«أبوحطبة وأبوعنتر».. صداقة نصف قرن بدايتها في ملاعب معكال ودّعت الساحة الرياضية في مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضي مدافع فريق الهلال في التسعينات الهجرية عبدالرحمن الفحيل (72 عاما) بعد معاناة مرضية في سنواته الثلاث الأخيرة «رحمه الله». ومثّل المدافع الراحل الهلال مع جيل الثمانينات الهجرية في أواخر مشوارهم الكروي أمثال الأسطورة مبارك عبدالكريم والكابتن سلطان بن مناحي -رحمهما الله- وفهد بن نصيب وعبدالله بن عمر ومحمد الطعيمي. ثم الجيل الذي أعقبه بوجود بشير الغول وبداح القحطاني وإبراهيم اليوسف وناجي ومحسن بخيت وفهد الحبشي وسلطان النصيب وانتهاء بجيل أول بطولة للدوري فهودي وعبدالله العمار وغازي سعيد وناصر الشايع وسمير سلطان والعمدة وغيرهم من النجوم. اشتهر المدافع الراحل بلقب (أبوعنتر) لصلابته وروحه القتالية في الملعب وأول من أطلق عليه هذا اللقب بعد تألقه وشدة مراسه في إحدى المباريات كان رئيس الهلال الأسبق الأمير هذلول بن عبدالعزيز -رحمه الله- خلال فترة رئاسته الأولى للنادي. سمير سلطان: إصابته أمام الأهلي أبعدته.. و(سميث) أنهى علاقته بالهلال محسن: (الفحيل) بصمة لا تمحى ولتسليط الضوء أكثر على مشوار المدافع الراحل عبدالرحمن الفحيل -رحمه الله- تحدث ل»الرياض» ثلاثة من قدامى نجوم الهلال الذين زاملوه في مشواره الرياضي. في البداية يقول نجم المنتخب والهلال الخلوق «محسن بخيت»: عرفت الفحيل لاعبا خلوقا داخل الملعب وخارجه.. محبوب من الجميع ومخلصا للهلال كان يلعب بكل رجولة إذا نزل الملعب ورحل عنا تاركا بصمة جميلة وذكرى طيبة في قلب كل من عرفه. وأضاف: لم ينقطع التواصل بيننا بل استمر حتى بعد اعتزالنا اللعب، إذ كنا نلتقي في بعض مناسبات البطولات الهلالية ونسترجع الذكريات الجميلة والمواقف التي لا تنسى لنا في ملاعبنا رحمه الله واسكنه فسيح جناته. سمير: (أبوعنتر) مدافع حماسي أما جناح الهلال الأيسر وهدافه في التسعينات الهجرية سمير سلطان فيقول: عندما التحقت بصفوف الهلال أواخر 1391ه كان عبدالرحمن الفحيل قد سبقني في الانضمام للنادي وعرفته مدافعا حماسيا يلعب بروح وثابة وأداء قتالي لافت للأنظار لكن مشكلته أنه ضيّع نفسه بين مركزي قلب الدفاع والظهير الأيسر إذ كان في بداياته يمثل الفريق في خانة متوسط الدفاع إلى أن جاء المدرب الإنجليزي جورج سميث الذي قاد الهلال لتحقيق أول لقب للدوري في نسخة المسابقة الأولى عام 1397ه الذي كان يرغب في تثبيت الفحيل كظهير أيسر لحاجة الفريق آنذاك نظرا لتغيب الظهير الأساسي ناصر الشائع بسبب ارتباطه بدراسته العسكرية في الكلية وعدم قدرته على التوفيق بين الدراسة والانتظام في أداء التمارين والمباريات. إصابته أمام الأهلي أبعدته وأذكر أن أول مباراة لعبناها في الدوري كانت أمام الأهلي وتعادلنا سلبيا وأصيب فيها الفحيل وغاب على إثرها. لقد كان إصرار عبدالرحمن على اللعب في مركز قلب الدفاع في غير صالحه لوجود قوة دفاعية في عمق الهلال في تلك الفترة بوجود المرحوم بشير الغول وبداح القحطاني كثنائي متناغم ومتألق في المباريات وإذا أصيب بداح فالبديل كان العمدة وأحيانا فهد الحبشي الذي كان يلعب بكلتا قدميه وكل تلك الظروف لم تساعد الفحيل على تثبيت نفسه بالفريق وبالتالي عانى الأمرين بسبب تنافر رغبته اللعب في خانة قلب الدفاع ورغبة المدرب في إشراكه كظهير أيسر لكن ذلك الاختلاف كان في صالح زميلي الظهير الأيسر غازي سعيد -رحمه الله- الذي ثبته جورج سميث في مركز الشايع ثم جاء ارتباط الفحيل بعمله العسكري في الأمن العام ليحول دون استمراريته في تمثيل الهلال وذلك بصورة مبكرة. أبوحطبة وأبوعنتر.. صداقة نصف قرن ويؤكد نجم الهلال السابق محمد عبدالهادي (أبوحطبة) الذي يعد أقرب اللاعبين إلى قلب المدافع الراحل أن عمر صداقته مع عبدالرحمن الفحيل يزيد على نصف قرن وقال: بداية معرفتي به تعود إلى منتصف الثمانينات الهجرية من خلال مباريات الحواري التي كنا نخوضها في ملاعب معكال والبطيحا والحلة قبل انضمامنا للهلال وقد سبقته في التسجيل بنحو أربع سنوات وتوطدت علاقتنا أكثر بعد ذلك وأصبحنا نجتمع في منزل آل عمر مع اللاعبين محمد الطعيمي وعبدالرحمن وعبدالله بن عمر واستمرت اجتماعاتنا طوال تلك السنوات حتى بدأت حالته الصحية في التردي في السنوات الثلاثة الأخيرة وكنا نتقابل بشكل شبه يومي في هذا البيت بوجود الصديق إبراهيم المغيليث والنومان وبقية الزملاء الرياضيين وكنا نلبي الدعوات ونذهب سويا لحضور مناسبات الأسرة الهلالية سواء في النادي أو خارجه. حسن سلطان أول من دربه وعن المدربين الذين أشرفوا على تدريب صديقه الراحل الفحيل أجاب أبوحطبة: أذكر منهم حسن سلطان والتوم جبارة وطه الطوخي -رحمهم الله- بجانب الإنجليزي جورج سميث. مثّل فريق الحرس الملكي وأضاف: حتى أنا دربت الفحيل بعد اعتزاله إذ كنت أعمل مدربا في قطاع الحرس الملكي وأشرفت على فريق الحرس في بطولات الهيئات والمؤسسات الحكومية على مستوى المملكة وحققنا بطولات وكان الفحيل أحد أفراد هذا الفريق بجانب مجموعة من قدامى اللاعبين أتذكر منهم حسين البيشي والحارس عبدالرحمن الحمدان وحسن النمشان وخميس العويران وكان يشرف على الشؤون الرياضية بالحرس الملكي اللواء منصور المالك بجانب اللواء ماجد البريكان وكان الاهتمام كبيرا بالرياضة والفرق التي تمثل هذا القطاع. سنوات من المعاناة الصحية وعن المعاناة الصحية التي مر بها نجم الهلال الفحيل رد أبوحطبه بالقول: عانى عبدالرحمن كثيرا في العامين الأخيرين من حياته وكان يتردد على المستشفيات أكثر من مرة وأجريت له أكثر من عملية جراحية لكن حالته الصحية تدهورت بعد ذلك ودخل في غيبوبة قبل وفاته «رحمه الله». عبدالرحمن الفحيل (أبوعنتر) «رحمه الله» مدافع الهلال الراحل وسط أحفاده في لقطة حديثة ضوئية لبطاقة عضويته الهلالية الدائمة بتوقيع الأمير نواف بن سعد أبناء وإخوان المرحوم الفحيل والمشيعون أثناء دفنه بمقبرة المنصورية الجمعة الماضية الفحيل مع أصدقائه الهلاليين من اليسار: أبو حطبة وصالح الجبيلة وعبدالله بن عمر وبداح القحطاني في إحدى المناسبات الفحيل الخامس من اليمين وقوفاً مع مجموعة الهلال التي حققت أول دوري 1397ه ويظهر المدرب جورج سميث فهد الدوس