنموية التي أضاءت وما زالت تضيء دروب وطننا الشامخ ليزهو بهياً في مصاف دول العالم المتقدمة، ما يجعلنا نفتخر ونتباهى بوطننا حيثما اتجهنا مما نشاهده من تطور وتقدم في كافة المجالات، وهي تسير في مسيرة التنمية والتطوير نحو تحقيق رؤية المملكة 2030 بزيادة حجم الاقتصاد الوطني واستمرار نموه، من خلال تنويع القاعدة الاقتصادية ومصادر الدخل، والقدرة على التكيف مع التطورات الإقليمية والعالمية وتجاوز التحديات. واليوم نحمد الله على ما نعيشه في المملكة من أمن وأمان وتنمية واستقرار واطمئنان في ظل الرعاية الكريمة والعناية السامية من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده - حفظهما الله - وما تحقق من نجاحات مشهودة لجهودهم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والفكرية والثقافية والاجتماعية يضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة ويجعلها تحتل مكانها المرموق بين الدول مع المحافظة على ثوابتها وقيمها الإسلامية الأصيلة وهويتها العربية ومكانتها الإسلامية. نقولها بكل فخر: هنيئاً لنا بهذا الوطن.. وطن الحب والوفاء، وطن الكرامة والمجد، ففي هذا العالم المتغير تتأكد وحدتنا، ويترسخ أمننا، وتسير نهضتنا لتشمل جميع مناحي الحياة، ونتبوأ بحكمة قيادتنا - حفظهم الله - مكانة دولية في بؤرة اهتمامات العالم على اختلاف توجهاته السياسية والإقليمية، وطننا اليوم هو عنوان الحكمة والوحدة والقوة، هنيئاً لنا بقادتنا، وهنيئاً لوطننا بهذا الوفاء والتلاحم، وكل عام ومملكتنا بألف خير. عمر العمري