في أجواء مفعمة بالإيمان والروحانية يعيش حجاج بيت الله الحرام المتاخرين اللحظات الأخيرة من رحلة الحج فيقبلون على الحرم المكي الشريف لأداء طواف الوداع ويطوفون بالكعبة المشرفة امتثالا لأمره صلى الله عليه وسلم الذي قال: (لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت)، ولا يعفى من طواف الوداع إلا الحائض والنفساء. في الوداع الاخير يقفون امام الكعبة المشرفة خاشعين لله سبحانه وتعالى وعيونهم تجهش بالبكاء على مغادرة اطهر بقاع الارض بعد ان قضوا فيها اياماً ايمانية لا تنسى ويتساءلون هل سيتكرر المشهد في السنوات المقبلة، أم انه مشهد الوداع الاخير. ويؤدي ضيوف الرحمن المتاخرين اليوم طواف الوداع وسط منظومة متكاملة من الخدمات والترتيبات التي اعدتها رئاسة شؤون الحرمين واوضح مدير الإدارة العامة للحشود والتفويج بالمسجد الحرام سعادة المهندس أسامة بن منصور الحجيلي، بنجاح خطة طواف الإفاضة والتي أتت على مرحلتين من خلال اليوم العاشر والحادي عشر من ذي الحجة. مبيناً أن خطة طواف الوداع تأتي على مرحلتين خلال يومي الثاني عشر والثالث عشر، روعي في ذلك تهيئة أدوار صحن المطاف ومطاف الدور الأرضي والأول، والبالغ عددها 25 مسارا بصحن المطاف، و4 مسارات بالدور الأرضي، و5 مسارات بالدور الأول، وتخصيص مسارات لذوي الاحتياجات الخاصة، وفق ضوابط الإجراءات الاحترازية. ويودع حجاج بيت الله الحرام اليوم الجمعة مكةالمكرمة بعد أن أتموا مناسك حجهم بطواف الوداع شاكرين الله أن اصطفاهم واختارهم لأداء هذه الفريضة لهذا العام، وسط إجراءات احترازية ووقائية وصحية عالية الدقة لضمان سلامتهم بعد أن قضوا أيام التشريق بمشعر منى حيث قاموا برمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة الكبرى ثم توجه الحجاج إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع ومن ثم المغادرة الى مناطقهم وألسنتهم تلهج بالشكر لله سبحانه وتعالى على ما منَّ عليهم من أداء مناسك الحج رافعين أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهم الله - وجميع العاملين في حج هذا العام خير الجزاء على ما قدموه من خدمات جليلة لضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وتأمين حجهم وسلامتهم. وتميزت نفرتهم الى مكةالمكرمة باليسر والسهولة وقد قامت الجهات المعنية بالحج بتوفير كافة الخدمات لتسهيل حركة الحجيج الى بيت الله الحرام وأدائهم لطواف الوداع ومن ثم المغادرة الى مناطقهم وهم سالمين غانمين.