اعتدال الأجواء في المنطقة الشرقية هذه الأيام يفتح الأبواب للسياحة الداخلية، في الوقت الذي تزخر المنطقة بعدد من العوامل والمواقع السياحية التراثية، إضافة إلى الرقعة الصحراوية، فمع عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً، تلوح في الأفق بوادر ارتفاع بمؤشر التفاؤل في تحسن حركة السياحة الداخلية، وعودة النبض إلى المكاتب السياحية والفنادق التي أطفأت مصابيحها بعد الجائحة التي ضربت العالم، وشلت حركة السياح وفرضت عليهم البقاء في منازلهم، وتزداد خيوط التفاؤل وسط صناع السياحة، على خلفية بدء اللقاح فعلياً في المملكة، إلى جانب عوامل الجذب الواسعة التي تتمتع بها مناطق المملكة ومنها المنطقة الشرقية من طبيعة ساحرة، وبرامج مصاحبة تتوافق مع رغبات السائح، حيث صنفت المملكة من ضمن أفضل ست دول أماناً في العالم سياحياً خلال جائحة كورونا، وطبقاً لمختصين في القطاع السياحي، فإن توقف حركة الطيران الدولية يعد عاملاً إضافياً لامتداد الأمل نحو سياحة داخلية نشطة، خصوصاً بعد نجاح الحكومة في احتواء الجائحة والسيطرة عليها ومنعها من الامتداد، وعلى الرغم من العودة المرتقبة للطيران الدولي مطلع العام 2021 والتي تحتاج إلى بعض الوقت إلا أن العاملين في هذا الحقل بعد التوصل للقاح لفايروس (كورونا) بدؤوا في الاستعداد مبكراً لتهيئة المكاتب السياحية والحجوزات المبكرة لعدد من المناطق السياحية سواء داخل أو خارج المملكة، وقدموا حزمة من التوصيات والنصائح لمنظمي الرحلات بعد تعافي قطاع السياحة للخروج من تداعيات جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على القطاع. الخيار للسياحية الداخلية وقال نواف الجامع، مستثمر في قطاع السياحة: إن الخيار الحالي للسياحة بعد عودة الحياة الطبيعية السياحة الداخلية، مضيفاً: إن قرار عودة الحياة الطبيعية يشعر المواطن بالاطمئنان، مما يدفع للتوجه للسياحة الداخلية بالدرجة الأولى، فالمنطقة الشرقية ملتزمة بالإجراءات الوقائية، مشيراً إلى أن الأشهر المقبلة ستكون للسياحة الداخلية خاصة في المنطقة الشرقية التي تتميز باعتدال الأجواء، وذكر الجامع، أن السياحة الداخلية في المنطقة الشرقية مهيئة لاستقبال السياح، نظراً لوجود وجهات متعددة توفر المناخ السياحي، مثل مواقع التسوق والتنزه البرية والبحرية والأماكن التراثية والآثار، بالإضافة لتوافر القطاع الفندقي بمختلف مستوياته، مستبعداً في الوقت نفسه، ارتفاع التكلفة في السياحة الداخلية بخلاف السنوات الماضية، مرجعاً ذلك لمحاولة المستثمرين تعويض جزء من الخسائر المترتبة نتيجة الإغلاق خلال الأشهر الماضية، وبالتالي فإن التحرك المقبل لقطاع السياحة يتمثل في العودة للوضع الطبيعي وليس لتحقيق مكاسب مالية، بالإضافة لتشجيع السياحة الداخلية. وشدد الجامع، على ضرورة تطوير البرامج الترفيهية المحلية لمواكبة المرحلة المقبلة لصناعة الترفيه في المملكة، من خلال تطوير منتجات قادرة على مخاطبة العالم، مطالباً القطاع الخاص بوضع برامج ترفيهية محلية للانطلاق باتجاه العالمية، مشيراً إلى ضرورة قيام القطاع الخاص بتبني برامج محلية باستقطاب برامج عالمية، وأكد أن عدداً من الجهات الحكومية وقفت مع القطاع السياحي للمساعدة في تجنب الخسائر للقطاع في ظل الجائحة ومنها الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت"، ومنصة "جدير"، ومنصة "استرداد" التي أعادت 80 % من بعض التكاليف الحكومية، وكذلك منصة "ساند" التي دعمت الموظفين السعوديين برواتبهم خلال فترة الجائحة، وكان لهذه الوقفة الداعمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهم الله- أثر كبير في تجنب عدد من الخسائر للقطاع، وأوضح الجامع، أن تكاليف السياحة الداخلية خاضعة للعرض والطلب، مضيفاً: إن ارتفاع السياحة ليس خاصاً بالمملكة ولكنها تشمل السياحة الخارجية، مستبعداً تأثير زيادة ضريبة القيمة المضافة 15 %، ولن يكون كبيراً على السياحة الداخلية، موضحا أن المناطق السياحية التي ستحظى باهتمام السائح السعودي هي: المرتفعات الجنوبية والطائف وشمال المملكة والعديد من المناطق السياحية. وتحدث خالد آل دغيم، رئيس مجلس إدارة جمعية الإعلام السياحي، عن وضع السياحة الدولي قائلاً: إيرادات السياحة العالمية حسب التقارير تخسر1.17 تريليون دولار، وهذا حسب التقارير المعلنة حالياً، وفي تقرير آخر حديث بعنوان "كوفيد-19 والسياحة"، توقع مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد"، انخفاض عائدات السياحة العالمية بما يصل إلى 3.3 تريليونات دولار بسبب قيود احتواء جائحة فيروس كورونا المستجد. وعن السياحة الداخلية قال: لسنا بمنأى عن العالم، وقد تأثر القطاع السياحي بقوة رغم الدعم الذي وفرته الدولة سواء للوظائف أو التوجيه بتقليل الخسائر، واستطرد آل دغيم في حديثه: الدولة وحسب الرؤية أطلقت صندوق التنمية السياحي لتوفير التمويل الحكومي للمستثمرين، كما سيساعد في استكمال القطاعات السياحية المهمة التي ستحقق لهم العوائد المجزية، إضافة إلى تحقيق أهداف التنمية السياحية والاقتصادية والخدمية، ومع تحول الهيئة إلى وزارة وإطلاق مشروعات كبرى في مناطق المملكة تظهر الخارطة السياحية الجديدة ومنها المنطقة الشرقية، مشيراً إلى أنه ومع تسارع التطوير في القطاع السياحي، يتوقع أن تزيد فرص المملكة على الخارطة السياحية الجديدة في العالم، لا سيما بعد البدء بالمشروعات العملاقة التي سوف يكون لها تأثير كبير على الساحة العالمية، وتطوير المواقع الطبيعية بالتعاون مع أهم وأكبر الشركات العالمية في قطاع الضيافة والفنادق، لتطوير القطاع السياحي وتكثيف استكشاف طبيعة المملكة من النواحي كافة وتوليد فرص عمل جديدة لأبناء المملكة. في المقابل أكد بدر السويدان -مهتم بالشأن السياحي- على أن المنطقة الشرقية من أهم مناطق الجذب السياحي على مستوى الخليج، والرهان أصبح على السائح المحلي خلال الفترة المقبلة التي تتعدل فيها الأجواء لاسيما في المنطقة الشرقية واكتشاف لقاح (كورونا) والبدء بالتطعيم، إلا أن التحديات التي تواجههم في قطاع السياحة والسفر وهو غلاء الأسعار الذي ما زال في بعض المناطق السياحية الداخلية في المملكة تمثل أهم تلك التحديات، إلا أنها قلت عما كانت عليه في السابق، مشدداً على أن مستقبل السياحة في المنطقة الشرقية زاهر خصوصاً في الفترة الشتوية، كما أن معدل نسبة قطاع الإيواء في ارتفاع خلال هذه الأيام وهذا دليل على أن السياحة في الشرقية بحالة ممتازة. وأشار السويدان إلى أن هناك الكثير من الاستفسارات والحجوزات التي بدأت منذ فترة لشهر يناير 2021م بما أن المتوقع أن يتم فتح الطيران الدولي والحدود البرية، إلا أن إيقاف أغلب الأنشطة والفعاليات في المملكة وكذلك إغلاق الرحلات الدولية والحدود البرية تسبب في الكثير من الخسائر لشركات ومكاتب السفر والسياحة، وقال: جائحة كورونا أثرت على جميع القطاعات وكذلك جميع دول العالم، فبكل تأكيد تأثرت وكالات السفر والسياحة، وبإذن الله سنتجاوز جميعنا هذه الأزمة قريباً، فالكثير من الاستثمارات تأثرت وشركات أعلنت إفلاسها.. وهناك عدد كبير من الشركات دخلت السوق، فالوضع مطمئن للسياحة الداخلية، فيما عدد قليل تحول إلى التحالفات بين المكاتب لتجنب خسائر هذه الجائحة التي عصفت باقتصادات العالم التي في طريقها للزوال. بدر السويدان خالد آل دغيم