عقب 105 دقائق من الاستجواب، وفي قرار قابل للاستئناف، عاقبت لجنة الانضباط والأخلاق باتحاد كرة القدم السعودي، المدير التنفيذي لنادي النصر، حسين عبد الغني، بشكل مؤقت عن مرافقة الفريق الأول لكرة القدم، وحرمان رئيس نادي الشباب خالد البلطان من دخول الملاعب أثناء وقت المباريات لمدة 15 يومًا قابلة للتمديد، من حضور المباريات، لحين اكتمال التحقيقات والاستماع لكافة الأطراف والفصل في الأحداث المثيرة للجدل التي شهدها ديربي الرياض بين النصر والشباب بملعب «مرسول بارك». السيناريو الدراماتيكي الذي وقعت أحداثه خلال ديربي الرياض تضخم على نحو متسارع مثل كرة الثلج، بصورة قد تكرث لكثير من الانفلات بالساحة الرياضية ما لم تقابل بكثير من الحزم والصرامة، فأبعاد القضية لا تتوقف عند حدود أزمة اتهامات استخدام لفظ عنصري داخل الميدان، وإنما يشمل التحقيق في مشهد دخيل على ملاعب المملكة. بدأت الواقعة بتوجيه الإهانة العنصرية من قبل حسين عبد الغني، المدير التنفيذي لنادي النصر، تجاه البرازيلي سيبا مهاجم الليوث، عقب وصف اللاعب ب«القرد»، أثناء خروجه من الملعب، في الدقيقة 89 من أحداث المباراة التي جمعت بين الفريقين ضمن الجولة ال18 من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، والذي انتهت على إيقاع خسارة قاسية لفارس نجد برباعية من دون رد. ليدخل خالد البلطان رئيس نادي الشباب، هو الآخر في مشادة من المدرجات مع دكة بدلاء فريق النصر، مدافعًا عن لاعبه لما تعرض له من هجوم، ليقرر بعدها الطرفان تبادل الشكاوى أمام لجنة الانضباط والأخلاق بالاتحاد السعودي. ورغم أن الأحداث التي وقعت خلال ديربي الرياض تحمل العديد من المشاهد الملتبسة، إلا أنها تمت أمام ناظري مراقب المباراة وحكم الساحة ومقيم الحكام والحكم الرابع، ولم يقم أي من هؤلاء المسؤولين بتدوين ما تم الاتهام به في شكاوى الناديين. فوفقًا للتقرير الذي كُتب عقب المباراة، أشار الحكم تركي الخضير إلى نشوب مشادة كلامية بين الطرفين ولم يذكر أي تفاصيل بشأن إساءة حسين عبد الغني لمحترف الليوث البرازيلي سيبا، في حين لم يدون مراقب المباراة أي شي عن ذلك واكتفى بكتابة «الشبابيون يدعون أنه تلفظ عنصرياً وأنا لم أسمع شيئاً» خلال تقريره. العقوبات التي صدرت من لجنة الانضباط والأخلاق اتسمت بالنعومة ولن تمثل رادعًا أمام تكرار مثل هذه التصرفات، فمثل هذه الأحداث تستلزم عقوبات صارمة، ولابد من الضرب بيد من حديد تجاه مرتكبيها لوأد تلك المظاهر في مهدها وحتى لا يكون لها تبعات في الجولات القادمة من عمر الدوري. من جانبه، أكد حسين عبد الغني أنه سيرفع دعوى تشهير وإساءة في النيابة العامة ضد رئيس مجلس إدارة نادي الشباب خالد البلطان، والبرازيلي سيبا، فيما لوح اللاعب باللجوء إلى الاتحاد الدولي «فيفا»، في حالة عدم إنصافه والحصول على حقه، بينما بعثت إدارة نادي النصر برئاسة صفوان السويكت خطابًا رسميًّا إلى وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، كما تقدمت بشكوى إلى لجنة الانضباط والأخلاق تطالب فيه بالتدخل في الاتهامات الموجهة لمديرها التنفيذي حسين عبد الغني، مؤكدة أن ما حدث يعتبر اتهامًا باطلًا ومسيئًا. وتجاهل حسين عبد الغني قرار إيقافه الصادر من لجنة الانضباط والأخلاق باتحاد الكرة، ليصر على السفر مع بعثة فريقه النصر إلى الدمام لمواجهة القادسية في الجولة ال19 من عمر الدوري. حسين عبد الغني صاحب ال43 عامًا امتلك تاريخًا مميزًا مع كرة القدم على المستوى المحلي والدولي استمر لنحو 25 عاماً شارك خلالها مع المنتخب السعودي في ثلاث نهائيات لكأس العالم، وتم اختياره مرتين كأفضل لاعب في المنتخب السعودي. بدأ عبد الغني مسيرته لاعبًا في النادي الأهلي، واستمر في الملاعب طويلًا، قبل أن يمر مشواره بعدد من التنقلات، بدأ بتجربة الاحتراف الخارجي في صفوف نيوشاتل السويسري، ثم العودة مجدداً للكرة السعودية عبر بوابة النصر، ثم العودة لخوض تجربة احترافية في بلغاريا، قبل عودته لنادي أحد في السعودية، وختام مشواره الكروي مع فريقه الأهلي. وبعد اعتزاله اللعب، وفي أعقاب استقالة الحلافي، أعلن النادي النصراوي تعيين عبد الغني مديراً تنفيذياً لفريق كرة القدم بالنادي، حيث سبق لعبد الغني خوض تجربة احترافية سابقة في صفوف فريق النصر، حقق خلالها لقب بطولة دوري المحترفين السعودي. وبالعودة إلى الماضي القريب لم تكن تلك الواقعة المثيرة للجدل، الأولى من الأزمات في تاريخ اللاعب السابق حسين عبد الغني والمدير التنفيذي الحالي لنادي النصر، بل سبقتها العديد من الوقائع ليتحول من خلالها اللاعب من قمة مدرسته الكروية الممتعة ليذهب إلى مدرسة أخرى.. مدرسة المُشاغبين في الكرة السعودية. خالد البلطان سيبا تعرض للإيذاء