زعمت قوات المتمردين في إقليم تيغراي بشمال إثيوبيا أنها أسقطت طائرة عسكرية واستعادت بلدة من قبضة القوات الاتحادية الأحد، وذلك بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء سيطرة الجيش على مقلي عاصمة الإقليم وانتهاء العمليات العسكرية هناك. ولم يصدر تعليق حتى الآن من الحكومة أو الجيش على مزاعم دبرصيون جبرمكئيل زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي. وتحاول حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد القضاء على تمرد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وهي حزب سياسي قائم على أساس عرقي هيمن على الحكومة المركزية من 1991 إلى 2018. والصراع اختبار آخر لآبي الذي وصل إلى السلطة قبل عامين والذي يحاول جمع شتات خليط من الجماعات العرقية التي يتكون منها الشعب الإثيوبي الذي يبلغ تعداه 115 مليون نسمة. وقال آبي السبت: إن القوات الاتحادية سيطرت على مقلي خلال ساعات من شن هجوم هناك مما هدأ المخاوف من قتال طويل الأجل في المدينة التي يقطنها نصف مليون نسمة. وقال رئيس الوزراء، الذي يصف الصراع الذي استمر ثلاثة أسابيع بأنه شأن داخلي يتعلق بإعادة فرض القانون والنظام، والذي رفض عروض الوساطة الدولية: إن الشرطة الاتحادية ستسعى لإلقاء القبض على "مجرمي" الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وتقديمهم للمحاكمة. وليس من الواضح إن كانت الشرطة اعتقلت أياً من زعماء الجبهة منذ السبت، أو ما إذا كان أيهم قد استسلم. كما لا يُعرف مكانهم أو خططهم للمستقبل. وقال دبرصيون لرويترز في عدد من الرسائل النصية: إن قواته بدأت الانسحاب من محيط مدينة مقلي لكنها ستواصل القتال، مما يثير المخاوف من شبح حرب عصابات طويلة الأمد. وأضاف: إن قواته أسقطت طائرة للجيش الإثيوبي وأسرت قائدها، كما أنها استعادت السيطرة على بلدة أكسوم. وأوضح التلفزيون الرسمي الإثيوبي أمس أنه جرى العثور على 70 مقبرة، بعضها لأفراد والباقي مقابر جماعية، في بلدة حميرا بإقليم تيغراي. وحذر دبلوماسيون في المنطقة وخبراء من أن نصراً عسكرياً سريعاً ربما لا يعني إشارة إلى نهاية الصراع. وللجبهة الشعبية لتحرير تيغراي تاريخ من المقاومة المسلحة، وساعدت تضاريس تيغراي الجبلية وحدودها مع السودان وإريتريا الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي خلال كفاحها الطويل ضد الدكتاتور الماركسي منجيستو هيلا مريم الذي أطاحت به الجبهة في النهاية العام 1991. وشدد زعيم قوات المتمردين أنه لا يزال يقاتل على مقربة من مدينة مقلي عاصمة الإقليم بعد وقوعها تحت سيطرة القوات الإثيوبية. وقال دبرصيون: إن قواته أسرت بعض الجنود الإريتريين الذين يقاتلون إلى جانب قوات الحكومة الإثيوبية.