ليس هناك أدنى شك بأن مجال الذكاء الاصطناعي تفوق وأثبت جدارته في تحويل المستحيل إلى واقع محقق. بجانب ذلك تميز في قدرته على الاندماج مع باقي المجالات ليضفي لها القدرة الفائقة في معرفة مستقبل بياناتها، ولنستعرض ما قدمه مجال الذكاء الاصطناعي في العام 2020م، بعد أن أسدى خدمات جليلة للعالم أجمع، ففي مجال الطب قام الباحثون في مجال الطب بالتعاون مع باحثين في مجال الذكاء الاصطناعي بالكشف عن فايروس «كوفيد - 19» وتحديد نوع سلالته الجينية ومدى تحوره في كل فترة زمنية، وأخيرا تفعيل عدد من اللقاحات المناسبة عبر إجراء الكثير من التجارب السريرية. أما من ناحية الخدمات العامة فقد انتعشت مواقع التسوق الإلكتروني فمن خلاله تم تحفيز شركات الشحن في نقل البضائع وإيصالها إلى أصحابها. إضافة إلى ذلك تم إطلاق تطبيقات توصيل الطلبات للمنازل والتي أسعفت وبشكل عاجل في خدمة المواطنين في فترة منع التجول، فعلى سبيل المثال نجد تطبيقات «مرسول وشقردي» وغيرهما قد سهلوا الكثير من العوائق في ظل جائحة فايروس «كوفيد - 19». وفي مجال التعليم، فقد اعتمدت المؤسسات التعليمية على منصات التعليم عن بعد والتي تعمل على خوارزميات الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال أغلب المؤسسات التعليمية الآن تستخدم منصة الاتصال المرئي زوم «Zoom» في تفعيل محاضراتها واجتماعتها وغيرها من المهام الأخرى التي تتطلب الحضور المرئي. وفي العام 2021م بدأنا نشهد تغييرات جديدة وجلية في مجال تقنية الذكاء الاصطناعي. ففي مطلع العام أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود عن إطلاق مدينة ذا لاين وهي جزء من مشروع ذا لاين، وهي عبارة عن مدينة طبيعية ذكية مبنية على أسس الهندسة المجتمعية معززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي تمتد بطول 170 كلم، وهي خالية من الانبعاثات الكربونية ومن ازدحام المركبات. إنجازات استثنائية في حقبة مميزة تحقق أهداف رؤية المملكة 2030م، في ظل ازدهار القوة البحثية بالمملكة تتجلى أهمية تأسيس مركز بحثي متخصص في مجال الذكاء الاصطناعي تحت مظلة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»؛ لأن هذا ما سيجعلنا قادرين على مواكبة مجريات التطور العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي مما يدعم رؤية المملكة في مجال البحث العلمي.