تعتبر المملكة العربية السعودية الإنسان هدف التنمية وهو في ذات الوقت وسيلتها فضربت المملكة أمثلة كثيرة في سبيل المستقبل الأخضر للمواطن والمقيم على حد سواء، من خلال تنفيذها للمشاريع البيئية في جميع أراضيها كالمحميات والزراعة ومقاومة التصحر وبناء المدن الذكية، كما سنت القوانين الزاجرة والرادعة، وشجعت على الاستثمار الأخضر لتحقيق اقتصاد أخضر وتنمية مستدامة. ولقد حظي الإنسان في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بالعناية والرعاية. فمن أجله التنمية وبه تكون. وما تلك القطاعات والوزارات والهيئات ومكونات المجتمع المدني إلا دليل على ذلك. وعلى الرغم من الآثار الاقتصادية والصحية المدمرة التي خلفتها جائحة كوفيد 19 على المستوى العالمي فإنها ولله الحمد لم توقف عجلة الاقتصاد ولم تتأثر المشاريع التنموية في المملكة، واستمرت في تنفيذ خططها وفق ما رسم لها. وبالأمس القريب تحت رعاية سمو ولي العهد الأمين افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة بحضور سمو أمير منطقة الجوف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز مشروع سكاكا للطاقة الشمسية الذي يعد بداية الطاقة المتجددة في المملكة والتي تبلغ سعته الإنتاجية 300 ميجاواط. وتفقد سموه محطة دومة الجندل لطاقة الرياح وتم توقيع اتفاقيات شراء الطاقة لسبعة مشاريع أخرى للطاقة المتجددة في مختلف مناطق المملكة مع خمسة تحالفات استثمارية مكونة من اثنتي عشرة شركة سعودية ودولية. وأشار سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى أن هذه المشروعات حققت أرقاماً قياسية عالمية جديدة تمثلت في تسجيل أقل تكلفة لشراء الكهرباء المُنتجة من الطاقة الشمسية في العالم، حيث بلغت تكلفة شراء الكهرباء من مشروع الشعيبة 1.04 سنت أمريكي لكل كيلو واط. وهذه المشروعات تعد تطبيقا عمليا لرؤية المملكة 2030م وهذا ما يمثل تحول المملكة من استهلاك الوقود السائل إلى الغاز والطاقة المتجددة الأمر الذي يجعلها «علامة فارقة» في مسيرة قطاع الطاقة، وأوضح سمو وزير الطاقة أن هذه المشروعات تتم بدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظهم الله-. وأكد سمو ولي العهد قبل عدة أسابيع من خلال الإعلان عن مبادرتين: مبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط والتي تُبيّن للعالم إصرار المملكة على مواصلة الوفاء بالتزاماتها في إطار اتفاقيات حماية البيئة ومكافحة التغيُّر المُناخي، ودورنا الريادي في استقرار الطاقة وستواصل هذا الدور لتحقيق الريادة في مجال الطاقة المتجددة لتكون مركزا عالميا للطاقة التقليدية المتجددة خلال 15 عامًا، لتحقيق هذا الهدف وبناء مستقبل أخضر، تسارعت بلدان العالم إلى رفع شعارات مختلفة تتعاضد من خلالها مع المنظمات العالمية وعلى مختلف الأصعدة لكسب هذا الرهان والفوز بقصب السبق والتي تتسق مع مبادرتي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. والمملكة من خلال قطاعاتها الحكومية والهيئات والجامعات والمراكز العلمية هي إحدى الدول التي تحتفل باليوم العالمي للملكية الفكرية كل عام، والذي يصادف قرار تأسيس المنظمة (wipo) وهو توعية للجمهور بأهمية الملكية الفكرية حيث كان اختيار عنوان اليوم والموضوع لعام 2020م «المستقبل الأخضر» فالجميع على دراية بحماية الملكية الفكرية والمملكة منذ انضمامها تحتفل بهذا اليوم العالمي وعلى تعزيز نظام براءات الاختراع والابتكار، وتطوير ونشر تكنولوجيات صديقة للبيئة تمكننا من معالجة أزمة المناخ وبناء مستقبل أخضر، وكيف يمكن للتفكير في التصميم وحقوق التصاميم أن تدعم الاستخدام الأمثل للموارد وتمكّن المصممين من استثمار وقتهم ومواهبهم في إبداع منتجات مفيدة وجذابة وصديقة للبيئة. كما تدرس المملكة كيف تدعم العلامات التجارية وغيرها من علامات التعريف، وصعود ونمو الأعمال القائمة على مبادئ الاستدامة البيئية، وكيف تمكّنها من تقديم مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات الصديقة للبيئة. ضمان مساهمة المشاريع الفردية والمؤسسات والقطاعات الاقتصادية خاصة قطاع الطاقة في خفض انبعاثات غازات وكذلك الدفيئة، مع مبادرات لتحقيق أماكن عمل خضراء. وقد تبيّن أن الأسواق الخضراء ازدهرت وأن التحول حقق أكبر تقدم حيثما توافر دعم سياسي قوي ومتواصل على أعلى مستوى، بما في ذلك الأهداف والغرامات والحوافز، مثل معايير كفاءة الأبنية والأجهزة المنزلية، والأبحاث والمشاريع التنموية. لتتحقق أهدافنا ونصل إلى درجة عليا من المستقبل الأخضر يجب علينا تحفيز الابتكار والإبداع بشكل كبير وإشعار المبدعين والمبتكرين بأن حقوقهم ملكهم وكذلك توعية المجتمع المدني بحماية البيئة. ولعل إحداث وزارة البيئة في هذا العهد الزاهر يمثل أهمية قصوى للعمل على رفاهية الوطن والمواطن ومواكبة المجتمع الدولي لبناء تنمية قطاع الطاقة والكهرباء لخلق اقتصاديات خضراء ومستقبل أخضر و(طاقة متجددة ومملكة خضراء) تعم الشرق الأوسط وتحقق الأمن والسلام والاستقرار الدائم بإذن الله.