خُلق الإنسان وهو معرض للابتلاء والمرض فقد يكون المرض جسديا أو روحيا أو نفسيا.. لذا يجب عليه أن يستجيب لهذا الابتلاء وأن يكون لديه رصيد من الإيمان بالقضاء والقدر وألا يهمل العلاج فإن النفس أمانة يجب صيانتها، ويجب ألا يستسلم للأفكار السلبية السائدة بالمجتمع عن الإصابة بالمرض النفسي. وقد توصلت دراسة سعودية حديثة إلى أن 17 % فقط ممن يعانون اضطرابات نفسية شديدة يتلقون العلاج اللازم، فيما لا يسعى 83 % من المرضى للحصول على أي استشارة نفسية أو خدمات علاجية، ويرجع ذلك إلى نظرة المجتمع للمرض النفسي بأنه وصمة عار.. لذا يخشى أغلب المصابين بالاضطرابات النفسية من اللجوء إلى مختصين للعلاج خوفاً من نعتهم بالمرضى النفسيين، مما يفاقم من سوء الحالة وتزداد عدد الانتكاسات التي تصاحب المريض النفسي، فواحد من بين أربعة أشخاص يصاب باعتلالات نفسية مرة واحدة طوال حياته على الأقل، كأن يصاب بالاكتئاب أو القلق أو اضطراب الهلع على سبيل المثال. ومن الأفكار السائدة الخاطئة أن الأدوية النفسية هي أدوية مخدرة وتسبب الإدمان، مما يجعل المريض يمتنع عن تناول العلاج، والجدير بالذكر أن العلاج النفسي قد لا يستوجب تناول الأدوية في بعض الحالات فقد يكون العلاج الأنسب لها هي جلسات العلاج السلوكي المعرفي، لذلك يجب زيارة المختص النفسي لتحديد نوع العلاج. وتقع مسؤولية النظرة السلبية القاصرة عن العلاج النفسي على المؤسسات الإعلامية والاجتماعية فيجب عليها زيادة الوعي داخل المجتمع بحقيقة التطور في مجال الصحة النفسية لإزالة الوصمة الاجتماعية المرتبطة بها. فالأمراض النفسية لا تختلف عن الأمراض الجسدية العضوية، بل إن معظم الأمراض العضوية مثل الضغط والسكري والتهاب القولون العصبي وغيرها قد تنشأ نتيجة الضغوط النفسية كما بينت دراسات أن هناك ارتباطاً كبيراً بين الأمراض العضوية والأمراض النفسية، وبين ضغوط العمل والضغوط الأسرية وبين الاضطرابات النفسية. ويجب علينا ألا نخجل من استشارة المختص النفسي عند مرورنا بأزمة نفسية - لا سمح الله - وأن نتذكر دائماً أنه لا يوجد صحة بلا صحة نفسية.