دعا وزير الصحة الألماني ينس شبان مجددا إلى توخي الحذر في ضوء تطور أعداد الإصابة بفيروس كورونا. وقال الوزير أمس الجمعة في برلين: "الفيروس لن يستسلم بسهولة"، مشيرا إلى أنه إلى جانب الطفرات المثيرة للقلق. وأعرب شبان عن تفهمه إلى الحاجة لإنهاء الإغلاق، مؤكدا في المقابل ضرورة توخي الحذر والحيطة عند اتخاذ مثل هذه الخطوة حتى لا يتعرض ما تم إنجازه للخطر. كما أشار الوزير إلى ضرورة زيادة وتيرة التطعيمات بقوة، واستخدام الاختبارات السريعة، والاختبارات الذاتية، على نطاق واسع اعتبارا من مارس المقبل. وفي الأيام السابقة، لم يكن هناك انخفاض واضح في معدل الأيام السبعة الماضية. وتسعى الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات إلى خفض المعدل لأقل من 50 إصابة. ولا تعتزم السلطات اتخاذ خطوات واسعة النطاق في إعادة الفتح إلا عند انخفاض المعدل لأقل من 35 إصابة. ويتوقع معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض مزيدا من التفشي في إصابات كورونا خلال الأسابيع المقبلة. وقال رئيس المعهد، لوتار فيلر، في برلين أمس الجمعة: نحن على أعتاب نقطة تحول مجددا، على الأرجح. وذكر فيلر أن هناك استقرارا في عدد الإصابات الجديدة في كثير من الولايات، لكن الأعداد لا تزال عند مستوى مرتفع للغاية. وقال: "لا نعرف على وجه التحديد بعد ما إذا كانت المتغيرات المثيرة للقلق تلعب دورا في ذلك"، موضحا أن نسبة الإصابات بمتغير كورونا "بي 1.1.7" تزيد بوتيرة سريعة. ولذلك، توقع فيلر مزيدا من التفشي خلال الأسابيع المقبلة حتى بين الشباب، وقال: "سيكون هناك المزيد من الإصابات بين الشباب والمراهقين والأطفال". وأضاف: "علينا أن نكون مستعدين لحقيقة أن هذا سيجعل مكافحة الجائحة أكثر صعوبة"، موضحا أنه سيصبح من الصعب تحقيق هدف انخفاض معدل العدوى، وقال: "كل تخفيف طائش في القيود يسرع انتشار الفيروس ويعيدنا للوراء. بذلك سنكون في غضون أسابيع قليلة بالضبط حيثما كنا في رأس السنة". وناشد فيلر المواطنين الألمان مجددا الحد من الاختلاط، والالتقاء بالخارج، إن أمكن، وعدم السفر، وارتداء الكمامات "في المكتب وفي السيارة وفي وسائل النقل العام"، وأوصى بقبول عروض التطعيم، مؤكدا أن جميع اللقاحات في ألمانيا آمنة وفعالة ووقائية. وذكر فيلر أن الفيروس "يحقق قفزات كبيرة ولا ينبغي لنا العودة إلى الوراء." ومع ذلك، أكد فيلر أن جميع التدابير الاحترازية تساهم في تحجيم المتغيرات الجديدة، مشيرا إلى أنه لا يوجد لذلك سبب للإحباط. إلى ذلك رحبت منظمات تنموية في ألمانيا بتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بدعم حملة التطعيم العالمية ضد فيروس كورونا بأربعة مليارات دولار. وقال شتيفان إكسو -كرايشر، مدير منظمة "وان" التنموية، الجمعة: "هناك رياح جديدة تهب من واشنطن"، مضيفا أن بايدن بتعهده وعودة بلاده إلى منظمة الصحة العالمية يرسل "إشارتين مهمتين" وهما أن "الولاياتالمتحدة تعود إلى المسرح السياسي العالمي: وأنه لا يمكن كسب المعركة ضد الجائحة إلا سويا". كما رحبت منظمة مساعدة الأطفال "وورلد فيجن" بتعهد بايدن المالي، لكنها نصحت باتباع نهج أوسع مع تعزيز طويل الأجل للنظام الصحي في البلدان الفقيرة من أجل الاستعداد بشكل أفضل في المستقبل. وقالت المتحدثة باسم المنظمة، سيلفيا هولتن: "التفشي الجديد لإيبولا في غرب إفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية يكشف أننا متأخرين في معالجة المشكلة". كما دعا إكسو-كرايشر إلى "الابتعاد عن سياسة القومية في التطعيم"، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة قامت بتأمين عدد من الجرعات أكثر مما تحتاج، وقال: "لسوء الحظ، ما زالت سياسة "أميركا أولاً" سارية لدى بايدن هنا - وهذا أمر خطير"، موضحا أن هذا النهج يؤدي إلى حدوث عجز في اللقاحات ويجعل من الصعب على البلدان الفقيرة الحصول عليها، وقال: "لسوء الحظ، هذه هي أفضل وصفة لإطالة أمد الجائحة". وتعهد بايدن مساء الخميس بالمساهمة بنحو أربعة مليارات دولار لدعم برنامج "كوفاكس" لتوزيع اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بشكل عادل بين الدول الغنية والفقيرة. من جانب آخر قال مسؤولون هنود الجمعة إن السلطات في ولاية ماهاراشترا، غربي البلاد، وفي مومباي، المركز المالي للهند، فرضت إجراءات جديدة، وإغلاقا جزئيا، في ظل عودة ظهور إصابات بفيروس كورونا في المنطقة. وسجلت الهند أكثر من 10 ملايين و900 ألف حالة إصابة، تحتل بها المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدة في حصيلة العدوى العالمية، لكن الجائحة بلغت ذروتها في البلاد في منتصف سبتمبر، ثم أعقب ذلك تباطؤ معدلات الإصابة بشكل ملحوظ. وشهدت حالات الإصابة بالفيروس مسارا تصاعديا في ولاية ماهاراشترا وعاصمتها مومباي، حيث سجلت الولاية 5427 حالة جديدة الجمعة، وفقا لوزارة الصحة الاتحادية. وأفادت صحيفة "تايمز أوف إنديا" بأن الإصابات زادت بنسبة 47 % خلال الأيام السبعة الماضية، وبأن هذه أعلى حصيلة يومية للعدوى خلال 78 يوما. وقال إقبال سينإ شاهال، مفوض بلدية مومباي، إنه سيتم ملاحقة المواطنين الذين يخالفون قواعد العزل المنزلي، وأيضا حفلات الزفاف والتجمعات العامة. وذكر مسؤولون إن منطقة "يافتمال" أعلنت تطبيق صارم للقيود، بما في ذلك الإغلاق، خلال عطلة نهاية الأسبوع لاحتواء انتشار الفيروس. وفي مومباي، تم تعيين 300 موظف قضائي لاتخاذ إجراءات ضد الركاب الذين لا يرتدون الكمامات، في شبكة القطارات المزدحمة.