اليوم لدينا في المملكة رؤية واضحة وجلية، يحق لنا أن نتباهى بها، ونراهن عليها، ونبذل من أجلها كل الجهود لاستكمال قائمة النجاحات فيها، وهي كثيرة ومتعددة وشاملة.. اليوم يتابع العالم عن كثب ما يحققه شعبنا على أرض الواقع من إنجازات ونجاحات انطلقت من مرتكزاتها في رؤية 2030، هذه النجاجات يشار إليها بالبنان، وتُكتب في قائمة الفخر والتباهي السعودية، لتكون شاهداً على عزيمة ولاة الأمر، وإصرار الإنسان السعودي في صنع المستقبل كيفما يشاؤون. اليوم.. تحل علينا الذكرى الرابعة لبيعة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، ونحن ننعم بالكثير من النعم، في مقدمتها الأمن والأمان، فضلاً عن الخير الوفير الذي يشعرنا بالاطمئنان التام على مستقبل أبنائنا وأحفادنا.. ويقيني أن المشهد في ذكرى البيعة الرابعة مختلف عنه في مشهد الذكرى الثالثة والثانية والأولى، فكل عام نشهد تحولات جديدة وإصلاحات جذرية ومعها مشاريع تنموية عملاقة، تؤكد أن سمو ولي العهد أوفى بوعوده للجميع، وحقق المعادلة الصعبة أو بمعنى أدق «المعادلة المستحيلة» بأن تكون المملكة دولة متطورة ومزدهرة وسط ظروف دولية صعبة واستثنائية، ليس أولها انكماش الاقتصاد الدولي إلى درجة مقلقة، وتراجع أسعار النفط، وليس آخرها جائحة كورونا المدمرة لاقتصادات كوكب الأرض. ويبقى اللافت للنظر ونحن نحتفل بالذكرى الرابعة للبيعة، أننا نحتفل في وقت متزامن بالذكرى الخامسة لإطلاق الرؤية التي كان في صيف 2016، في هذه الأثناء لم يكن المواطن العادي يعي مفهوم تلك الرؤية، أو يستوعب أهدافها السامية، وما هي إلا أسابيع قليلة، وبدت الرؤية تعلن عن نفسها في صورة تغييرات جوهرية وإصلاحات اجتماعية واقتصادية شاملة، تركزت في البدء على الجوانب الإدارية والهيكلية للدولة، والاعتماد على الكفاءات البشرية القادرة على تطبيق تطلعات الرؤية وتحقيق أهدافها، واحداً تلو الآخر. أتذكر كان البعض يتساءل آنذاك كيف للمملكة أن تبني اقتصاداً لا يعتمد على دخل النفط؟، وكيف ترتقي بقطاعها السياحي والترفيهي ليكون منافساً لأكبر القطاعات المماثلة في الشرق الأوسط والعالم؟، حالة من الاندهاش وحب الاستطلاع أصابت الجميع، للتعرف في آلية تحقيق هذه الوعود الخيالية، وكان الأمير محمد بن سلمان على الموعد حاضراً، وعلى العهد محافظاً، وفاجأ الجميع بآليات محددة لتحقيق كل ما وعد به وأكثر، عندما أعلن أن الرؤية تحتاج إلى سواعد شبان وفتيات الوطن القادرين على تحويل الأحلام إلى واقع مُعاش، وعندما وزع المهام بحكمة قائد ومسؤول، يعي ما يفعل، ومرت الأيام، ولمس المواطن تباشر الرؤية، وتابعت المنظمات الدولية هذا المشهد، وأعلنت عن مولد مملكة ثالثة، متسلحة بالقوة الاقتصادية، والتطور الحضاري والنفوذ السياسي، والثقل الديني. مهما قلت في نجاحات ولي العهد خلال أربعة أعوام مضت، تولى فيها المسؤولية الصعبة، لن أوفيه حقه، فهو مهندس التغيير وأيقونة التقدم، استمد العون والدعم من خادم الحرمين الشريفين، وانطلق في رؤيته، يعمل ليلا وصباحا، حتى يحقق الإنجازات التى نراها اليوم. نجدد البيعة لسموه، ونؤكد تحالفنا وتأييدنا المطلق لرؤيته التي هي بمثابة خارطة طريق لإعادة بناء المملكة، ودعم اقتصادها، ونحن على الوعد والعهد محافظون. * المدير التنفيذي لشركة «مجموعة سمنان القابضة»