أصدق كلمة بإمكانها التعبير عن تركيبة أجانب الهلال هي الفوضى، فوضى في أكثر من جانب، فوضى في تحديد الاحتياج، وفوضى في تناقض الخيارات، وفوضى في التوظيف، وكل ذلك يضعك أمام ملف مربك، حاضره بالإمكان فيه أفضل بكثير، ومستقبله يتطلب جهداً كبيراً في تسويق بعض الأسماء وحسن اختيار القادمين لتعيد الأمور لنصابها الصحيح، وكل ما سبق دارته نتائج إيجابية متتالية غالبها هو حصاد لبناء سابق لا ينبغي الركون إليه طويلاً لأن النتائج حين تهتز ستتكشف كثير من العيوب التي كان بوسعك إصلاحها وقت الفوز. حينما تفاوض جناحاً بخصائص سوتيلدو، ثم توقع مع مهاجم بخصائص فييتو هذه فوضى في تقدير احتياجك وتناقض خيارات غريب جدًا، أما حينما تأتي بفييتو وتوظفه كجناح برغم أنه مركز لا يناسب أسلوبه كلاعب فهذه فوضى في جانب آخر هو توظيف لاعبيك، فييتو دُفع فيه مبلغ ليس بالسهل ومشاركاته غير المنتظمة أظهرت لك مرارًا أن قيمته الفعلية في عمق الملعب ومن المنطق حصوله على دقائق منتظمة في المركز الذي يجيد فيه لتقيم نجاح صفقته من عدمه بشكل موضوعي، فييتو بالمجمل لاعب مميز حتى ولو فشل معك فهذا لا يعني بالضرورة سوءه كلاعب فعوامل الفشل متعددة، ولكن من المحبط جدًا أن يفشل بسبب سوء توظيف ولأنك تظلمه بتوظيفه في مراكز لا تناسب قيمته، حينما توقع مع لاعب بمبلغ كهذا يفترض أن فكرة توظيفه واضحة في ذهنك قبل قدومه لكن ذلك لم يحدث لأنه لعب حتى الآن في ثلاثة مراكز مختلفة وفي جميع المراكز كان خياراً ثانوياً وطبعاً من غير المعقول أن يكون لاعبك البديل تكلفته المادية أعلى من لاعبيك الأساسيين. السطر الأخير: لم أتطرق لخانة عمر خربين الفارغة بسبب الإصرار على لاعب ذهنياً لم يعد قادراً على الاستمرار، ولم أتطرق لحالة غوميز وجوفينكو البدنية المتذبذبة بسبب عامل السن، ولا لخصائص كويلار التي تناقض أسلوب فريقك وبسببها وجوده وعدمه في معظم مبارياتك سيان، الهلال بتركيبته الحالية سيحقق الدوري رغم كل هذه العيوب لأن خصومه مثقلون بعيوب أكبر، ولكن ليستمر حصادك ملف الأجانب يحتاج تصحيحاً كبيراً فما يحدث فيه فوضى بكل معاني الكلمة.