أعلنت منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو" في أعقاب اجتماع طارئ عقدته الخميس أنّها ستفتح تحقيقاً في إجبار بيلاروسيا طائرة ركّاب كانت تعبر مجالها الجوي الأحد على الهبوط في مينسك لاعتقال صحافي معارض لنظام الرئيس ألكسندر لوكاشنكو كان على متنها. وقالت إيكاو في بيان إنّها قرّرت فتح تحقيق من أجل "تقصّي حقائق" ما حصل، مشدّدة على "أهمية إثبات وقائع ما حدث والتحقّق ممّا إذا حصل انتهاك لقانون الطيران الدولي من قبل دولة عضو في منظمة الطيران المدني الدولي، بما في ذلك اتفاقية (شيكاغو) للطيران المدني الدولي ومرفقاتها". وأضافت المنظمة أنّها تدعو "جميع الدول الأعضاء في إيكاو وسائر الأطراف المعنيين إلى التعاون مع هذا التحقيق". واتّخذت إيكاو هذا القرار خلال اجتماع مغلق طارئ عقدته هيئتها الإدارية بمشاركة أعضائها ال36، وأثار الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو غضب الغربيين الأحد حين أمر مقاتلة حربية باعتراض طائرة تابعة لشركة "راين اير" كانت تقوم برحلة بين أثينا وفيلنيوس وعلى متنها الصحافي البلاروسي المعارض رومان بروتاسيفيتش وصديقته صوفيا سابيغا اللذين اعتقلتها السلطات فور هبوط الطائرة في مينسك. وبرّرت مينسك سبب إجبار الطائرة على الهبوط بورود بلاغ بوجود قنبلة على متنها، ولكنّ الاتّحاد الأوروبي ردّ على مينسك بإغلاق مجاله الجوي ومطاراته أمام الطائرات الآتية من بيلاروس وأوصى شركات الطيران الأوروبية بتجنّب المجال الجوي لهذا البلد. وإيكاو هي هيئة تابعة للأمم المتحدة ومقرّها مونتريال، وقد اجتمعت الخميس بعدما طلبت منها الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي والولايات المتّحدة إجراء "تحقيق طارئ". ولا تملك إيكاو التي تتمثل مهمتها في وضع قواعد النقل الجوي المدني، سلطة فرض عقوبات. لكن في حال ثبوت وجود انتهاك للقواعد الدولية، فإنّ دورها يتمثل ببساطة في "مساعدة البلدان في السعي إلى ما تتوخّاه من مناقشات أو إدانات أو عقوبات، أو تدابير أخرى، بما يتّسق مع اتفاقية شيكاغو". وبيلاروس طرف في اتفاقية شيكاغو التي تنصّ على أنّ "كل دولة متعاقدة توافق على عدم استخدام الطيران المدني لأي غرض يتعارض مع أغراض هذه الاتفاقية". والأربعاء، قال لوكاشنكو في أول تصريح علني له منذ تحويل مسار الطائرة "لقد تصرّفت بشكل قانوني لحماية شعبنا"، معتبراً أنّ الانتقادات الغربية ليست سوى محاولة أخرى من مناوئيه لتقويض حكمه.