سبق وأن أكدت في مقال الأسبوع الماضي وعبر هذا العمود بأن المشهد النصراوي ليس مقدسًا، وليس فوق النقد كما يتوهم البعض من المحسوبين على هذا الكيان الكبير بتاريخه وإنجازاته ونجومه ورجاله، وكل الآراء النقدية التي تطرقت لوضع الفريق هذا الموسم ونتائجه الفنية المتراجعة بشكل كبير هي محقة فيما ذهبت إليه من تشريح لوضع الفريق، فنقد المشهد النصراوي متاح لكل من ينتمي لهذا الوسط الرياضي حتى وإن صدرت من نقاد وإعلام من خارج الخارطة الصفراء مسؤولاً وانتماءً، فالنصر للجميع وليس لأشخاص معينين! ما حدث للنصر خلال الأسبوعين الفارطين من تعافٍ في النتائج لا المستويات هو أمر مبشر لأنصار ومحبي هذا النادي وقبل ذلك مسؤوليه، فوصول الفريق لدور الثمانية بكأس مولاي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ثم انتصاره في الجولة التاسعة أمام الباطن خارج الديار دلالة على أن أزمات النصر وتراجع نتائجه التي جعلته يحتل المركز ما قبل الأخير في سلم ترتيب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين - حفظه الله - منه وفيه ولا علاقة لتلك الأسباب التي روجها بعض المحسوبين عليه إعلاميًا وإداريًا وجماهيريًا ومن لفّ لفهم، فالأخطاء التحكيمية التي روج لها البعض كثيرًا وحملها أسباب تراجع الفريق كانت في صالح النصر في مواجهته لفريق الرائد في دور ال(16) من الكأس وبها عبر النصر لدور ال(8) من البطولة ذاتها وهذا لا ينقص من النصر شيئًا فالأخطاء طبيعية ومتوقع حدوثها، وفرق كبيرة ومنافسة غادرت البطولة بعضها بالأخطاء التحكيمية كما حدث للهلال أمام الفتح والبعض الآخر لضعف المردود الفني في تلك اللقاءات كما حدث مع الأهلي والشباب إلا أنه لم يحدث من إعلام وجماهير تلك الفرق في أغلبيتها من يرمي بخروجها على التحكيم وتقنية (VAR) وأن هناك من يتربص بفريقها ويهدف لتدميره وإخراجه من البطولات كما حدث من بعض المحسوبين على النصر الذين تم إيهامهم بأن فريقهم مستهدف في كل شيء؛ لذا تجدهم يناقشون كل شيء، الأخطاء التحكيمية وتقنية (VAR) وجدول الدوري، وأرضية الملاعب ومخرجو المباريات وتوقيتها وكل شيء إلا ما يمس الأخطاء في العمل الفني والإداري في الفريق رغم أنها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار! هذه الحالة بأوهامها التي تسيطر على أغلب المشهد النصراوي جماهيرًا ومنذُ عقود طويلة تحتاج رغبة قوية وصادقة من محبي النادي وأنصاره وقبل ذلك إعلامه الواعي لتحطيمها والتركيز على نقد أخطائه وسلبياته بهدف إصلاحها وتجاوز عثراته واللحاق بركب المنافسين على الدوام وليس لموسم أو موسمين يحضر من خلالها ثم يعاود الانتكاسة متراجعًا في النتائج والمنجزات، وهذا طلب ليس صعبًا أو مستحيلاً متى ما حررت تلك الجماهير عقولها من التبعية لبعض المنفذين من إعلام النادي وجماهيره الذين يجدون لتراجع الفريق مليون سبب وهمي إلا السبب الحقيقي! فاصلة: يقول جبران خليل جبران: "أحدهم يخلق الأعذار ليبتعد، والآخر يخلق الوهم ليبتعد". نايف الروقي