ودعنا الأيام الماضية كأسرة؛ وودع مجتمع الرياض الوفي العريق أحد أبرز أفراده ومن ألمعهم وأكثرهم تأثيراً؛ العم ثنيان بن فهد آل ثنيان ذاك الهمام الذي أعطاه الله بسطة في العلم والجسم والوقار والهيبة، فإن استحضرت العصامية فأنت أمام أنموذج لا يشق له غبار والحديث يطول، وإن استحضرت الوفاء فها هو ماثل أمامك بصورة إنسان، وإن استحضرت الكرم فيشهد الله وشهوده خلقه على الباب المفتوح على مدار الساعة من كل عام عاشه الفقيد رحمه الله، وإن استحضرت الأصالة والتاريخ فأبو فهد فارسها. قد تكون شهادتي مجروحة لكنها لن تفيه حقه، نعم نفتخر به نعم نحبه نعم آلمنا فراقه ولكنها سنة الحياة " لكل أجل كتاب" فالفارس ترجل ليترك المجال للفارس الابن لحمل الراية من بعده ففي فهد نتوسم ونعلم كل الخير فهذا الشبل من ذاك الأسد. لن أنسى ما حييت زياراتي لك وما تغمرني به من لطافة ولين جانب ومحبة تخصني فيها دون الغير وسؤال متكرر عن أحوالي الشخصية والعملية والعائلية والنصح والإرشاد النابع من القلب. رحم الله العم ثنيان وألهمنا وجميع محبيه الصبر والسلوان فالفقد كبير والأمر جلل وإنا لله وإنا إليه راجعون.