أكد سفير الاتحاد الأوروبي باتريك سيمونيه، أن المملكة أدرجت التغير المناخي ضمن أولويات جدول أعمال قمة مجموعة العشرين خلال رئاستها في المملكة، حيث التزمت بدعم منصة الاقتصاد الدائري منخفض الكربون كوسيلة عملية لتحقيق أهداف اتفاق باريس، وهذه واحدة من المبادرات المبتكرة المتعددة التي تعمل على مواجهة التحديات البيئية، لاسيّما في البلدان التي تمر بمرحلة تنويع اقتصاداتها مثل المملكة، علاوة على ذلك، شددت المملكة على ضرورة تقليل انبعاثات غازات الدفيئة والتحول التدريجي في مجال الطاقة، مشيرا، بأن وزير الطاقة السعودي أعلن بأن المملكة سوف تُصبح قريبًا أكبر مُورّد للهيدروجين في العالم، وتعمل حاليًا على إقامة برنامج للطاقة الشمسية، كما تخطط لإنتاج 50 % من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030م، مؤكدا أننا على قناعة بأن المملكة لديها إمكانات هائلة كي تكون مثالًا يُحتذى به في رحلتنا لإنقاذ كوكب الأرض. وأضاف سيمونيه: على مدار السنوات الخمس الماضية، خضعت عزيمة المجتمع الدولي للاختبار، وتعيّن عليه مواجهة الفيروس والذي تسبب في آثارٍ كارثية على مجتمعاتنا واقتصاداتنا، تابع: تعلمنا من جائحة كورونا أن السياسات العامة الجيدة وحدها غير كافية، ولكننا نحتاج أيضًا إلى تشجيع الجهود الفردية البسيطة من أجل إحداث تأثير جماعي أكبر، ومع تحديد الحياد المناخي كهدفٍ نهائي، يمكن للعالم توجيه أفضل المهندسين ورجال الأعمال وصناع السياسات والفنانين والأكاديميين والمنظمات غير الحكومية والمواطنين للعمل معًا على حماية كوكبنا الذي نعيش عليه ونتشارك جميعنا موارده. وحول خطة الاتحاد الأوروبي للتعافي من الجائحة العالمية ذكر سيمونيه، قبل انتشار الجائحة، التزم الاتحاد الأوروبي بقيادة التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وفي ديسمبر 2019، أطلقت المفوضية الأوروبية الاتفاق الأخضر الأوروبي، والذي يُعد نموذجًا جديدًا للنمو وخارطة طريق لتحقيق الحياد المناخي في أوروبا بحلول عام 2050. وبعد مرور عام، مازلنا نوحد سياساتنا في مجالات تتراوح ما بين الطاقة والصناعة والمزارع والغذاء والتنوع الإحيائي مع أهدافنا المستدامة. ولفت: لقد رصدت حزمة التعافي التي يُطلق عليها اسم (الجيل القادم من الاتحاد الأوروبي) والميزانية القادمة طويلة الأجل ما يربو على نصف ترليون يورو لمواجهة التغير المناخي، ولتحقيق هدف الحياد المناخي بحلول عام 2050، وافق قادة الاتحاد الأوروبي بالإجماع في 11 ديسمبر على هدفنا لعام 2030 لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة بمعدل 55 % على الأقل مقارنة بمستويات عام 1990. وقال سيمونيه، سوف يمنح هذا الهدف شركاتنا وصناعاتنا ومواطنينا القدرة على التنبؤ، كما سوف يُساهم في تسريع تخفيض تكلفة التكنولوجيات منخفضة الكربون، وعلى سبيل المثال، فقد انخفضت تكلفة ألواح الطاقة الشمسية بنسبة 82 % بين عامي 2010 و2019. بل إن خفض الانبعاثات بنسبة 55 % سوف يساعدنا على توفير 100 مليار يورو خلال العقد القادم وحتى 3 ترليون يورو بحلول عام 2050. وعن الذكرى الخامسة للتوقيع على اتفاق باريس، حيث اجتمع قادة العالم للاحتفال والتأكيد على عزم الكثيرين العمل على تحقيق عالم أكثر أمانًا وقدرة على التكيف والوصول إلى هدف صافي انبعاثات صفرية، حيث أوضح سيمونيه، سيكون بإمكاننا تجنب الآثار الأكثر مأساوية للتغير المناخي على مجتمعاتنا، ولدينا فرصة "لإعادة البناء على نحوٍ أفضل"، فهذا واجبنا تجاه الأجيال القادمة، والتي سوف يتعين عليها تحمل تبعات التغير المناخي وتسديد ديون التعافي، بالإضافة إلى الآثار الناجمة عن الجائحة. وأضاف سيمونيه، يتزايد أعضاء "نادي صافي الانبعاثات الصفرية"، فقد انضمت اليابان إلى الاتحاد الأوروبي وأقرت أهداف الحياد المناخي لعام 2050، بينما تخطط دول أخرى للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول هذه الفترة (مثل جنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية والصين)، حيث لا تزال المفاوضات جارية معها حاليًا. وقد أقرّت كندا قانونًا جديدًا حول الحياد المناخي، وأشار الرئيس المنتخب جو بايدن إلى أن الولاياتالمتحدة سوف تسير في نفس الاتجاه، ولن تتمكن أي حكومة من مواجهة التغير المناخي بمفردها، ولهذا فسوف نطرق كافة سُبل التعاون والدبلوماسية من خلال الصكوك مثل اتفاقات الشراكة الاستراتيجية والسياسات التجارية وباقي الأدوات المالية الخارجية، نحن بحاجة إلى دفعة طموح إيجابية، ولسوف نعمل على زيادة وتيرة النقاشات والتعاون مع المملكة العربية السعودية وجيرانها في مجلس التعاون الخليجي حول هذا الموضوع الحيوي.