إن تقدم طلبة المملكة في اختبارات التيمز العام 2019 مقارنة بنتائج العام 2015 في التحصيل الدراسي للرياضيات والعلوم TIMSS يعتبر إنجازا مميزا يحسب ضمن إنجازات منظومة التعليم في المملكة العربية السعودية تحت قيادة وزارة التعليم وبالتنسيق والتعاون المثمر بينها وبين هيئة تقويم التعليم والتدريب، وهو ما يعكس احترافية في العمل المتكامل بين جهود مؤسسات التعليم في المملكة العربية السعودية. تعد الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي "IEA" منظمة تعاونية دولية تضم مؤسسات بحثية وطنية ووكالات بحثية حكومية وباحثين ومحللين يعملون في مجال البحث وفهم وتحسين التعليم في جميع أنحاء العالم. وتقوم الجمعية منذ العام 1958 بقياس مدى تحصيل الطلاب في مواد مثل الرياضيات والعلوم (TIMSS)، والقراءة (PIRLS)، بجانب تقييمات بشأن التربية المدنية والمواطنة (ICCS و CIVED)، واستقصاء مهارات الكمبيوتر لدى الطلاب (ICILS و SITES)، وأجرت أبحاثًا عن مرحلة الطفولة المبكرة (ECES) وتعليم المعلمين. وبناء على نتائج دراسة الجمعية الدولية لتقييم التحصيل "IEA" بمشاركة 64 دولة حيث أظهرت تقدم المملكة العربية السعودية في التحصيل الدراسي للرياضيات والعلوم TIMSS بالمقارنة بمؤشرات المملكة في العام 2015. وهي دراسات مقارنة واسعة النطاق حول التحصيل التعليمي والجوانب الأخرى للتعليم، بهدف اكتساب فهم متعمق لآثار السياسات والممارسات داخل أنظمة التعليم. يعتبر هذا الإنجاز ثمرة جهود وزارة التعليم مع هيئة تقويم التعليم والتدريب وأبنائنا الطلاب والطالبات وأولياء الأمور، ولا يقتصر الأمر عند هذا الإنجاز الذي يضاف إلى إنجازات عديدة لوزارة التعليم، بل يعكس تخطيط رشيد ورؤية واضحة لوزارة التعليم وقياديها، كما يشير إلى نجاح منظومة التعليم بالتعاون مع هيئة تقويم التعليم والتدريب في بناء نظام وقواعد ومعايير للمدارس، يشمل تقويم أداء المدارس واعتمادها بشكل دوري وفق المعايير التي وضعتها هيئة التعليم والتدريب، التي تضمن بناء أدوات لقياس جودة التعليم بالمدارس وأدواته وأساليبه، وبناء معايير مناهج التعليم العام بالتنسيق مع وزارة التعليم واعتمادها وتحديثها بشكل دوري. يعد الاشتراك في الاختبارات الدولية القياسية الخاصة بتقويم التعليم ضمن أشكال المساهمة في عملية تأسيس الشراكات الدولية، التي تعمل على تقييم وتطوير وتحديث منظومة التعليم العام في المملكة، والتي في النهاية تعمل على تجويد مخرجات التعليم العام ويساعد في تأهيل طلابنا إلى مرحلة التعليم العالي. كما يؤكد على استشعار وزارة التعليم بأهمية تبادل التجارب والخبرات مع الجهات المماثلة خارج المملكة وعمل مقارنة أداء Benchmark مع الدول المشابهة لطبيعة المملكة. إن حرص وزارة التعليم على الاستفادة من الممارسات والتجارب الدولية المتقدمة في مجال التعليم العام يساهم في النهاية لتحقيق رؤية المملكة في تطوير نظام تعليمي ذات منهجية مترابطة خلال جميع مراحل التعليم بدءا من التعليم العام ووصولا إلى التعليم العالي كداعم أساسي لتحقيق سياسات التنمية المستدامة وركيزة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة الطموحة 2030، التي وضعت تأهيل الكوادر الوطنيّة محور اهتمامها، وأكّدت تمكينهم من المعارف والمهارات النوعيّة، وتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال وإتاحة فرص التعلم مدى الحياة للجميع. وفي الختام نهدي هذا الإنجاز إلى القيادة الرشيدة وإلى معالي وزير التعليم وجميع منتسبي ومنتسبات التعليم والطلبة وأولياء أمورهم داعيين الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد للجميع والاستمرار في العطاء وبذل الجهود المخلصة لتحقيق رؤية المملكة الطموحة. *عميد عمادة الجودة والاعتماد الأكاديمي جامعة الملك عبدالعزيز