على الرغم من أن معظم دول العالم ما زالت تعمل بنظام الأجيال الثاني، الثالث، الرابع والخامس. إلا أن جمهورية الصين، بدأت تجاربها على تشغيل الجيل السادس، فقد قامت بإرسال أول قمر صناعي تجريبي يعمل بتقنية الجيل السادس إلى الفضاء ضمن مجموعة أخرى من الأقمار الصناعية، تتكون من 12 قمراً تم إطلاقها من مركز تايوان للأقمار الصناعية، وذلك لاختبار القدرات الجديدة لتقنيات الجيل السادس الواعدة والمتطورة وعالية السرعة. الهدف من إرسال هذه الأقمار، تحقيق سرعات عالية جداً في نقل البيانات، تكون أسرع بكثير من تلك الموجودة في سرعات الجيل الخامس، وسوف يتم توسيع نطاق التردد من تردد موجة الجيل الخامس 5G المليمترية إلى تردد التيراهيرتز. ويعد هذا أول اختبار تقني لتطبيق تردد تيراهيرتز للاتصالات في الفضاء وليس تطبيق التردد المليمتري المعمول به حالياً. ويتوقع أن تكون هذه التقنية أسرع مئة مرة من الجيل الخامس، مما يثير الفضول القوي لدى البشر عن صعوبة التنبؤ والتخيل لما هو قادم في مجال الاتصالات وسرعة الإنترنت مستقبلاً في هذا العالم الافتراضي سريع التحول والتغير، الذي لا مكان فيه لمن لا يملك أسباب التطور والتقدم وتحديداً التقنية منها، خصوصاً إذا ماعلمنا أن التقنية أصبحت تقود التطور في كافة المجالات العلمية والعملية كالصحية والتعليمية والاقتصادية وغيرها من المجالات الأخرى. هذه التجارب لا تزال في بداياتها، لكنها حتماً سوف تصبح واقعاً ملموساً في القريب المنظور، وسوف تشمل هذه التجارب العديد من الجوانب التطبيقية ذات العلاقة بتصميم الأجهزة التقنية والمحطات اللاسلكية، ومدى تأثيرها على البيئة والإنسان، قبل أن تكون متاحة تجارياً، وذلك لضمان عدم تأثيرها على صحة الإنسان والبيئة المحيطة به. تعد جمهورية الصين من الدول الواعدة جداً في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات. لذا فإنه من الأهمية بمكان أن يكون هناك تعاون تقني بين جهات الاختصاص في المملكة العربية السعودية والصين، لمواكبة التطور التقني الهائل عالمياً والاستفادة منه لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. *أستاذ نظم الحكومة الإلكترونية والمعلوماتية بجامعة الملك سعود