في ليالي الشتاء تزدان "شبة النار" خاصةً في لمة الأهل والأصدقاء بحثاً عن الدفء في جوه القارص، و"شبة النار" لها عشاقها الذين لا يحلو لهم التنزه "والمكاشيت" إلاّ بإشعالها فهي فاكهة جلساتهم، وقد خلدها الشعراء في أشعارهم، يقول أحدهم: جو الشتاء ماله سوا شبه النار وان زاد جور البرد زود حطبها لكن يجب أن لا يكون في إشعالها ضرر على البيئة، خاصةً ممن لا يتقيد بالإجراءات والتعليمات التي أصدرتها القوات الخاصة للأمن البيئي، والتي تنص أهمية أخذ الاحتياطات اللازمة أثناء إشعال النار - أو ما يعرف بشبة الضو - خلال الرحلات البرية، وإلاّ عرضوا أنفسهم لغرامة تتراوح بين 500 ريال و50 ألف ريال، وإلزامهم بإصلاح الأضرار الناتجة عن ذلك. قرار مناسب مع دخول موسم الشتاء، وتزايد الرحلات البرية أو ما يسمى ب"الكشتات" وما يتبعها من إشعال للنار للتدفئة أو الطبخ، وهي بذلك تؤكد على ضرورة أخذ "المتنزهين والكشاتة" جميع الاحتياطات التي تمنع نشوب الحرائق أو الإضرار بالغطاء النباتي، كما تؤكد أهمية أخذ الاحتياطات التي تتمثل في: استخدام مواقد، وعدم إشعال النار بالقرب من جذوع الأشجار، وإطفاء النار بشكل كامل بعد الانتهاء منها قبل مغادرة المكان. احتياط وترتيب القرار ليس بالجديد فقد سبق وأصدرت وزارة الزراعة قرارا مماثلا له جاء ضمن نظام المراعي والغابات الصادر بالمرسوم الملكي ونصه: لا يجوز إشعال النار أو استعمالها إلاّ في الأماكن المسموح فيها بذلك، المخصصة للسياحة والتنزه والاصطياف، وذلك لأغراض الطبخ والتدفئة، مع اتخاذ جميع الاحتياط والترتيبات اللازمة لمنع نشوب الحريق، ووفقاً للأنظمة التي تجيز ذلك، كما تضمنت المادة الثالثة عشر الفقرة (و) أنه لا يجوز حرق بقايا المحاصيل الزراعية والأعشاب في الأراضي الزراعية الموجودة داخل الغابات والمراعي والمحميات الرعوية والبيئية أو القريبة منها، منعاً من نشوب الحرائق، ويعاقب كل من يخالف أحكام المادة الثالثة عشرة بغرامة لا تزيد على خمسين ألف ريال، بحسب الأضرار الناجمة عن المخالفة وتضاعف العقوبة في حال التكرار مع إصلاح الأضرار الناجمة عن المخالفة بقدر الإمكان، ولعل قرار القوات الخاصة للأمن البيئي بأخذ بالاحتياطات اللازمة أثناء إشعال النار خلال الرحلات البرية، يؤكده ما حصل أيضاً من حرائق في عدد من الجبال بعسير وجازان مؤخراً، والتي يرجّح أن تلك الحرائق من أسبابها عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند إشعال النيران في المتنزهات. مخالفة بيئية وتكثف القوات الخاصة للأمن البيئي، هذه الأيام بالذات ضبط المخالفات البيئية في هذا الشأن انطلاقاً من مهامها وواجباتها في مراقبة المناطق البيئية من أجل المحافظة على البيئة، وتسهم مراقبتها في ضبط المخالفين وتصدر بحقهم مخالفات إشعال النار في غير الأماكن المخصصة لها، ودائماً ما تؤكد القوات الخاصة للأمن البيئي أنها ماضية في ضبط كل من يخالف الأنظمة البيئية، انطلاقًا من شعارها "نحمي بيئتنا ونصون طبيعتنا من أجل وطننا"، مع قيامها بتنفيذ الحملات التوعوية للتقيد بالأنظمة البيئية والمحافظة على البيئة، وتستغل القوات الخاصة للأمن البيئي مشاركاتها في المناسبات والمهرجان للتعريف بمهامها للتثقيف بالأنظمة البيئية وتوعية الجمهور بأهمية المحافظة على البيئة واستدامتها، ومن الرسائل التوعوية التي نفذتها القوات الخاصة للأمن البيئي: إشعال النار في المراعي والغابات والمتنزهات البرية دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة مخالفة بيئية تعرضك للعقوبة. والواقع - مع الأسف - أن بعض المتنزهين أو ما يسمون بالكشّاتة ممن لا يتقيد بالتعليمات، وهذا يدل على عدم الإحساس بالمسؤولية التي تحتم عليهم الحفاظ على البيئة والنظافة العامة والحرص على المشاهد الجمالية للطبيعة، وحماية البيئة من ترك بقايا النار مثل الفحم والمخلفات الأخرى دون وضعها في الأماكن المخصصة لها، مما يستوجب ردع المستهترين المشوهين للمواقع الطبيعية في الحدائق والمتنزهات، وهذا ما يراه الكثير من الحريصين من أفراد المجتمع. تشويه البيئة وقال جمعان الكرت عن ترك مخلفات النار في المتنزهات والحدائق وما شابهها: إنه تشويه لجمال البيئة بسوء التصرف. يؤيده في ذلك المواطن صالح كيده الغامدي ويضيف: كثير ما نلاحظ العبث البيئي في كثير من متنزهاتنا. ورأى خالد الزهراني أنه من المفترض عدم شب النار إلاّ باستخدام المنقل وتكثيف المراقبة السرية وإعطاء غرامات للمخالفين ومن يقوم برمي مخالفات الشوي وخاصهة بقايا الفحم. ولجمعان العارف رأي مغاير حيث يقول: الخطأ مشترك، فلو أنه تم توفير أماكن مجهزة من قبل الأمانة تكون مخصصة لشب النار لكان الأمر أفضل، ولما رأينا الكثير من مناظر التشويه. وعن ترك مخلفات النار في البراري يقول آخر: المشكلة أن أغلب الناس تشب النار في منقل، وإذا أراد أن يغادر المكان يلقي بمخلفات الفحم على الأرض وهي ما زالت تحترق، يعني لم نستفد شيئاً، مشيداً بجهود القوات الخاصة للأمن البيئي بالتعريف بالطريقة المثلى لشبّة النار لتجنب المخالفات، حيث بث العديد من المقاطع يوضح فيها شبّة النار المخالفة والتي تستوجب العقوبة، ويوضح أيضاً شبّة النار المسموح بها والمطابقة للاحتياطات اللازمة. صالح الغامدي جمعان الكرت