تظل البيئة هي المحيط الدائم حولنا والذي نعيش فيه ونتعايش معه، وتتفاعل أجسادنا والكائنات الحية الأخرى فيها، إذ تمثل أهميتها أولوية في صحتنا وصحة غذائنا وحياتنا اليومية. ومع التطور الإنساني الكبير الذي يعيشه عالم اليوم أصبح الحفاظ على البيئة حاجة ومطلباً مهماً وضرورياً، حيث يمثل الاستمرار في نفث الغازات السامة والنفايات على اختلاف أشكالها تهديداً كبيراً لكوكب الأرض. لقد تعرضت البيئة في فترات سابقة إلى الكثير من التهديدات التي ساهمت في ارتفاع درجة الحرارة والتصحر وتلوث الهواء على مختلف مستوياته في أنحاء العالم ونحن جزء من هذا العالم حيث إن تأثير الإضرار بالبيئة لدينا أصبح أشد بسبب طبيعة المناخ والأرض الصحراوية التي تقل معها مصادر المياه. إن مبادرة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - في تبني استراتيجية زيادة الغطاء النباتي الأخضر وخفض نسب الانبعاثات تمثل نقلة نوعية في تحسين جودة الحياة وزيادة الغطاء الأخضر الذي يساهم في خفض درجات الحرارة وإعادة التوازن البيئي والحفاظ على بيئة صحية مثالية لحياة الإنسان. وتعد حماية أكثر من 30 ٪ من الأراضي في المملكة وفقاً للمبادرة وخفض انبعاثات الكربون ب4 ٪ من الإجمالي العالمي قبلة الحياة للأرض والمجتمع في ظل تفاقم أزمة الكربون العالمية، والعمل على تفعيل الطاقة النظيفة والمستدامة سوف يكون له تأثير إيجابي جداً على الأجيال القادمة، وهي مسؤولية يجب علينا أن لا ندخر وسعاً في توفير بيئة صحية وآمنة للمستقبل. إن الاستدامة والطاقة النظيفة عوامل مهمة جداً في رفع مستوى جودة الحياة وخفض التكاليف الناتجة عن تقديم الرعاية الصحية التي تسببها ملوثات البيئة المختلفة وتعزيز نمط الحياة الصحية. في بيئتنا الصحراوية شديدة الجفاف ليس أمامنا خيار إلا التحول الأخضر للغطاء النباتي الذي يعمل على إعادة التوازن البيئي والقضاء على التلوث والمساهمة في خفض الانبعاثات الضارة. ولا يقل دور المجتمع أهمية في المحافظة على البيئة وزيادة رقعة الغطاء النباتي الأخضر والمساهمة الفعالة في الحفاظ على البيئة الطبيعية وحماية الحياة الفطرية من خلال التعاون مع الجهات المعنية كمسؤولية اجتماعية مشتركة. كما يساهم التحول الرقمي بالتعاملات في ضمان جودتها وسرعة الإنجاز وسهولة التواصل فإن التحول الأخضر يساهم في إعادة الحياة الطبيعية المتوازنة إلى البيئة وضمان بيئة صحية لمستقبل الأجيال القادمة ويعزز من أهمية الوعي البيئي ومخاطر الإضرار بالبيئة، وكذلك يساعد في خلق فرص للسياحة الخضراء التي تعد مستقبلاً كبيراً ومشرقاً للسياحة العالمية إذ تعمل تلك البرامج السياحية على وجود فنادق ومنتجعات سياحية خضراء صديقة للبيئة من خلال تفعيل منظومة استهلاك صديقة للبيئة واستغلال الموارد الطبيعية والعمل على استهلاك الطاقة النظيفة وإعادة تدوير المواد للمساهمة في المحافظة على البيئة والاستدامة الاقتصادية من خلال تنويع الفرص السياحية في المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030.