عززت دول آسيوية الخميس تدابير الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد في إطار المساعي لوقف انتشار وباء كانت قد تمكنت من احتوائه، لتنضم بهذه الخطوة إلى دول أوروبية فيما يبدأ لبنان فرض إغلاق جديد. وأعلن رئيس وزراء اليابان يوشيهيدي سوجا أمس فرض حالة الطوارئ في طوكيو والمنطقة المحيطة بها بسبب جائحة كورونا. ميركل: تنتظرنا الشهور الأصعب ومن المقرر أن تستمر حالة الطوارئ ابتداء من اليوم الجمعة حتى السابع من فبراير المقبل، بحسب ما قاله رئيس الوزراء. وسوف تفرض حالة الطوارئ في العاصمة ومقاطعات تشيبيا وكاناجاوا وساتاما، حيث تعد هذه المناطق عالية الخطورة من حيث الإصابات بفيروس كورونا. وذكرت وسائل إعلام أمس أن العاصمة اليابانيةطوكيو سجلت 2447 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال ال24 ساعة الماضية. وهذه تعد أول مرة تسجل فيها طوكيو حالات إصابة يومية تتجاوز 2000 إصابة. يأتي ذلك بعد يوم من تسجيل العالم حصيلة قياسية للوفيات اليومية وإعطاء الاتحاد الأوروبي ضوءا أخضر للقاح ثان. والحال ليست أفضل في أميركا الشمالية حيث اضطرت كندا إلى فرض حظر تجول للمرة الأولى في محاولة لوقف انتشار الموجة الثانية من الوباء. ولا تظهر جائحة كوفيد- 19 أي مؤشرات على التراجع إذ أودى الوباء بحياة 1,8 مليون شخص وأصاب 86 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. وفي لبنان، تم تسجيل 4166 إصابة جديدة بكوفيد- 19 الأربعاء وهو عدد قياسي يومي منذ بدء انتشار هذه الجائحة في البلد الذي باتت فيه المستشفيات شبه عاجزة عن استقبال المرضى. وسبق أن سجل ارتفاع كبير في الإصابات في لبنان لا سيما 3500 حالة في 31 ديسمبر ما دفع الحكومة إلى إعلان إغلاق البلاد اعتباراً من الخميس حتى الأول من فبراير المقبل. وسبق للبنان أن فرض إجراءات إغلاق كان آخرها في نوفمبر الماضي. إلا أن التدابير خُففت كثيراً في ديسمبر مع إعادة فتح المقاهي والمطاعم ما ساهم في ارتفاع كبير في الإصابات خلال فترة الأعياد. في الصين المجاورة، أبلغت السلطات عن تسجيل 63 إصابة جديدة الخميس، وهي أعلى حصيلة يومية منذ يوليو، فيما تحاول السلطات القضاء على تفشي المرض في مدينة يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة قرب بكين. وقطعت السلطات الطرق الرئيسة المؤدية إلى شيجياتشوانغ صباح الأربعاء كما أغلقت المدارس في هذه المدينة الواقعة على مسافة 300 كيلومتر جنوببكين كما توقفت حركة الحافلات بين المدن. وقالت شابة لمحطة "سي سي تي في" الحكومية: "أجريت اختبار الحمض النووي الليلة الماضية، لكن لم أحصل على النتائج بعد. بدونه لا يمكنني مغادرة المدينة". ويرى خبراء أن اللقاحات الجماعية هي أفضل طريقة للعودة إلى الحياة الطبيعية لكن حملات التطعيم الأولى تزامنت مع زيادة حادة مقلقة في عدد الوفيات والإصابات في أنحاء كثيرة من العالم. فيوم الأربعاء، سجلت 15 ألفاً و769 وفاة بكوفيد-19 في العالم في غضون 24 ساعة، وهي حصيلة قياسية. وقال مسؤولو الصحة الأميركيون الأربعاء: إن واحداً من بين كل 100 ألف شخص تعرض لرد فعل تحسسي خطير بعد تلقي جرعة من لقاح فايزر/بايونتيك، مؤكدين أن فوائد اللقاح تفوق بكثير أخطاره المحتملة. وفي أميركا الشمالية، يستمر الفيروس في الانتشار، وقد أبلغت المكسيك الأربعاء عن تسجيل أكثر من 1100 وفاة وأكثر من 13 ألف إصابة. وفي كندا، فرضت السلطات في كيبيك حظر تجول في المقاطعة البالغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة من الساعة 20,00 حتى الساعة 05,00 على أن يستمر أربعة أسابيع، وقد يواجه المخالفون غرامات تصل إلى 6000 دولار كندي (4700 دولار أميركي). ولم يتم فرض حظر تجول بهذا الحجم في كندا منذ الإنفلونزا الإسبانية قبل قرن، وفقاً للمؤرخين. وبذلك، تنضم المقاطعة إلى أونتاريو، المحرك الاقتصادي لكندا والبالغ عدد سكانها 14 مليون نسمة، في تقييد التنقلات اليومية للناس. إغلاق في أوروبا وافق الاتحاد الأوروبي الأربعاء على لقاح موديرنا لاستخدامه في الكتلة المؤلفة من 27 بلداً، بعد الموافقة الشهر الماضي على لقاح فايزر/بايونتيك الذي أجيز استخدامه في 21 ديسمبر. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "مع لقاح موديرنا، وهو ثاني لقاح صرح به في الاتحاد الأوروبي، سيكون لدينا 160 مليون جرعة إضافية" بعد 300 مليون جرعة تم طلبها من فايزر/بايونتيك. وتعرضت العديد من الحكومات الأوروبية لانتقادات بسبب بطء حملات التطعيم مثل هولندا التي بدأتها الأربعاء. وحتى الآن، أعطى الاتحاد الأوروبي أكثر من مليون جرعة، وهو رقم أقل مما أعطته بريطانيا وحدها حتى الآن. كما أن اللقاحات لم تحل حتى الآن دون فرض تدابير إغلاق وحظر تجول وإغلاق المتاجر والمدارس في الدول الاوروبية. ودخل عزل جديد حيز التنفيذ في بريطانيا الأربعاء وحذت إيرلندا حذوها بعد فترة وجيزة. وقال رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن للصحافيين: "علينا ببساطة كبح هذه الزيادة" في عدد الوفيات والإصابات. انتظار الأسوأ صرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها ترى أنه لا يزال من غير الممكن رفع التحذير حالياً في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد في ألمانيا. وقالت ميركل خلال اجتماع مغلق مع نواب الحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا، الشريك بالائتلاف الحاكم، الخميس في البرلمان الألماني "بوندستاج" في العاصمة برلين: "بالطبع تنتظرنا الشهور الأصعب - أعتقد أنه يمكن تخمين أن الوباء لا يزال أمامنا". ولكن المستشارة أشارت في الوقت ذاته إلى أن ذلك "يقترن ببعض الأمل" من خلال اللقاحات المتوافرة حالياً. وتابعت ميركل أن توفير ظروف حياتية متكافئة في جميع أنحاء ألمانيا قد يصير "تحدياً أكبر" بعد وباء كورونا، وأكدت قائلة: "يعد ذلك بالنسبة لي أيضاً شرطاً لضمان أن القوى الطاردة لن تستمر في بلدنا". من ناحية أخرى، ذكر المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي الخميس أن الإمارة بدأت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على اللقاح الروسي (سبوتنيك في) للوقاية من مرض كوفيد- 19 في ظل ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الإمارات. وتجرى التجارب البشرية للقاح، التي أعلن عنها في أكتوبر قبل زيادة حالات الإصابة في الآونة الأخيرة، على ما يصل إلى 500 متطوع سيجري تطعيمهم في مستشفى بإمارة أبوظبي. وقال البيان الذي أصدره المكتب: "سيحصل المتطوعون على جرعتين من التطعيم بفارق 20 يوماً بينهما". وأضاف: "تجرى تجارب اللقاح على أشخاص بالغين أصحاء من مختلف الجنسيات من سكان إمارة أبوظبي، على ألا تقل أعمارهم عن 18 عاماً، ولم يسبق لهم الإصابة بفيروس كوفيد- 19". ويشترط أيضاً ألا يكون المتطوعون شاركوا من قبل في تجارب على لقاحات مضادة لفيروس كورونا. وذكرت وزارة الصحة أن الإمارات تجري أيضاً المرحلة الثالثة من التجارب على اللقاح الذي ابتكرته مجموعة الصين الوطنية المحدودة للصناعات الدوائية (سينوفارم). ووافقت الإمارات على هذا اللقاح وهو متاح مجاناً للجميع، على أن تكون الأولوية للأفراد الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى.