مع تزامن إطلاق لقاح شركة فايزر-بيونتيك الجديد في الشهر الماضي، أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء في 10 ديسمبر 2020 موافقتها على تسجيل اللقاح والبدء باستخدامه في المملكة العربية السعودية. يبدو أن سباق العلم قد طال حتى الطرق التقليدية في صناعة اللقاحات والتي تنتهج مبدأ استخدام سلالات مضعّفة من الجزيْء المسبب للمرض (سواء كان بكتيريا أو فيروسا) وحقنه في داخل الجسم بحيث يكون كافياً لتحفيز الجهاز المناعي وتوليد أجسام مضاده له من دون التسبب بالمرض. أما شركة فايزر-بيونتيك انتهجت أسلوباً حديثا في صناعة اللقاحات وذلك عن طريق استخدام جزيْء ال mRNA والذي بدوره يعمل على تحفيز الخلايا المناعية وإنتاج الأجسام المضادة من دون الحاجة لاستخدام الفيروس أو أجزاء منه. ما هو جزيْء ال mRNA؟ يسمى بالحمض النووي الريبوزي الرسول، وسبب هذه التسمة هي أنه يعمل على نسخ الشفرة الوراثية من جزيْء ال DNA ويحملها إلى العُضيات المسؤولة عن إنتاج البروتيات في الخلية وتسمى (الريبوسومات)، والتي بدورها تستخدم الشفرة التي يحملها جزيء ال RNA الرسول كقالب لتصنيع البروتين المطلوب إنتاجه في داخل الخلية. كيف يعمل لقاح mRNAكوفيد-19؟ تعطي لقاحات mRNA كوفيد-19 تعليمات لخلايانا لصنع قطعة غير ضارة مما يسمى «بروتين سبايك» وهي تركيبة جزء من الغلاف البروتيني التاجي الذي يغلف الفيروس من الخارج. الجدير بالذكر أن لقاحات ال mRNA قد تكون جديدة ولكنها معروفة منذ عقود في مجال صناعة اللقاحات؛ حيث عكف العلماء على دراسة إمكانية تطوير صناعة اللقاحات باستخدام مواد متاحة مما يجعل عملية صناعتها أسرع من الطرق التقليدية. كيف يُعطى اللقاح؟ يتم إعطاء لقاحات mRNA كوفيد-19 في عضلة الذراع العلوي. بمجرد أن تكون التعليمات (mRNA) داخل الخلايا العضلية، تستخدمها الخلايا لصنع قطعة البروتين. بعد صنع قطعة البروتين، تقوم الخلية بتفكيك التعليمات والتخلص منها، بعد ذلك تعرض الخلية قطعة البروتين على سطحها، تدرك أنظمتنا المناعية أن البروتين لا ينتمي إليها، وتبدأ في بناء استجابة مناعية وتكوين الأجسام المضادة، كما يحدث في العدوى الطبيعية ضد فيروس كوفيد-19. تكمن فائدة لقاحات mRNA في أنها تُكسب الجسم المناعة والحماية دون الاضطرار أبدًا إلى المخاطرة بالعواقب الوخيمة باستخدام فيروس كوفيد-19 المضعَف.