اعتمدت المملكة رؤية 2030 لتغطي كافة المجالات والقطاعات الحيوية من خلال خطة عمل وبرامج شاملة مبنية على محاور الرؤية الرئيسة الثلاثة وهي (مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح)، كما تعمل الاستراتيجية الوطنية للسياحة وفقاً للرؤية بهدف رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي إلى مايزيد على 10 % بحلول 2030م، وهذا يؤكد سعي المملكة لبناء اقتصاد أكثر تنوعاً واستدامة. وتعد صناعة السياحة من أهم الصناعات تطوراً ونمواً في العالم، حيث تصدرت المراتب المتقدمة في الاقتصاد العالمي من حيث رأس المال المستثمر والعوائد السنوية من العملات الأجنبية وعدد العاملين في هذا القطاع الحيوي، لتؤدي دوراً مهماً في تحقيق التنمية والتقدم والازدهار في كثيراً من بلدان العالم. والقطاع السياحي في المملكة يمكن الاعتماد عليه بصورة كبيرة وذلك في ظل ما تتمتع به المملكة من موقع جغرافي استراتيجي يربط بين ثلاث قارات وهي (إفريقيا وآسيا وأوروبا)، وبها الأماكن المقدسة في مكةالمكرمة قبلة المسلمين في جميع أنحاء المعمورة والمدينة المنورة كثاني أقدس الأماكن للمسلمين بعد مكةالمكرمة. وقد استحدثت المملكة التأشيرة السياحية للمرة الأولى في تاريخها في 27 سبتمبر 2019 والتي تتيح للسياح القدوم إليها على مدار العام وفق تنظيمات جديدة ميسرة مع إمكانية الحصول على التأشيرة إلكترونيا أو عند الوصول لأحد منافذ الدخول، لإدراكها بأن صناعة السياحة من أهم الأنشطة التي تسهم في زيادة الدخل وتحفز النمو الاقتصادي وترفع من نسب التشغيل، وتوفير العدد الأكبر من الفرص الوظيفية. والمملكة العربية السعودية تزخر بالأماكن السياحية بمختلف أنواعها، فعلى أرضها تنتشر مئات المواقع الأثرية والتاريخية لعدة حضارات منذ آلاف السنين كمدائن صالح الأثرية في منطقة العلا شمال البلاد والتي تعتبر تحفة تستحق المشاهدة والزيارة كما أنها أحدى المواقع المدرجة ضمن قائمة منظمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي بالإضافة إلى خمسة مواقع أثرية أخرى بالمملكة، ويعد الاستقرار السياسي والأمني من أهم الميزات التنافسية التي يحظى بها القطاع السياحي في المملكة ومن أهم المطالب الأساسية لجميع السياح بلا استثناء، إلى جانب تنوع مناخ وبيئة المملكة وامتلاكها العديد من المواقع السياحية والترفيهية ومن أهم المصائف فيها مدينة أبها والباحة والطائف وتتميز ببرودتها ومناخها المعتدل في فصل الصيف ووفرة الغطاء النباتي وكمية الأمطار والمناظر الطبيعية الخلابة، كما تمتاز المملكة بسواحلها الجميلة والممتدة على الخليج العربي والبحر الأحمر وتوفر المحميات باختلاف أشكالها كمحمية جزر فرسان التي يتزايد عليها الإقبال بشكل لافت، وكذلك ما يقام من مشاريع كبرى في باقي مناطق المملكة لجذب السياح والزوار واستقطاب المستثمرين بما ينعكس إيجابياً على الاقتصاد الوطني، ومن هذه المشاريع على سبيل المثال لا الحصر مشروع نيوم، مشروع القدية، مشروع أمالا، مشروع ذا لاين، وتطوير المناطق السياحية والمتاحف، بالإضافة إلى مواسم السعودية السياحية والتي تقام في أغلب مناطق المملكة للإسهام في تحقيق التنمية الشاملة في هذه المناطق. ورغم تحديات فيروس كورونا المستجد وتداعياته السلبية على السياحة في جميع دول العالم، إلا أن المملكة عملت في هذه الفترة على الاستعداد للانطلاق مجدداً وبجاهزية تامة من خلال إقامة هذه المشاريع السياحية الكبرى وتطوير القائم منها ووضع الخطط اللازمة للقطاع السياحي للتهيؤ للمرحلة الجديدة بعد انحسار الجائحة وانتهاء الأزمة. وقد تمت الإشادة الدولية بما قامت به المملكة في مكافحة وحصر الفيروس وتطبيق إجراءات السلامة والصحة العامة في جميع المرافق والقطاعات، مما أدى لانخفاض أعداد الإصابات وارتفاع أعداد المتعافين، وشجع على انتعاش حركة السياحة الداخلية والمهرجانات في مختلف مناطق المملكة مع الالتزام التام بجميع الضوابط الاحترازية والوقائية والمتابعة المكثفة لإجراءات الصحة والسلامة العامة من قبل الجهات المعنية، لخلق بيئة سياحية جذابة وممتعة وآمنة.