خطف الأرجنتيني ليونيل ميسي الأضواء هذا الصيف بعد الانفصال عن عشقه برشلونة للالتحاق بنادي العاصمة الفرنسية. وشاءت الصدف هذا الصيف أن يتزامن الفراق بين ميسي والفريق الذي دافع عن ألوانه طيلة 21 عاماً وأحرز معه جميع الألقاب الممكنة في أكثر من مناسبة، مع رحيل غريمه السابق النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن يوفنتوس الإيطالي للعودة إلى فريقه السابق مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي غادره عام 2008 للالتحاق بريال مدريد. خسارة ابن ال36 عاماً المتوج بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات، لم تكن الضربة الوحيدة للدوري الإيطالي، إذ ترافق رحيل هداف الموسم الماضي (29 عاماً) مع انتقال البلجيكي روميلو لوكاكو من إنتر البطل إلى فريقه السابق أيضاً تشلسي الإنجليزي. وبسبب الأزمة المالية التي يعاني منها النادي ومالكوه الصينيون، تخلى إنتر أيضاً عن النجم المغربي أشرف حكيمي لصالح سان جرمان، فيما خسر جاره اللدود ميلان وصيف بطل الموسم الماضي حارسه جانلويجي دوناروما لصالح نادي العاصمة الفرنسية أيضاً. وتحاول الأندية الإيطالية التعامل مع الأزمة المالية الخانقة الناجمة بشكل خاص عن تداعيات فيروس كورونا من خلال الاعتماد على نظام الإعارة لتعزيز صفوفها، على غرار ما فعل يوفنتوس في تعاقده مع نجم وسط ساسوولو مانويل لوكاتيلي، على أن يضمه نهائياً الصيف المقبل، كما سيفعل أيضاً في صفقة استعادة مهاجمه الشاب مويز كين الذي دافع عن ألوان سان جرمان الموسم الماضي بعد تجربة فاشلة بقميص إيفرتون الإنجليزي. وبعدما تقاضى 115 مليون يورو في صفقة لوكاكو و60 مليون يورو في صفقة حكيمي، حاول إنتر الاستثمار بعض الشيء بضمه الأرجنتيني خواكين كوريا من لاتسيو مقابل 30 مليون يورو، والهولندي دنزل دمفريس من أيندهوفن مقابل 12,5 مليون يورو، لكنه كان موفقاً في خطف خدمات التركي هاكان جلهان أوغلو والبوسني إدين دجيكو من دون مقابل بعد انتهاء عقديهما مع ميلان وروما توالياً. وكان الجار ميلان متقشفاً في سوق الانتقالات بضمه المهاجم الفرنسي المخضرم أوليفييه جيرو ومواطنه الحارس مايك مانيان، فيما خرج روما عن تقليده وغامر بالتعاقد مع المدرب البرتغالي الفذ جوزيه مورينيو الذي قاد إنتر للثلاثية التاريخية عام 2010، وضم مهاجم تشلسي تامي إبراهام مقابل 40 مليون يورو. "لا ليغا" من دون ميسي في إسبانيا التي تنتظر بفارغ الصبر ما ستؤول إليه الأمور بالنسبة لصفقة انتقال مبابي إلى ريال مدريد، كان الرحيل عنوان هذا الصيف مع خسارة نجوم كبار مثل سيرخيو راموس والنرويجي مارتن أوديغارد والفرنسي رافايل فاران ومواطنه المدرب زين الدين زيدان، والأهم من هؤلاء جميعاً ليونيل ميسي. لكن الأندية الإسبانية لم تقف مكتوفة الأيدي، بل أجرت تعاقدات مهمة وأبرزها في برشلونة الذي عزز هجومه بالأرجنتيني سيرخيو أغويرو والهولندي ممفيس ديباي، ودفاعه بالشابين إيريك غارسيا والبرازيلي إيمرسون. ويبدو أتلتيكو مدريد عازماً على الاحتفاظ بلقب الدوري بعدما عزز صفوفه بلاعب الوسط الأرجنتيني رودريغو دي بول من أودينيزي الإيطالي، المهاجم البرازيلي ماتيوس كونيا من هرتا برلين الألماني، والحارس الفرنسي بنجامان لوكومت على سبيل الإعارة من موناكو من أجل أن يكون يؤمن المساندة للحارس الأساسي السلوفيني يان أوبلاك. من جهة الجار اللدود ريال مدريد وبانتظار تحقيق مراده بضم مبابي من الفريق الذي خطف منه خدمات قائده راموس، كان المدرب العائد الإيطالي كارلو أنشيلوتي والظهير النمسوي دافيد ألابا الصفقتين الوحيدتين، إلى جانب استعادة الويلزي غاريث بايل بعد انتهاء فترة إعارته لفريقه السابق توتنهام الإنجليزي. رونالدو ولوكاكو أبرز صفقات الإنجليز معولة على عودة الجماهير الشغوفة بأعداد كبيرة إلى الملاعب بعدما غابت لفترة طويلة بسبب تداعيات فيروس كورونا، نشطت الأندية الإنجليزية في سوق الانتقالات وكان نجماها قطبا مانشستر مع عودة رونالدو إلى يونايتد الذي تعاقد مع فاران (36 مليون يورو) وجايدون سانشو (85 مليون يورو من دورتموند الألماني)، وحصول سيتي حامل اللقب على جاك غريليش من أستون فيلا (105 ملايين يورو). أما تشلسي بطل دوري الأبطال، فاستعاد لوكاكو مقابل 115 مليون يورو، فيما ركز ليفربول جهوده على التمديد لنجومه الحاليين (الحارس البرازيلي أليسون بيكر، المدافعون الهولندي فيرجيل فان دايك والاسكتلندي أندي روبرتسون وترينت ألكسندر-أرنولد ولاعب الوسط البرازيلي فابينيو)، وعزز دفاعه بالفرنسي إبراهيما كوناتيه من لايبزيغ الألماني مقابل 36 مليون يورو، بينما خسر جهود لاعب الوسط الهولندي جورجينيو فينالدوم دون مقابل لصالح سان جرمان، والسويسري شيردان شاكيري لصالح ليون الفرنسي. وفي أبرز الصفقات الأخرى، تخلى تشلسي عن قلب دفاعه الفرنسي كورت زوما لصالح جاره وست هام مقابل 29,8 مليون جنيه.