وأخيراً، سيبصر أولمبياد طوكيو الصيفي النور الجمعة حتى 8 أغسطس المقبل، بعد تأجيل تاريخي من العام الماضي بسبب فيروس كورونا، ثم جدلية مستمرّة حيال إقامته أو إلغائه، لينطلق وسط قيود مشدّدة لتفادي تفشي "كوفيد- 19" وحظر جماهيري أجنبي ومحلي، على الملعب الأولمبي الذي استضاف ألعاب 1964 وأعيد بناؤه ليتسع ل68 ألف متفرج، سيحضر ألف شخص فقط من المدعوين، حفل افتتاح كانت المدن تتنافس في ما مضى لجعله الأكثر إثارة في تاريخ الألعاب المقامة مرّة كل أربع سنوات. وسيكون الافتتاح بحضور الإمبراطور ناروهيتو، مناسبة لتكريم ضحايا كارثة فوكوشيما النووية في 2011، إثر زلزال مدمّر بقوة 9 درجات قبالة الساحل الشمالي الشرقي وتسونامي هائل أدى إلى انصهار نووي وتلويث المناطق المجاورة بالإشعاع. ويأمل المسؤولون اليابانيون أن تكون "دليلاً على انتصار البشرية على الفيروس"، لكن تصاعد حدّة كورونا عالمياً وظهور المزيد من المتحوّرات المعدية، خفّض حدّة النغمة المنتصرة وآثار معارضة متزايدة داخل البلاد، ومع تفكيك "اللغم" تلو الآخر، حان وقت الاحتفال، ولو أن الألعاب ستكون منقوصة من أبرز مكوّناتها، أي الجماهير الغائبة عن مدرجات أنفق اليابانيون الغالي والنفيس لبنائها أو تجديدها. وفيما يُتوقع أن يكون هذا الأولمبياد نسخة باهتة عن الاحتفالات السابقة، يحاول المنظمون التعويض على المشاهدين بالاعتماد على تكنولوجيات بث وابتكارات متطوّرة ليتمكنوا من عيش الحدث، وسيتمكّن الرياضيون أيضاً من تلقي التشجيع من خلال شاشات عرض لمشاهد فيديو (سيلفي) مرسلة من كل أنحاء العالم، والتواصل عن طريق الفيديو مع أحبائهم بمجرد انتهاء مسابقاتهم. ولتجنّب ارتفاع عدد الإصابات، فرض المنظمون حظراً على المعانقة أو المصافحة خلال الاحتفالات بتحقيق النصر، يتعيّن عليهم ارتداء الكمامات طوال الوقت باستثناء فترة تناول الطعام، النوم أو التنافس، ويسمح لهم فقط بالتنقل بين القرية الأولمبية وباقي المنشآت الرياضية. مطبات وأفخاخ واجه الأولمبياد انتكاسات كثيرة منذ العام 2015 بعد سنتين من منحه حق الاستضافة، عندما أعيد مشروع بناء الملعب الرئيس إلى نقطة البداية نظراً لكلفته المرتفعة، فيما كبّد التأجيل نفقات إضافية بقيمة 2,6 مليار دولار، وفيما استقال رئيس اللجنة التنظيمية الياباني تسونيكازو تاكيدا في 2019 بسبب اتهامات بالرشى من أجل دعم ملف طوكيو، استقال رئيس اللجنة المنظمة يوشيرو موري بعد تلميحات مهينة بحق النساء. وتنحت وزيرة الألعاب سايكو هاشيموتو من منصبها في الحكومة، لتحلّ بدلاً من "مستر" موري. من سيكون نجم الأولمبياد؟ احتكر السبّاح الأميركي مايكل فيلبس (23 ذهبية)، وعدّاء المسافات القصيرة الجامايكي أوسين بولت (8 ذهبيات)، النجومية في النسخ الثلاث الأخيرة في بكين 2008، لندن 2012 وريو 2016، لكن مع اعتزال العملاقين، تبدو الساحة خالية لطامحين في التربّع على عرش الأولمبياد. في طوكيو، يأمل الأميركي كايليب دريسل أن يصبح رابع سباح في التاريخ يحرز سبع ذهبيات في نسخة واحدة، وتستعدّ مواطنته كايتي ليديكي، حاملة 5 ذهبيات، للغوص في الأحواض مع مهمة تحقيق رباعية تاريخية في سباقات 200 و400 و800 و1500 م، وتأمل لاعبة الجمباز الأميركية سيمون بايلز في معادلة الرقم القياسي للسوفياتية لاريسا لاتينينا بإحراز تسع ذهبيات أولمبية. وبعد تحطيمه هذا الشهر رقماً قياسياً صامداً منذ 1992 في 400 م حواجز، تتركز الأضواء على النروجي كارستن فارهولم، ومثله فعلت الأميركية الشابة سيدني ماكلافلين في المسافة عينها عندما تفوّقت على مواطنتها دليلة محمد، وبعدما فرض نفسه ملكاً لمسابقة الوثب بالزانة وتحطيم الرقم العالمي، يستعد السويدي أرمان "موندو" دوبلانتيس لتذوق طعم الذهب بعمر الحادية والعشرين. وينتظر سباق 10 آلاف متر لدى السيدات، منافسة طاحنة بين الإثيوبية ليتيسينبيت غيدي والهولندية سيفان حسن، بعد تحطيمهما الرقم العالمي في غضون يومين، ومن الرياضيين المنتظرين في طوكيو، المصنف أول عالمياً في كرة المضرب الصربي نوفاك ديوكوفيتش، ولاعب كرة السلة الأميركي كيفن دورانت، والسباح البريطاني آدم بيتي. لاعب كرة المضرب ديوكوفيتش لن يجد صعوبة في تحقيق الذهبية