يشهد القطاع العقاري في منطقة القصيم نمواً ملحوظاً، أثمر عن حركة نشطة في مشاريعه المختلفة، وخاصة مشاريع السكن، التى أعلنت عن نفسها بدعم من وزارة الإسكان، في مسعى منها إلى توفير منتجات الدعم السكني لأهالي المنطقة. ويوماً بعد آخر، بات السوق العقاري في القصيم خياراً استثمارياً ناجحاً لارتباطه بعامل نجاح حيوي ومهم ضمن منظومة متوالية مع النمو السكاني، الذي تتميز به المنطقة. وخلال الفترات الأخيرة، استقبل القطاع ذاته المزيد من الاستثمارات المحلية من مستثمرين عقاريين قدموا من خارج المنطقة، بعدما رأوا أن سوق القصيم حافل بالمزيد من الفرص المغرية، القادرة على تحقيق كامل تطلعاتهم المستقبلية، وزيادة أرباحهم. يضاف إلى ما سبق، وجود مستثمرين، فضلوا ضخ أموالهم في سوق العقار بالقصيم، بدلاً من ضخها في سوق المال، ليس لسبب سوى أن نشاط العقارات في القصيم بدا واضحاً اليوم أكثر من أي وقت مضى، كما أن أرباحه شبه أكيدة، مقارنة بأرباح سوق المال المتذبذب في أغلب الأحيان. وارتبطت المساهمات العقارية بذاكرة ربحية في أذهان المستثمرين، كما أثبتت نجاحها على مساحة واسعة من المساهمات المطروحة في المنطقة. كل هذه المعطيات تغري المستثمر، وإن كانت في كثير من الأحيان، لا تستطيع أن تفصلها عن بعضها البعض، لأن المطور يسعى دوماً إلى أن يبنى جسوراً من الثقة مع المستثمر. بريدة تتصدر ملامح النمو العقاري في القصيم بدت جلية وواضحة، بل ومتسارعة في تداول الأراضي المخصصة للبناء، مع اعتدال أسعارها، مع تعزيز الاستثمار في التأجير للقطاعين السكني والتجاري، وذلك بسبب النمو السكاني المتزايد في المدينة. وتضم منطقة القصيم مدناً كثيرة، تتميز بنسبة نمو سكاني عالية على مستوى المملكة؛ وهو ما يفسر نشاط الحركة العقارية الملحوظ وازدهارها. وتصدرت بريدة مشهد العقار في القصيم، من خلال عمليات متزايدة لبيع وشراء الأراضي والمساكن لأغراض الحاجة، وإقامة مشاريع سكنية وتجارية للادخار والمتاجرة. وشهدت مخططات شمال بريدة تداولاً كبيراً، مثل حي الحمراء والنهضة والريان والأفق والروضة وسلطانة وقرطبة والصديق ومخطط الأمانة وغيرها. وتعتبر أحياء بريدة الشمالية الأكثر رغبة لكثير من السكان والمستثمرين، وذلك لعدة عوامل، أهمها حداثة الأحياء، ووجود المرافق، وانتقال الأجهزة الحكومية بهذا الاتجاه. وتتراوح أسعار المتر المربع للقطعة السكنية في تلك الأحياء من 400 ريال إلى 1500 ريال . وأسعار المتر للقطع الاستثمارية (التجارية) من 1000 ريال إلى 8000 ريال، وهو ما شجع الكثيرين على شراء ما يحتاجون إليه من أراض، وبناء مشاريع السكن عليها. في الوقت نفسه انتعشت حركة العقارات في أهم الشوارع التجارية ببريدة، مثل طريق الملك عبدالعزيز، وطريق الملك عبدالله وطريق عثمان بن عفان، وطريق الملك فهد، وطريق عمر بن الخطاب، وطريق علي بن أبي طالب، وطريق أبي بكر الصديق والدائر الشمالي. رؤية واضحة ويتسلح قطاع التطوير العقار في القصيم برؤية واضحة، تعتمد على تشييد مشروعات تواكب حجم ونوعية الطلب الاستثماري السكني والتجاري في المنطقة، تحت مظلة رؤية 2030 التي أولت القطاع العقاري الكثير من الاهتمام في عموم المملكة، بعدما راهنت عليه الرؤية في أن يكون أحد الأحصنة السوداء في يراهن عليها الاقتصاد السعودي. وخلال الفترة الأخيرة، شهدت القصيم، سلسلة مشروعات عقارية منوعة، استطاعت إيجاد بيئة استثمارات جديدة، ومبتكرة في المنطقة، وتلبي هذه المشاريع احتياجات المنطقة السكنية، إذ استطاع القطاع تحقيق نتائج باهرة خلال فترة قصيرة، ضمن الجهود لتوفير احتياجات المستهلك. النمو الحاصل في قطاع المنطقة حالياً، نجح في تعزيز مقدرات السوق، ودفع مسيرته إلى الأمام، وأسهم في نضج السوق أكثر مما كان عليه الوضع، وبخاصة في القطاع السكني، الذي بدأ يشهد انتعاشة ملحوظة. جهود الغرفة لا يمكن تجاهل الجهود التي تبذلها الغرفة التجارية الصناعية في القصيم، ممثلة في اللجنة العقارية فيها، لمعالجة المعوقات التي تواجه قطاع العقار، وعلى وجه الخصوص تحديات شركات التطوير العقاري في المنطقة، والمشكلات التي تعيق نشاط القطاع، بهدف الارتقاء بمنتجاتها، وكثيراً ما سعت برامج اللجان القطاعية في الغرفة إلى المواءمة بين الحاضر، واستشراف المستقبل، وتوفير الاحتياجات التدريبية لتجويد خدمات قطاع الأعمال، بما يتماشى مع برنامج التحول الوطني ورؤية المملكة 2030، والمساهمة في تطوير أداء قطاع التطوير العقاري في المنطقة. وأظهرت شركات التطوير العقاري قدرة فائقة على إدارة المنشآت والأدوات المستخدمة في التعرف على العرض والطلب، ومجالات تطوير التدريب العقاري والخطوات التنفيذية لاستكمال مراحله وتطبيق مفهوم إدارة المشاريع. وكان لدى هذه الشركات المعرفة والتصور الكاملين عن حجم المستهدف في المنطقة، والعوائد الاستثمارية التي من الممكن أن تحصل عليها، والأمر نفسه كان لدى مستثمري المنطقة، الذين كانوا يعون تماماً أين يحطون رحالهم. وأسهمت المشاريع العقارية في بريدة، في سد الفجوة قدر الإمكان بين العرض والطلب. مناسبات عقارية وشهدت القصيم في السنوات الأخيرة مناسبات عقارية مهمة، مثل المعارض التي اعتبرها الكثيرون دلالة أكيدة على زيادة حجم الاستثمار العقاري في المنطقة، الذي يزيد اليوم على 20% من حجم الاستثمار على مستوى المملكة، وكانت هذه المعارض بمثابة فرصة لعرض المشاريع العقارية الجديدة، والفرص الاستثمارية المتاحة في المنطقة التي تشهد نمواً مطرداً وتزايداً مستمراً. كل هذه المشاهد، تشير إلى أن قطاع العقار في المنطقة، مقبل على مرحلة جديدة، تتسم بالحيوية الاستثنائية، والنشاط الملحوظ، والقدرة على تغيير وجه المنطقة من خلال إقامة مشاريع عقارية نوعية، تؤكد لمن يهمه الأمر أن استراتيجية سوق العقار في القصيم، وتحديداً في بريدة، ناجحة بما فيه الكفاية، ما يعزز مواصلة النهج ذاته حتى النهاية.