لم يكتفِ المغربي عبدالرزاق حمدالله بسوء مستوياته وغيابه عن التأثير الإيجابي على فريقه هذا الموسم، بل تخلى حتى عن كونه النجم الذي من المفترض أن يكون قدوة للنشء في كيفية التعامل مع حالات الفوز والخسارة. آخر تصرفات هداف الفريق "الأصفر" كانت في مواجهة فريقه أمام الفيصلي وهي تصرفات لا تليق بنجم كبير وهداف تاريخي لفريقه، لكن يبدو أن المهاجم المغربي اعتاد واستمرأ الخروج عن النص في ظل الصمت المطبق للجنة الانضباط التي لا تتصرف كما ينبغي حين تتعلق المخالفات بأسماء تتمتع بحصانة جماهيرية وإعلامية وكأن اللجنة تفضل وضع الملفات في الأدراج في انتظار قضية أخرى. لا يحتاج حمدالله لتدخل لجنة الانضباط على مستوى اتحاد الكرة فحسب، بل حتى داخل ناديه، إذ تؤكد الأرقام والمستويات التي يقدمها أنه أصبح عبئاً وحملاً ثقيلاً على الفريق، علاوة على عدم انضباطه وضعف لياقته البدنية وشروده الذهني وثقل حركته، والتي بالتأكيد تعود لتراجع جديته والتزامه كلاعب محترف. من الواضح أن النجم المغربي كان يتصرف كما يشاء وكأنه أقوى من إدارة الكرة وإدارة النادي السابقة، لكن الإدارة الجديدة بقيادة مسلي آل معمر ستكون مطالبة بالحفاظ على تركيبة الفريق "الأصفر" وهويته وانضباطية لاعبيه، والأكيد أن الحديث عن الانضباطية يقود للتساؤل حول قدرة آل معمر على إعادة كل لاعب ضخّم الإعلام والجماهير قيمته إلى وضعه الطبيعي كعنصر ضمن منظومة واحدة. الأكيد أن النصر أكبر من حمدالله، والدليل أن حضور الشاب رائد الغامدي كان إيجابياً بالأرقام وحتى على المستوى الفني، والأكيد أيضاً أن اعتقاد بعض اللاعبين أنهم أقوى من الإدارة والمدرب كما في حالة حمدالله وقبله السوري عمر السومة يقود إلى المزيد من المشكلات والتراجع في أداء المنظومة ككل. لا أظن أن مثل هذا الملف يغيب عن إدارة النصر، وهي فرصة للتعامل مع حمدالله بمنطق ووضوح خصوصاً أن اللاعب لم يعد يحظى بالحصانة الجماهيرية التي كان يتمتع بها قبل عامين، فضلاً عن أن أي موقف للإدارة الجديدة في ظل تراجع النتائج سيقابله تأييد جماهيري وإعلامي، وهي التي لقيت دعماً شرفيا غير مسبوق عند ترشحها.